قائد التتار في معركة عين جالوت
كتبغا نوين
يعدّ كتبغا نوين هو قائد التتار في معركة عين جالوت، وكان من أتباع قائد التتار هولاكو، بينما كان جيش المسلمين بقيادة سيف الدين قطز، وقد التقى الفريقان في يوم الجمعة الموافق الخامس والعشرين من شهر رمضان عام 658هـ، وقد ألحق المسلمون بالتتار هزيمة نكراء، إذ قتلوا الكثير منهم، وعلى رأسهم القائد كتبغا، وقد تولى الشيخ العز بن عبد السلام مهمة التجهيز المعنويّ لجيش المسلمين، وتبعه بقية العلماء، ويُجدر بالذكر هنا أنّ احتلال التتار للعالم الإسلاميّ، وإسقاطهم للخلافة العباسيّة ببغداد، وتهديدهم باحتلال مصر، ورغبتهم الشديدة في تحقيق ذلك هو السبب الرئيسيّ في حدوث هذه المعركة.
سيف الدين قطز
يُعتبر حاكم مصر سيف الدين قطز بطل معركة عين جالوت ، ويُذكَر أنَّ المغول استمروا في سيطرتهم حتّى وصلوا إلى بغداد عاصمة الخلافة العباسيّة، حيث تمكّن هولاكو من تدمير المدينة، وإسقاط الخلافة العباسيّة، وقتل الخليفة العباسيّ عام 1258م، وتابع هولاكو زحفه، وسيطر على حلب ودمشق، ثمّ وسع التتار نفوذهم، واحتلوا مدينتي الخليل وغزة الفلسطينية، وقتلوا الرجال، وسبوا النساء والأطفال، وأسروا عدداً كبيراً، وكانت مصر آخر الأماكن التي أرادوا الاستيلاء عليها، إذ أرسل هولاكو رسالة تهديد لسيف الدين قطز، وطلب منه الاستسلام، ولكنَّ السلطان قطز رفض ذلك، وأعدّ جيشه لمواجهة التتار، هذا كما أرسل قوة استطلاعيّة بقياد بيبرس، ونجحت هذه القوة في هزيمة إحدى الفرق المغوليّة.
ذهب السلطان قطز بجيشه إلى منطقة عين جالوت، وهي بلدة فلسطينيّة واقعة بين مدينتي بيسان ونابلس، حيث كانت جموع التتار هناك، وفي يوم الجمعة دارت معركة عنيفة بين الطرفين، وفي بداية المعركة اشتدّ الأمر على جيش المسلمين، فاقتحم قطز ميدان المعركة، وخاض القتال بنفسه، وقاتل بشجاعة وبسالة، وتمكّن المسلمون من تحقيق النصر، وهزيمة التتار، وهكذا شهد المسلمون هزيمة التتار للمرة الأولى في التاريخ منذ جنكيزخان، وبعد هذه الهزيمة انعدمت آمالهم في السيطرة على بلاد المسلمين.
مقتل كتبغا
قُتل قائد التتار كتبغا في معركة عين جالوت، ووقع ابنه في الأسر، وطلب قطز من الأمير بيبرس ملاحقة الهاربين، وتبعهم حتّى وصل إلى مدينة حلب، وهرب أتباع التتار الذين كانوا في مدينة دمشق، ولحقهم مسلمو دمشق؛ لقتلهم وأسرهم، وهكذا انتهت المعركة، وقد كانت وجوه المسلمين متهللة وفرحة بالنصر العظيم الذي حققوه، وخرَّ الملك المُظفر ساجداً لله تعالى، وأطال في سجوده، وبعدما انتهى من صلاته اعتلى صهوة جواده، وخطب في جيشه خطبةً عظيمةً.