قدرة الله في الكون
قدرة الله في الكون
إن الناظر لعظمة هذا الكون بكلّ ما فيه من ماء، وهواء، وجبال، وسماء، يتيقّن بأنه لم يوجد بمحض الصدفة، بل هناك خالق مبدع خلق كل شيء بحكمة ودقة، إنّه الله -عزّ وجلّ-، الذي نرى بديع خلقه في كلّ مكان تجول فيه نظائرنا، وتتجلّى عظمة خلق الله في كل الأشياء مهما صغرت أو كبرت، والمتفكّر فيها بحقّ لا يسعه سوى أن يقول سبحان الله العظيم، الذي خلق فأبدع، وصوّر فأحسن.
السماء
تتجلى عظيم قدرة الله في الكون في عدد من المظاهر اللا منتهية، فلا ينفكّ العلم عن اكتشاف المزيد من معجزات الكون في كلّ يوم تلو الآخر، والتي يكون القرآن قد سبق في ذكرها، ولكنّ فهمها كان بحاجة إلى متفكّر ومتدّبر لا غير، ومن تلك المظاهر خلقه -سبحانه وتعالى- للسماوات الواسعة بغير أعمدة يحملنها، وامتدادها على مدى واسع لم يُعرف نهايتها أو حدودها في الكون.
كوكب الأرض
خلق الله الأرض وبسطها؛ من أجل تسهيل الحياة على الإنسان، وقد أنعم الله -تعالى- على الإنسان في الأرض بنعم كثيرة؛ فأخرج ينابيع الماء، وأنبت الزرع، قال -تعالى-: (والْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا* أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا* وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا* مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ).
وخلق الحيوانات لتسهيل معيشة الإنسان، قال -تعالى-: (وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِّن مَّاءٍ فَمِنْهُم مَّن يَّمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَّمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَّمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَّخْلُقُ اللهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
الكواكب
خلق الله -تعالى- الكواكب في مدارات عديدة، وجعلها مصابيح تزين السماء، قال -تعالى-: (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ)، وقال -تعالى-: (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ)، وخلق الله -تعالى- النجوم والكواكب للاستدلال بها على الطرق والمسارات في الأرض، قال -تعالى-: (وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) .
الماء
رزقنا الخالق بالماء الذي يوجد على سطح الأرض بعدة أشكال ومن عدة مصادر، والذي لولاه لانعدمت الحياة على الأرض؛ فلا عجب من كون أجسادنا تحتوي على ثلثي كتلتها من الماء ، وهي من أعظم النعم التي ينبغي أن نسبّح لله -عزّ وجلّ- على وجودها صباحاً ومساءً.
قال -تعالى-: (وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ).
الليل والنهار
جعل الله -تعالى- الليل والنهار متعاقبين؛ بحيث جعل الليل لراحة الناس، والنهار لقضاء أعمالهم اليوميّة، وسخّر الرياح بكلّ حالاتها والتي تحرّك السحب وتسوقها من مكان إلى آخر، فينزل المطر، فتبارك الله أحسن الخالقين، قال -تعالى-: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).