قراءة في رواية الطنطورية
قراءة في رواية الطنطورية
هي رواية عربية تاريخية، تروي أحداثاً متخيلة ممزوجة بأحداث تاريخية واقعية، حدثت في قرية الطنطورة الواقعة على ضفاف البحر المتوسط في شمال غرب فلسطين جنوب حيفا، وتدور أحداث الرواية في الفترة بين عام 1947م و2000م، وبطلة الرواية الرئيسية هي رقية بنت أبي صادق، و"زينب" أم صادق، وحكيت الرواية على لسانها.
تناولت الرواية كتابة رقية لقصة عائلتها منذ طفولتها وحتى شيخوختها، ودور ابنها "حسن" وإصراره على توثيقها للأحداث، تخللت الرواية عبارات عامية فلسطينية وحوارات بلغة شعبية غنية بالمصطلحات التراثية الفلسطينية، إضافة لتوثيق العديد من الأحداث التاريخية الحقيقية والمجازر التي ارتكبت في تلك الفترة، كالنكبة والحرب اللبنانية الأهلية والاجتياح الإسرائيلي، وتم توثيق العديد من الأحداث بأسماء أصحابها الحقيقية.
تعرض قرية الطنطورة لمذبحة على يد الصهاينة عام 1948م ومن هذه المذبحة انطلقت أحداث الرواية، فاقتلعت عائلة رقية من القرية وعاشت حياة اللجوء لما يقارب النصف قرن، رقية التي مثلت دور الطفلة والحبيبة والأم والجدة وهي مثال المرأة الفلسطينية الجبارة التي لم تنزع مفتاح بيتها من رقبتها حتى آخر يوم من حياتها أملًا بالعودة له وللطنطورة.
نبذة عن رواية الطنطورية
هي رواية عربية للكاتبة المصرية رضوى عاشور، صدرت عن دار الشروق للنشر عام 2010م، وتدور أحداث الرواية في الفترة بين عام 1947م و2000م، وتتناول الرواية قصة عائلة فلسطينية من قرية الطنطورة تم طردها من أرضها وموطنها من قبل الصهاينة، وبدأت بذلك عيش حياة اللجوء بين لبنان ومصر والإمارات.
تناولت الرواية عددًا من الأحداث الواقعية والتي وثقها التاريخ، مثل النكبة، واللجوء، والاجتياح الإسرائيلي للبنان، والحرب الأهلية اللبنانية، وغيرها من الأحداث المفصلية في تاريخ المنطقة.
مؤلفة رواية الطنطورية
رواية الطنطورية هي من تأليف الأديبة المصرية رضوى عاشور، التي ولدت في 26 أيار عام 1946م في القاهرة، ودرست في جامعة القاهرة، وجامعة ماساتشوستس في أمهيرست، وكانت روائية وناقدة أدبية وأستاذة جامعية، فقد درست الأدب الإنجليزي، و الأدب المقارن ، إضافة إلى الأدب الإفريقي الأمريكي.
ولدت رضوى لعائلة أدبية وعلمية عريقة كما يأتي:
- والدها: هو مصطفى عاشور، محامي وله تاريخ طويل في الأدب.
- والدتها: هي مي عزام، فنانة وشاعرة.
- جدها: هو عبد الوهاب عزام، أستاذ في الآداب الشرقية والدراسات في جامعة القاهرة، وهو دبلوماسي.
- زوجها: هو الأديب الفلسطيني الكبير مريد البرغوثي، الذي نفي خارج مصر من عام 1977م حتّى عام 1994م، فابتعد بذلك عن رضوى وتميم لمدة 17 عاماً.
- ابنها: هو الشاعر الرائع تميم البرغوثي .
حصلت رضوى عاشور على العديد من الجوائز على إنجازاتها في الأدب، وكانت أبرز مقولاتها "لا يمكن أن يكون الحب أعمى لأنه هو الذي يجعلنا نبصر"، وتوفيت في 30 نوفمبر عام 2014م بعد صراع طويل مع مرض السرطان.
اقتباسات من رواية الطنطورية
بعض الاقتباسات من رواية الطنطورية فيما يأتي:
- "الانتظار، كلنا يعرف الانتظار، أن تنتظر ساعة، يومًا أو يومين، شهرًا أو سنة وربما سنوات... تقول طالت... ولكنك تنتظر... كم يمكن أن ننتظر؟".
- "عند موت من نحب نكفِّنه... نلفه برحمة ونحفر في الأرض عميقاً... نبكي... نعرف أننا ندفنه لنمضي إلى مواصلة الحياة... أي عاقل ينبش قبور أحبابه؟".
- "الذاكرة لا تقتُل... تؤلم ألماً لا يطاق، ربما... ولكننا إذ نطيقه تتحول من دوامات تسحبنا إلى قاع الغرق إلى بحر نسبح فيه... نقطع المسافات... نحكمه ونملي إرادتنا عليه".
- "فيتأكد لي مع كل صباح أن في هذه الحياة رغم كل شيء، ما يستحق الحياة".
- "أتساءل: ما الذي تفعله امرأة تشعر أنها بالصدفة، بالصدفة المحضة، بقيت على قيد الحياة؟.... كيف تسلك في الدنيا إن كان وجودها، كل السنين والشهور والأيام واللحظات الحلوة والمرة التي عاشتها، فضلَة حركة عشوائية لقدر غريب؟ كيف تسلك في الدنيا؟".
- "تعلمك الحرب أشياء كثيرة... أولها أن ترهف السمع وتنتبه لتقدر الجهة التي يأتي منها إطلاق النيران، كأنما صار جسمك أذنا كبيرة فيها بوصلة تحدد الجهة المعينة بين الجهات الأربع، أو الخمس، لأن السماء غدت جهة يأتيك منها أيضا الهلاك".
- "أغلب نساء المخيم يحملن مفاتيح دورهن تماماً كما كانت تفعل أمي... البعض كان يريه لي وهو يحكي عن القرية التي جاء منها... وأحياناً كنت ألمح طرف الحبل الذي يحيط بالرقبة وإن لم أر المفتاح، وأحياناً لا ألمحه ولا تشير إليه السيدة ولكنني أعرف أنه هناك، تحت الثوب".