فوائد من سورة الحجرات
فوائد من سورة الحجرات
هنالك الكثير من الدروس والعبر في هذه السورة، ونذكر منها ما يأتي:
- بينت أن الناس عند الله -عز وجل- سواسية
لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى ، فقد خاطبهم الله -عز وجل- بقوله: "يا أيها الناس"، ولم يقل: "يا أيها المؤمنون"، فلفظ الناس أعم من المؤمنين، فهو يشمل المؤمن والفاجر والفاسق والكافر والمنافق، وغيرهم.
- جاءت السورة جامعة لجميع الآداب العامة
وبينت حقوق الإنسان بعد حق الله ورسوله الأمين، وسُميت هذه السورة أيضاً بسورة الأخلاق؛ لاشتمالها على العديد من الأخلاق في المعاملة.
- تحدثت السورة عن الأخلاق التي تؤدب المسلم
بينت أدب المعاملة مع الرسول الكريم، ومن ثم نظمت علاقة الشعوب ببعضها، ونبهت إلى ضرورة الابتعاد عن الكثير من الصفات المذمومة في للمسلم؛ لكي يتحلى بصفات الإسلام السمحة، ويعلم أنما هو في هذه الأرض ليعبد الله حق عبادته، ويستمر بنهج الرسول في أقواله وأفعاله؛ فيكون محموداً بين الناس.
- بينت هذه السورة الآداب العامة، و مكارم الأخلاق والآداب.
- حثت السورة على تهذيب المسلمين، ووجدانهم.
- حركت لدى المسلمين دوافع الخير، وفعل المعروف.
- حاربت الاستهزاء والسخرية من الآخرين، سواء بالقول أو الفعل.
- إزالة الخصومة والتباغض بين الناس.
- عملت على تأليف القلوب، ونشر المحبة بين الناس.
- البعد عن تتبع عورات الآخرين؛ أي التجسس، فالله -عز وجل- أمرنا بالستر.
- البعد عن الغيبة ، بأن يذكر المسلم أخاه بما يكره.
- البعد عن اللمز.
- العمل الصالح هو ميزان التفاضل بين المؤمنين، ولا شيء غيره.
- حثت السورة على عدم التنابز بالألقاب؛ لأن ذلك قد يؤذي الآخرين، بذكرهم بما لا يحبون من الألقاب.
- النهي عن سوء الظن بالآخرين، وتجنب الظن؛ لأن بعض الظن إثم، ويوجب العقاب لصاحبه، فلذلك لا يظن المؤمن بأخيه إلا خيراً.
التعريف بسورة الحجرات
سورة الحجرات مدنية، عدد آياتها 18 آية، وترتيبها في المصحف 49، نزلت في العام التاسع للهجرة، وبدأت السورة بأسلوب النداء، وسُميت بالحجرات؛ نسبةً إلى حجرات زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ حيث كان لكل واحدة منهن حجرة في مؤخرة المسجد النبوي.
سبب نزول سورة الحجرات
هناك آيات في سورة الحجرات لها أسباب نزول تختص بها، ومن ذلك ما يأتي:
- قوله -تعالى-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ)
وسبب نزول هذه الآية؛ أنه جاء وفد من بني تميم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فاختلف أبو بكر وعمر، فقال أبو بكر: أمِّرَ القعقاع بن معبد، وقال عمر: بل أمِّرِ الأقرع بن حابس، وتعالت أصواتهما، فنزلت هذه الآية إلى قوله -تعالى-: (وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ) .
- قال -تعالى-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ)
نزلت هذه الآية في ثابت بن قيس بن شماس، فقد كان في أذنه وقر، وكان صوته جهور، وعندما يكلم أحداً يجهر بصوته؛ وربما كان يكلم الرسول -صلى الله عليه وسلم- هكذا فيتأذى، فنزلت هذه الآية.
- قال -تعالى-: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّه)
عندما نزلت الآية السابقة؛ والتي تحث على عدم رفع الصوت عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أبى أبو بكر أن يكلم النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا كأخي السرار، فأنزل الله -عز وجل- هذه الآية في أبي بكر -رضي الله عنه-.
- قال -تعالى-: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ﴾
نزلت في وفد من بني تميم؛ عندما قدموا إلى الرسول، فدخلوا المسجد وأخذوا ينادونه من وراء حجرته، أخرج إلينا.
- قال -تعالى-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قوماً بجهالة)
نزلت الآيتان في الوليد بن عقبة بن أبي معيط؛ فقد بعثه النبي الكريم إلى قوم بينه وبينهم عدواة، وفي الطريق خاف منهم فألقى الشيطان في قلبه، أنهم سيقتلوه فرجع من الطريق، وأُخبر الرسول الكريم بأن القوم الذي ذهب إليهم منعوا الصدقة وأرادوا قتله؛ فغضب النبي الأمين وأراد أن يغزوهم، وعندما هم الرسول -عليه الصلاة والسلام- بهم أخبروه أن الرجل الذي بعثه لم يصلهم.