قائد معركة بلاط الشهداء
عبد الرحمن الغافقي قائد معركة بلاط الشهداء
هو عبد الرحمن بن عبد الله بن بشر بن الصارم الغافقيّ العكيّ، ويكنّى بأبي سعيد، ويعود نسبه إلى قبيلة غافق، وهي واحدة من فروع قبيلة عك اليمنيّة، وهو أحد التابعين رحمه الله، كما كان من كبار القادة الشجعان، ويُذكر أنَّه ربّما وُلد في اليمن، ثمَّ انتقل إلى أفريقيا، ووفد على سليمان بن عبد الملك الأمويّ في دمشق، ثمَّ عاد إلى بلاد المغرب، واتّصل بموسى بن نصير، وابنه عبد العزيز في أثناء إقامتهما في الأندلس، ثم اختير ليكون قائد الشاطئ الشرقيّ الأندلسيّ.
معركة بلاط الشهداء
وقعت معركة بلاط الشهداء في أوائل شهر رمضان المبارك في العاشر من تشرين الأول عام 114هـ/732م، حيث التقى الجيشان في سهل يقع شمال بواتييه، ويُشار إلى أنّ جيش المسلمين كان مكوناً من خمسين ألف مسلم، بينما تشكل الجيش الفرنجيّ من أربعمئة ألف جنديّ، ويُذكر أنَّ قائد جيش الإفرنج شارل مارتل، جمّع جنده من كلّ حدب وصوب، فكان منهم المحاربون، والمرتزقة، والفرنجة، والهمج، والأمراء، والعبيد، والعامة.
واستمرَّ القتال لمدة سبعة أيام، ثمَّ تحوّل القتال إلى صدام عنيف، وكانت المعركة في بدايتها لصالح الجيش الإسلاميّ، ولكن في نهاية المطاف اشتدّت هجمات جيش العدو وحلفائهم على المسلمين، كما هاجموا الجيش الإسلاميّ من الخلف، الأمر الذي أدّى إلى اختلال نظام جيش المسلمين، وهزيمتهم في هذه المعركة، وبالتالي أوقفت معركة بلاط الشهداء تقدّم الفتوحات الإسلاميّة عند جنوب فرنسا، واكتفى المسلمون بالسيطرة على شبه الجزيرة الإيبيريّة.
تسمية المعركة
يُقصد في البلاط في اللغة العربيّة الرخام، أو القصر، ويُشار إلى أنّ المعركة سميّت بهذا الاسم بسبب وقوعها على مقربة من قصر مهجور، إذ قاتل الفريقان على الطريق المُعبد منذ زمن الرومان، وتمَّ إضافة كلمة الشهداء إلى المعركة نسبة لكثرة عدد الشهداء المسلمين الذين سقطوا في تلك المعركة، بينما ينسب الأوروبيون المعركة إلى مدينة تورز التي وقعت المعركة بالقرب منها؛ ولذلك يُطلقون عليها اسم "معركة تور"، كما يُسمونها معركة بواتييه؛ وذلك لوقوعها بالقرب من بلدة بواتييه الفرنسيّة .
أسباب هزيمة المسلمين في المعركة
تضافرت مجموعة من العوامل التي أدّت إلى هزيمة المسلمين في معركة بلاط الشهداء، ومنها:
- اختلاط الجيش الإسلاميّ بعناصر من البربر والعرب، حيث كان بين هذه العناصر صراعاً، وعدم تجانس في تلك الفترة؛ ممّا تسبب في الهزيمة.
- خوف المسلمين على الغنائم التي جمعوها مُسبقاً قبل هذه المعركة.
- تكتّل الإمارات في غالة، ووقوفها أمام المسلمين، هذا عدا عن تعودهم على تضاريس المنطقة التي شهدتها المعركة، ومعرفة الفرنجة لطبيعة وطرق تلك المواقع.