فوائد حبوب منع الحمل
فوائد حبوب منع الحمل
تُصنّف حبوب منع الحمل بنوعيها المركبة والصغيرة ضمن الأدوية الآمنة بشكلٍ عام، وذات الفعاليّة العالية في منع حدوث الحمل ، وبالإضافة إلى هذا التأثير فإنّ لحبوب منع الحمل المركبة عدد من الفوائد العلاجيّة الأخرى مثل الحدّ من خطر الإصابة ببعض أنواع مرض السرطان التي قد تصيب الجهاز التناسليّ لدى المرأة، والحدّ من النزيف المصاحب للدورة الشهريّة ، والتشنجات أو الآلام المصاحبة لها، وفي ما يلي تفصيل لبعض فوائد حبوب منع الحمل الطبية.
منع الحمل
لحبوب منع الحمل قدرة عالية على منع حدوث الحمل في حال تمّ استخدام الحبوب بطريقة صحيحة، ويكون هذا التأثير ناجماً عن عدّة تغيرات تحدث لدى المرأة عند استخدام هذه الحبوب، مع الإشارة إلى أنّ هذه التأثيرات تزول بعد توقف استخدام الدواء، وتتمثل بتغيرات في بطانة الرحم تمنع انغراس البويضة الملقّحة فيها، وتثبيط عمليّة الإباضة، بالإضافة إلى التأثير في لزوجة المادّة المخاطيّة المبطّنة لعنق الرحم، ممّا يؤدي بدوره إلى صعوبة وصول الحيوانات المنويّة إلى البويضة وانتقالها في الرحم.
تنظيم الدورة الشهرية
تساهم حبوب منع الحمل في التخفيف من حدة النزيف المصاحب للدورة الشهريّة، بالإضافة إلى التخفيف من مدة نزف الدورة الشهرية، كما قد يقوم الطبيب بوصف أحد أنواع حبوب منع الحمل المركبة للمساعدة على تنظيم الدورة الشهريّة المضطربة، إذ تعمل هذه الحبوب على إنشاء ما يُعرَف بدورة منع الحمل الهرمونيّة (بالإنجليزية: Hormonal contraceptive cycle) من خلال إفراز الكميّة المناسبة من الهرمونات في الوقت المناسب في مجرى الدم، ممّا يشبه بشكلٍ كبير دورة الحيض الطبيعيّة، إلّا أنّ دورة منع الحمل الهرمونيّة قد تكون أكثر انتظاماً وأكثر قابليّة للتوقّع من دورة الحيض الطبيعيّة لدى العديد من النساء.
ومن الجدير بالذكر أنّ استخدام حبوب منع الحمل قد يكون مصحوباً بنوعين محدّدين من النزيف يُعرَف أحدهما بنزيف الانسحاب (بالإنجليزية: Withdrawal bleeding)؛ وهو النزيف الذي يحدث نتيجة التوقف عن استخدم الدواء خلال فترة السبعة أيام بين العبوات أو عند التوقف عن استخدام الدواء بسبب الانخفاض المفاجئ لنسبة الهرمونات في الدم، ويشيع هذا النوع عند استخدام حبوب منع الحمل المركبة، كما يمكن السيطرة على هذا النوع من النزيف بسهولة، أمّا بالنسبة للنوع الثاني من النزيف فيُعرَف بالنزيف الاختراقيّ (بالإنجليزية: Breakthrough bleeding)؛ وهو النزيف الذي يحدث خلال فترة تناول حبوب منع الحمل، ويكون ناجماً عن عدم وصول كميّة كافية من الهرمونات إلى بطانة الرحم ممّا يؤدي إلى اضطرابها وعدم استقرارها وحدوث النزيف، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا النزيف لا يدلّ على وجود مشكلة صحيّة وإنّما قد تحتاج بطانة الرحم إلى بعض الوقت للتأقلم مع نسبة الهرمونات في الدم، كما تزداد نسبة حدوثه مع استخدام حبوب منع الحمل الصغيرة، مما يحد من قدرتها على تنظيم الدورة الشهرية كما تفعل الحبوب المركبة.
