فوائد سورة التوبة
فوائد سورة التوبة
سورة التوبة سورة مدنية ، وقد تحدثت عن عدّة مواضيع بارزة ومتنوعة، وإن الدروس المستفادة من سورة التوبة لا يمكن حصرها وتعدادها، ولكننا نجمل منها ما يمكننا إجماله فيما يأتي:
- تعظيم حرمات الله من الأماكن والأزمنة
حيث بدأت السورة بتعظيم مكة المكرمة، ووجوب إخلائها من أهل الشرك، ولزوم تطهيرها منهم حيث أعلن الله -تعالى- براءته ورسوله من المشركين جميعاً.
- التأكيد على مسألة الولاء الخالص لله -تعالى-
والبراء من كل ما سوى الله -تعالى- من قرابة وأهل ومال، يقول -تعالى-: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَتَّخِذوا آباءَكُم وَإِخوانَكُم أَولِياءَ إِنِ استَحَبُّوا الكُفرَ عَلَى الإيمانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِنكُم فَأُولـئِكَ هُمُ الظّالِمونَ) فالمؤمن لا قيمة لقرابته التي تعادي الإسلام والمسلمين بل إنه يقدم دينه على كل ما سواه.
- الحديث عن اليهود والنصارى وذكر شيء من أخبارهم
وأوصافهم والتأكيد على انحرافهم عن طريق الله القويم، يقول -تعالى-: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِنَّ كَثيرًا مِنَ الأَحبارِ وَالرُّهبانِ لَيَأكُلونَ أَموالَ النّاسِ بِالباطِلِ وَيَصُدّونَ عَن سَبيلِ اللَّـهِ).
- التأكيد على تحريم النسيء
وهو التلاعب بالأشهر الحرم وتقديمها وتأخيرها بحسب أحوال الحروب لديهم-، وبيان فضل الأشهر الحرم عند الله -تعالى-.
- نصرة الله -تعالى- لنبيه -صلى الله عليه وسلم-
وتحذير الصحابة الكرام تحذيراً شديد اللهجة من التخلي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقد قال -تعالى- محذراً: (إِلّا تَنصُروهُ فَقَد نَصَرَهُ اللَّـهُ).
- فضح المنافقين وكشف ألاعيبهم الخائبة
وإظهار عورهم ومواقفهم يوم تبوك، كقول المنافقين "لا تنفروا في الحر" وكشف خباثة فعلهم بمسجد الضرار، حيث أقاموا هذا المسجد فتنةً للناس وتفريقاً لكلمتهم.
- الحديث عن بعض مجريات وأحداث غزوة تبوك
وذلك في كثير من آياتها، ومن ذلك قوله -تعالى-: (فَرِحَ المُخَلَّفونَ بِمَقعَدِهِم خِلافَ رَسولِ اللَّـهِ وَكَرِهوا أَن يُجاهِدوا بِأَموالِهِم وَأَنفُسِهِم في سَبيلِ اللَّـهِ وَقالوا لا تَنفِروا فِي الحَرِّ قُل نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَو كانوا يَفقَهونَ).
- توبة الله على الصحابة الثلاثة الذين تخلفوا عن تبوك من غير عذر.
- أهمية الجهاد في سبيل الله والحث عليه وبيان كريم الأجر عليه.
- تعظيم النبي -صلى الله عليه وسلم- وإظهار صفاته الكريمة.
- بيان أهمية عمارة المسجد الحرام وسقاية الحجيج.
الموضوعات العامة في سورة التوبة
نزلت سورة التوبة قرابة العام التاسع من الهجرة، وقد جاءت لتفصل الأمر في بعض القضايا الهامة في تلك الفترة الزمنية؛ كغزوة تبوك ، وتحريم النسيء، وانقضاء عهود المشركين في مكة، وفضح وكشف أعمال المنافقين وخذلانهم للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وغيرها الكثير من المواضيع.
سبب تسميتها بسورة التوبة
لقد سميت سورة التوبة بهذا الاسم؛ لأن الله -تعالى- قد تفضل بواسع كرمه بالتوبة على المؤمنين، وعلى وجه الخصوص الصحابة الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك، من غير عذر شرعي وهم: كعب بن مالك وهلال بن أمية ومرارة بن الربيع -رضوان الله عليهم جميعاً- وقد عفا الله -تعالى- عن ذنبهم وقبل توبتهم.