فوائد الفستق لمرضى السكري
فوائد الفستق لمرضى السكري
إنّ التغذية الصحيّة والنشاط البدنيّ تُعدّ من الأمور المهمّة التي يجب الالتزام بها كجزءٍ من نمط حياةٍ صحيّ لمن يعانون من السكري، ويجب على مرضى السكري دائماً الانتباه لما يتناولونه، وموازنة كميات الطعام مع الدواء الموصوف لهم من قبل الطبيب، وذلك للمحافظة على مستويات الجلوكوز الطبيعية في الدم، ويجب دائماً استشارة الطبيب أو مقدم الرعاية الصحية لتخطيط حمية غذائية مناسبة للحالة الصحية للشخص، وبشكل عام يمكن لاستهلاك بعض الأطعمة الصحية كجزءٍ من نظامٍ غذائيٍ صحي أن يكون مفيداً لمرضى السكري، ومن هذه الأطعمة الفستق بنوعيه؛ السوداني، والحلبي، ونذكر فيما يأتي تأثير الفستق في مرضى السكري:
تأثير الفستق السوداني في مرضى السكري
تُساعد إضافة الفستق السوداني أو زبدة الفستق السوداني إلى النظام الغذائي على تعزيز صحّة الجسم خاصةً لدى الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري من النوع الثاني؛ حيثُ إنّ تناول الفستق السوداني أو الزبدة المصنوعة منه في الصباح قد يُساهم في السيطرة على مستويات السكر في الدم على مدار اليوم، وذلك لاحتوائه على كمّيات عالية من عنصر المغنيسيوم ، حيث توفّر الحصة الواحدة منه أو ما يعادل 28 حبة من الفستق السوداني ما يصل إلى 12% من الكمّية اليومية الموصى بتناولها يوميّاً من المغنيسيوم، كما أنّ تناول الفستق السوداني إلى جانب الأطعمة ذات مؤشر جلايسيمي مرتفع يساعد على تقليل ارتفاع مستويات الإنسولين المُفاجئ، وقد أشارت إحدى الدراسات التي نُشرت في مجلّة Nutrition Journal عام 2014 إلى أنّ تناول 46 غراماً من الفستق السوداني يومياً مدّة 24 أسبوعاً ساعد على التحكّم في وزن الجسم وتحسين مستويات الدهون في الدم لدى الأشخاص المصابين بمرض السكري من النوع الثاني.
وللاطّلاع على المزيد من المعلومات حول فوائد الفول السوداني يمكن قراءة مقال ما فوائد الفول السوداني .
تأثير الفستق الحلبي في مرض السكري
يعدّ الفستق الحلبي من الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض، لذلك لا يُسبب تناوله ارتفاعاً حادّاً في مستويات السكر في الدم لدى الأشخاص المصابين بمرض السكري، وقد أظهرت إحدى الدراسات التي نُشرت في مجلة The review of diabetic studies عام 2014 أنّ تناول الفستق الحلبي كوجبةٍ خفيفةٍ يُساعد على تحسين مستويات السكر في الدم، وضغط الدم، وتقليل السمنة ، وعلامات الالتهاب لدى مرضى السكري، كما أشارت إحدى الدراسات الصغيرة التي نُشرت في مجلّة European Journal of Clinical Nutrition عام 2011 إلى أنّ تناول الفستق الحلبي قد يُساهم في خفض مستويات سكر الدم المرتفعة لدى الأصحّاء أيضاً؛ وذلك عند تناوله مع وجبة غنيّة بالكربوهيدرات مثل الخبز الأبيض، وبناءً على ذلك فقد يُساعد تناول الفستق الحلبي على تقليل خطر الإصابة بمرض السكري.
وللاطّلاع على المزيد من المعلومات حول فوائد الفستق الحلبي يمكن قراءة مقال فوائد ومضار الفستق الحلبي .