التخفيف من آلام الدورة الشهرية
تساهم حبوب منع الحمل المركبة أيضاً في التخفيف من آلام الدورة الشهريّة من خلال الحدّ من إنتاج البروستاغلاندين (بالإنجليزية: Prostaglandin) في الرحم، وبالتالي الحدّ من تقلصات الرحم والتخفيف من الآلام المصاحبة لها، والبروستاغلاندينات؛ عبارة عن مركبات كيميائيّة يتمّ إنتاجها في الرحم تحفّز انقباض العضلات فيه، وتجدر الإشارة إلى أنّ نسبة كبيرة من النساء قد يعانين من بعض التغيرات المزاجية عند اقتراب موعد الدورة الشهريّة مثل حدّة المزاج، والعصبيّة، وتُعرَف هذه الحالة بالتناذر السابق للطمث أو المتلازمة السابقة للحيض (بالإنجليزية: Premenstrual syndrome) واختصاراً PMS، وفي هذه الحالة قد يعمل الطبيب المعالج على تعديل جرعة الدواء وذلك من خلال البدء باستخدام عبوة جديدة من الدواء فور انتهاء 21 حبة المتواجدة فيها أو تجنّب تناول الحبوب الفارغة من الهرمونات في العبوات التي تحتوي على 28 حبة والبدء بعبوة جديدة مباشرة، والذي بدوره يمنع حدوث الطمث وزوال الأعراض السابقة لها.
تأخير الدورة الشهرية
قد ترغب بعض النساء اللواتي يستخدمن حبوب منع الحمل في تأخير حدوث الدورة الشهرية عن موعدها الطبيعيّ ، ومن الجدير بالذكر أنّ حبوب منع الحمل المركبة فقط هي التي تفي بهذا الغرض، حيث لا يمكن تأخير الدورة الشهريّة عند استخدام الحبوب التي تحتوي على هرمون البروجسترون فقط، أمّا بالنسبة لتأخير الدورة الشهريّة باستخدام الحبوب المركبة فيتمّ عادة بطريقتين، كما يأتي:
- الاستخدام المستمر: يتم تناول حبوب منع الحمل لمدة عام أو أكثر، دون انقطاع، وبالتالي لن يتخلل نزيف الانسحاب فترات التوقف التي تم شرحها سابقاً.
- الاستخدام الممتد: يتم عبرها تناول حبوب منع الحمل لفترة أطول من الواحد وعشرين يوماً المعتادة، ولكن تختلف هذه الطريقة عن الاستخدام المستمر بالتوقف بشكل دوري، وخلالها يحدث نزف الانسحاب عن التعاطي.
ومن الجدير بالذكر أنّ هناك بعض الحالات التي ترغب فيها النساء التي لا تستخدم حبوب منع الحمل في تأخير الدورة الشهرية، وهنا يقوم الطبيب في هذه الحالة بوصف حبوب منع الحمل المعروفة بالنوريثيستيرون (بالإنجليزية: Norethisterone) بمعدّل حبة واحدة يومياً، بحيث يتمّ البدء باستخدام الدواء قبل موعد الدورة الشهريّة المتوقع بثلاثة أيّام، ويمكن الاستمرار بتناول حبة واحدة يومياً لفترة تتراوح بين 10-14 يوم على أن لا تتجاوز مدّة استخدام الدواء هذه المدّة، وتبدأ الدورة الشهريّة للمرأة في العادة بعد التوقف عن استخدام الدواء بما يتراوح بين 2-3 أيام.
تقديم موعد الدورة
في حال الرغبة بتقديم موعد الدورة الشهريّة عن وقتها الطبيعيّ المتوقع واستخدام حبوب منع الحمل المحتوية على هرموني الإستروجين والبروجسترون يمكن ذلك من خلال التوقف عن استخدام الحبوب قبل موعد انتهائها، أو البدء بتناول الحبوب المرفقة مع عبوة الدواء والتي لا تحتوي على هرمونات قبل موعدها، وتبدأ الدورة الشهريّة في هذه الحالة في الغالب خلال يوم أو يومين.
