فوائد عشبة المليسة
فوائد عشبة المليسة حسب درجة الفعالية
تُوفر عشبة المليسة ومنتجاتها العديد من الفوائد الصحيّة للجسم، وتختلف في فعاليتها من فائدة لأخرى، ومنها:
احتمالية فعاليتها (Possibly Effective)
- تخفيف القلق والتوتر والاكتئاب: فقد يُقلل تناول عشبة المليسة من القلق والأعراض المُرافقة له كالعصبيَّة والانفعال، وفي دراسةٍ من جامعة سوينبرن للتكنولوجيا عام 2014، ظهر تأثيرٌ إيجابيٌ لعشبة المليسة عند مزجها مع المشروبات المختلفة أو اللبن؛ حيث إنّها حسّنت من المزاج والوظائف الادراكية. وفي دراسةٍ أجريت في جامعة نورثمبريا عام 2004، وُجِدَ أنّ تناول جرعة واحدة من عُشبة المليسة تُعادل 600 مليغرامٍ يزيد من الشعور بالهدوء، ويقلل من حالة اليقظة، كما لوحظت زيادة سرعة إجراء العمليات الحسابية بشكلٍ ملحوظ دون التأثير في دقة النتائج بعد استهلاك كمية تساوي 300 مليغرامٍ من عشبة المليسة، كما قد يُساعد إضافة العُشبة إلى الطعام والشراب على تقليل الشعور بالقلق وتحسين الذاكرة واليقظة خلال الاختبارات العقلية، إضافة إلى التخفيف من الشعور بالقلق المُصاحب لفحص الأسنان عند الأطفال. وأظهرت دراسة نُشرت في مجلة Clinical Nutrition Experimental عام 2018، أنَّ تناول عُشبة المليسة مدة 8 أسابيع يُقلل من أعراض الاكتئاب، والقلق، والتوتر، واضطرابات النوم عند مرضى الذبحة الصدرية المُستقرّة (بالإنجليزية: Chronic Stable Angina). إلا أنّ بعض الدراسات الحديثة أظهرت أنّ تناول العشبة مع مكونات أخرى لم يخفف من أعراض الاكتئاب.
- تقليل الأعراض المرافقة لمرض ألزهايمر: أظهرت بعض الدراسات أنَّ تناول عشبة المليسة مُدة 4 شهور قد يقلل من أعراض مرض ألزهايمر ذي الدرجة البسيطة أو المتوسطة.
- تقليل الأرق: تحتوي عشبة المليسة على حمض الروزمارنيك (بالإنجليزية: Rosmarinic Acid)، الذي يُعتقد بأنَّ له دوراً في تحسين النوم عند من يعانون من الأرق وصعوبات في النوم، وبيَّنت دراسةٌ أُجريت في جامعة طهران عام 2013 على 100 سيدةٍ في مرحلة انقطاع الطمث وتتراوح أعمارهنَّ بين 50-60 سنة، ويعانينَ من اضطراباتٍ في النوم ومن الأرق المستمر، وتناولت خلالها السيدات عشبة المليسة مع عشبة أخرى، وقد أظهرت نتائج الدراسة تراجُعاً في أعراض اضطرابات النوم في مرحلة انقطاع الطمث.
- تخفيف مغص الأطفال: يُعاني الأطفال الرُضَّع من المغص المُستمر في أول أربعة أشهر من حياتهم، ويكون مَصحُوباً بحالةٍ من التهيج، والانفعال، والبكاء المستمرّ، وقد بيَّنت دراسةٌ نُشرت في مجلة Neurogastroenterology & Motility عام 2017، أُجريت على 176 رضيعاً يعاني من المغص، أنَّ إعطاءهم جرعةً مُعيّنةً من عشبة المليسة مع بعض المكونات الأخرى مدّة 28 يوماً خفض من عدد مرات إصابتهم بالمغص، كما لوحظ تقليل مدّة بكاء الأطفال المُصابين بالمغص عند إعطائهم بعض المنتجات المحتوية على عشبة المليسة مدّةً تتراوح بين أسبوع حتى أربعة أسابيع.
- تخفيف عسر الهضم: (بالإنجليزية: Dyspepsia) فقد تساهم عُشبة المليسة في التقليل من آلام البطن المُتكررة وعدم الراحة، ووجدت دراسةٌ أُجريت في جامعة دريسدن التقنية عام 2004 على 160 شخصاً يعاني من عُسر الهضم الوظيفي أنّ تناول مجموعةٍ منهم لمنتجٍ عشبيٍّ يحتوي على عُشبة المليسة مدة 4 أسابيع قد يُقلّل بشكلٍ ملحوظٍ من هذه الأعراض لديهم، كما وُجد أنّ تناول نوعٍ من المُنتجات المُكوّنة من عشبة الملّيسة مع أعشابٍ أخرى، يُحسّن من حالة الارتجاع المعديّ المريئيّ (بالإنجليزية: Gastroesophageal reflux disease)، ويُخفّف من آلام المعدة، والتقلّصات، والغثيان ، والقيء، كما يخفف بعض الأعراض الأخرى لدى الذين يعانون من اضطراب في المعدة (بالإنجليزية: Upset stomach).
لا توجد أدلة كافية على فعاليتها (Insufficient Evidence)
- تعزيز الذاكرة والقدرة على التعلم: حيث لوحظ أنّ تناول كميّةٍ مُعيّنة من عشبة المليسة قد يُحسّن من مستوى الدقة أثناء إجراء اختبارات الذاكرة ولكنَّه قد يُبطئ من سرعة الأداء، كما أشارت أبحاثٌ أخرى إلى أنّ استخدامها مع مركبات أخرى قد يزيد من القدرة على تذكُّر الكلمات عند الأشخاص الذين يقلّ عمرهم عن 63 عاماً، في حين لم يظهر لها تأثيرٌ إيجابيٌّ في الأشخاص الأكبر سناً، ومن جهة أخرى تضاربت الدراسات والأبحاث حول قدرة العُشبة على تخفيف الانفعالات لدى المصابين بالخرف (بالإنجليزية: Dementia).
- تخفيف متلازمة القولون العصبي: تحتوي عُشبة المليسة على العديد من المركبات التي تمتلك خصائص طاردة للغازات ، وتقلل التشنجات، ومنها: حمض الروزمارنيك، والسيترونيلال (بالإنجليزية: Citronellal)، واللينالول (بالإنجليزية: Linalool)، والجيرانيول (بالإنجليزية: Geraniol)، ومادة Citral، كما تُشير الأبحاث الحديثة أنَّ تناول الأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي لـ 30 قطرة من منتجٍ يحتوي على عُشبة المليسة، ومكونات أخرى ثلاث مرات يومياً على مدار 8 أسابيع بالإضافة إلى العلاج الموصوف من قبل الطبيب، يُمكنه الحد من آلام المعدة وعدم الارتياح لديهم. وذكرت دراسةٌ أوليّةٌ نُشرت في مجلة Journal of Neurogastroenterology and Motility عام 2018 أجريت على الفئران أنّ إعطاءها لعشبة المليسة خفف من بعض أعراض متلازمة القولون العصبي لديها، مثل: التبرز، لكن ما تزال هناك حاجة للمزيد من الدراسات حول ذلك.
- تخفيف أعراض التهاب القولون: (بالإنجليزية: Colitis) وجدت بعض الأبحاث الأولية أنَّ تناول مزيج من الاعشاب ومنها عُشبة المليسة مدة 15 يوماً يقلل من الآلام ويُحسن من وظائف الأمعاء لدى الأشخاص المصابين بالتهاب القولون، لكن يجدر التنويه إلى أنَّ الدراسات لم تؤكد إن كان هذا التأثير يعود لعشبة المليسة أو للأعشاب الأخرى في المزيج.
- احتمالية المساهمة في التخفيف من التشنجات المصاحبة للدورة الشهرية: ففي دراسةٍ أُجريت في جامعة شيراز للعلوم الطبيّة عام 2015 على 100 طالبة مدرسة في مرحلة الثانوية استهلك جزءٌ منهنَّ عشبة المليسة على مدار 3 دورات شهرية متتالية، ولوحظ انخفاض الالآم والتشنجات لديهنّ بصورة جيدة مقارنةً بالطالبات اللواتي لم يستخدمنَ هذه العشبة، ولكن هناك حاجة لمزيد من الدراسات والأبحاث لتأكيد هذه النتائج.
- احتمالية تقليل خطر الإصابة بالسرطان: بيّنت دراسة مخبريّة نُشرت في مجلة Evidence-Based Complementary and Alternative Medicine عام 2018 أنَّ مستخلص عشبة المليسة يحتوي على نسبة عالية من المواد النباتية الثانوية المضادة للأكسدة مثل؛ الفينولات، مما يرفع من قدرته على مكافحة الجذور الحرة (بالإنجليزية: Free radical) وبالتالي احتمالية تقليل خطر الإصابة بالسرطان، وقد لوحظ أنّ مستخلص هذه العشبة يرتبط بسمية الخلايا السرطانية وتثبيط تكاثرها كسرطان الثدي، كما بيَّنت دراسة مخبريّة أخرى نُشرت في مجلة Phytomedicine عام 2015، أنّ عشبة المليسة قد تُقلل من تكاثر خلايا سرطان القولون ، وتزيد من موت الخلايا المبرمج.