استخدامات طبية اخرى
قد يتمّ استخدام حبوب منع الحمل في علاج عدد من المشاكل الصحيّة الأخرى، ومنها ما يأتي:
- متلازمة المبيض المتعدّد الكيسات: تُعرَف أيضاً بمتلازمة تكيس المبايض (بالإنجليزية: Polycystic ovary syndrome) واختصاراً PCOS، وهي عبارة عن اضطراب هرموني يؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهريّة، وظهور عدد من الأعراض الأخرى مثل حبّ الشباب، ونمو الشعر الزائد، وتساهم حبوب منع الحمل في تنظيم الهرمونات المسؤولة عن هذا الاضطراب ممّا يساهم بدوره باستعادة انتظام الدورة الشهريّة، والتخفيف من الأعراض المصاحبة لمتلازمة تكيّس المبايض.
- الانتباذ البطانيّ الرحميّ: تتمثل الإصابة بالانتباذ البطانيّ الرحميّ (بالإنجليزية: Endometriosis) بنمو النسيج المبطّن للرحم خارج الرحم بشكلٍ غير طبيعيّ، ممّا يؤدي إلى المعاناة من الآلام أثناء الدورة الشهريّة، ويساهم هرمون البروجسترون في الحدّ من نمو هذه الأنسجة والتخفيف من الأعراض المصاحبة لهذا الاضطراب، لذلك قد يتمّ وصف أحد أنواع حبوب منع الحمل للتخفيف من الألم الذي تعاني منه المرأة المصابة.
- الصداع النصفيّ: قد يساهم الحصول على جرعات ثابتة من هرمون الإستروجين في التخفيف من ألم الصداع النصفيّ أو الشقيقة (بالإنجليزية: Migraine) لدى بعض النساء اللاتي يعاني من المرض.
- حب الشباب: في الحقيقة لا تساهم حبوب منع الحمل في التخفيف من هبّات حب الشباب (بالإنجليزية: Acne)، إلّا أنّها تساهم في التخفيف من حب الشباب وعلاجها على المدى البعيد في حال المعاناة من حالة متوسطة أو شديدة من حبّة الشباب، حيثُ تعمل على تخفيف نسبة الهرمونات الذكوريّة التي يتمّ إنتاجها من المبايض والتي بدورها قد تؤدي إلى بعض الاضطرابات الجلديّة ومنها حب الشاب، ومن الجدير بالذكر أنّه بعد وصف الطبيب لحبوب منع الحمل في هذه الحالة والبدء باستخدامها لعدّة أشهر حتى يبدأ ظهور تأثيرها في الحدّ من تشكّل حب الشباب لدى المرأة المصابة.
- العلاجات الأخرى: قد يساهم استخدام حبوب منع الحمل في الحدّ من خطر بعض أنواع مرض السرطان مثل سرطان الرحم، وسرطان المبايض، والحدّ من خطر تشكّل الكيسة المبيضيّة، بالإضافة إلى الوقاية من مرض فقر الدم (بالإنجليزية: Anemia) الناجم عن النزيف الشديد المصاحب للدورة الشهريّة.
معلومات حول حبوب منع الحمل
تحتوي معظم حبوب منع الحمل على مزيج من هرموني الأنوثة، وهما: الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen)، والبروجسترون (بالإنجليزية: Progesterone)، وتُسمى حبوب منع الحمل المزجية أو المركبة (بالإنجليزية: Combined pills)، كما يوجد نوع آخر منها يحتوي على هرمون البروجستين (بالإنجليزية: Progestin) فقط؛ وهو الهرمون الصناعيّ من البروجسترون، ويُطلق عليها اسم الحبوب الصغيرة (بالإنجليزية: Mini-pills)، وتتوفّر حبوب منع الحمل في العادة على شكل عبوة تحتوي 28 حبة دواء، أو عبوة تحتوي 21 حبة دواء، وفي حال تمّ استخدام عبوة 28 حبة يتمّ تناول حبة واحدة كل يوم، في نفس الوقت، حيث تنقسم هذه الحبوب إلى 21 حبة دواء و7 حبوب فارغة لا تحتوي على الهرمونات، أو في حال استخدام عبوة 21 حبة يتمّ تناول حبة دواء واحدة كل يوم لمدّة 21 يوم ثم التوقف لمدة سبعة أيّام ومعاودة تناول الدواء مرة أخرى بعد انقضاء هذه المدة، ومما يجدر بيانه أنّ بعض النساء يفضلن عبوة 28 حبة لأنها تساعدهن على المداومة على أخذ الدواء دون انقطاع ما يحد من نسيانه، ويتمّ تحديد موعد بدء تناول الدواء بحسب تعليمات الطبيب.