- تقليل الالتهابات: فقد أشارت دراسةٌ أوليّةٌ نُشرت في مجلة Advances in Pharmacological and Pharmaceutical Sciences عام 2013 أجريت على الفئران أنّ عشبة المليسة تساهم في التقليل من الانتفاخ المُصاحب للالتهابات والإصابات، وقد تساعد على خفض مستويات البروتينات المُصاحبة للالتهابات، مثل: عامل نخر الورم ألفا، والإنترلوكين- 1، والإنترلوكين 6، إضافة إلى تقليل الإجهاد التأكسدي (بالإنجليزية: Oxidative Stress). كما أنّ استهلاك الفئران لزيت المليسة العطري يمتلك خصائص تخفف الالتهابات ممّا يثبط من الوذمة أو انتفاخ الأعضاء الناتج عن تجمع السوائل، والألم.
- فوائد أخرى: ومنها ما يأتي:
- تقليل الغثيان.
- التقليل من الصداع.
- الحدّ من آلام الأسنان.
- الحدّ من ارتفاع ضغط الدم .
- تخفيف اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (بالإنجليزيّة: Attention deficit-hyperactivity disorder).
درجة أمان ومحاذير استخدام المليسة
تُعدُّ عشبة المليسة آمنة في الغالب للاستهلاك عند تناولها بكميّاتٍ معتدلةٍ ضمن الأغذية، كما يحتمل أمان استهلاكها للأشخاص البالغين بجرعةٍ دوائيّة على المدى القصير مدة تصل إلى أربعة شهور، في حين لم يَثبُت أمانها للاستخدام على المدى الطويل، ومن الجدير بالذكر أنّها قد تُسبب بعض الآثار الجانبية، مثل: الدوخة ، وزيادة الشهية ، والأزيز (بالإنجليزية: Wheezing)، وفيما يأتي محاذير استخدام عشبة المليسة لبعض المراحل العمرية والحالات المرضيّة:
- الحامل والمرضع: فلا توجد معلوماتٌ كافيةٌ حول درجة أمان استهلاك عشبة المليسة للمرأة الحامل والمرضع، ولذا فإنّه يُفضّلُ تجنّب تناولها خلال فترة الحمل والرضاعة.
- الأطفال والرُّضع: ظهرت احتمالية أمان هذه العشبة للأطفال عند تناولها لما يُقارب مدة شهرٍ واحد.
- مرضى السكري: فقد تُسبب عشبة المليسة انخفاضاً في نسبة السُكر في الدم ، ولذلك يُنصح مرضى السكري بمراقبة مستوى سكر الدم بحذر عند استخدام هذه العشبة.
- المصابين بأمراض الغده الدرقية: يُنصح تجنب تناول عشبة المليسة لمرضى الغدة الدرقية، وذلك لأنّ تناولها قد يؤدي لتغييرٍ في وظائف الغدة الدرقية ، وتقليل مستويات الهرمون المُفرز منها، كما يمكن أن تتعارض هذه العشبة مع العلاج بالهرمونات البديلة التي تُعطى للمصابين بأمراض هذه الغدة.
- العمليات الجراحية: يُنصح بالتوقف عن استخدام عشبة المليسة قبل أسبوعين على الأقل من العمليّات الجراحيّة، وذلك لأنّ تناولها مع الأدوية المُستخدمة أثناء العمليات الجراحية وبعدها قد يؤدي للنعاس الشديد.
نبذة عامة حول عشبة المليسة
تُعدُّ عشبة المليسة (بالإنجليزية: Lemon balm) والمعروفة علمياً باسم Melissa officinalis والتي تنتمي إلى الفصيلة الشفوية من الأعشاب المُعمرة، ويُطلق عليها العديد من الأسماء، ومنها: الترنجان، والترنجان المخزني، وبلسم الليمون، ويتراوح متوسط طول النبتة بين 30-125 سنتميتراً، كما تظهر أوراقها باللون الأخضر الداكن، ويتميّز بعضها بالشكل البيضويّ، أما بعضها الآخر فينمو على شكل قلب، وتنبعث من عشبة المليسة رائحةٌ تشبه رائحة الليمون عند سَحقها، وتزهر باللون الأبيض في فصل الصيف، ومن الجدير بالذكر أنَّ موطنها الأصلي هو حوض البحر الأبيض المتوسط وغرب آسيا، كما أنَّها تُزرع في كُلٍّ من أوروبا، وآسيا، وشمال أمريكا، وقد شاع استخدام هذه العشبة في الطبّ الشعبيّ منذ أعوامٍ عديدة، حيث تُحصد أوراقها قبل مرحلة الإزهار لاستخدامها لذلك، وفي هذا المقال سيتم توضيح مدى فائدتها، ومن الجدير بالذكر أنّه يُمكن شراء هذه العشبة على شكل شايٍ، أو مُكمل غذائي، أو مُستخلص من متاجر الطعام الصحي.