وتجدر الإشارة هنا إلى أنّه وكما ذُكر سابقاً؛ يجب دائماً على مرضى السكري أن يحافظوا على المستويات الطبيعية للجلوكوز في الدم، وذلك عن طريق تناول الكميات الصحيحة والمناسبة لهم من جميع الأطعمة، سواءً من الفستق أو غيره، ولذلك يُنصح مرضى السكري دائماً باستشارة اختصاصي التغذية لمعرفة حاجاتهم اليومية من الطعام والسعرات الحراريّة.
محاذير استخدام الفستق
محاذير استخدام الفستق السوداني
على الرغم من أنّ الفستق السوداني يعدّ إضافةً جيّدة إلى النظام الغذائي الخاص بمرضى السكري ؛ إلّا أنّ تناوله قد يؤدّي إلى حدوث بعض المشاكل الصحّية لدى بعض الأشخاص، نذكرها فيما يأتي:
- الحساسية: يعاني بعض الأشخاص من رد فعل تحسسي تجاه الفستق السوداني؛ ممّا ينتج عنه مشاكل صحّية خطيرة مُهددة للحياة، لذلك ينبغي على الشخص التأكد من عدم إصابته بالحساسية تجاه الفستق السوداني قبل إضافته إلى النظام الغذائي الخاص به.
- محتواه من الصوديوم والمواد المضافة الأخرى: تحتوي بعض أنواع الفستق السوداني التي تُباع في الأسواق على العديد من الإضافات غير الصحيّة خاصّة لمرضى السكري؛ مثل المستويات العالية من الصوديوم ، والدهون، والسكر، والمُنكّهات الأخرى، لذلك يُفضّل شراء منتجات الفستق غير المُملّحة، كما يُمكن تحميصها أو غليها في المنزل مع إضافة القليل من التوابل إليها حسب الرغبة.
- محتواه من السعرات الحراريّة: تحتوي كميّة 30 غراماً من الفستق السوداني النيء على ما يُقارب 161 سعرة حرارية، كما يحتوي الفستق السوداني الذي يُباع في المحلات التجارية على سعرات حرارية أعلى، بالإضافة إلى أنّه يعدّ مصدراً غنيّاً بالكربوهيدرات، لذلك يُنصح الأشخاص الذين يتطلّعون لخسارة وزنهم بالتحقق من كمّية الكربوهيدرات والسعرات الحرارية الموجودة في الفستق السوداني.
- محتواه من الأفلاتوكسين: يُنتِج العفن الذي يظهر أحياناً على حبّات الفستق السوداني مادّةً سامّة تُعرف باسم الأفلاتوكسين (بالإنجليزية: Aflatoxin)، ويجدر التنويه إلى أنّ تناول الأفلاتوكسين بكمّيات بسيطة لا يؤدّي إلى حدوث مشاكل صحّية؛ إلّا أنّه يجب على الأشخاص المُصابين بمرض السكري، أو أمراض الكبد بالحذر من التعرّض لسموم الأفلاتوكسين.
محاذير استخدام الفستق الحلبي
قد يحتوي الفستق الحلبي على بعض العناصر الغذائيّة التي يجب الحذر من تناولها لبعض الأشخاص، ومنها ما يأتي:
- الصوديوم: عادةً ما يتم إضافة الملح على الفستق الحلبي المحمّص، حيث يحتوي الكوب الواحد من الفستق الحلبي المُجفف والمُحمّص على 526 مليغراماً من الصوديوم، ومن الجدير بالذكر أنّ تناول كمّيات كبيرة من الصوديوم قد يؤدّي إلى ارتفاع في ضغط الدم، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، والسكتة الدماغية، وعلى خلاف ذلك فإنّ الفستق الحلبي النيء لا يحتوي على كمّيات كبيرة من الصوديوم، حيث يوفّر الكوب الواحد منه ما يُقارب مليغرامٍ واحدٍ من الصوديوم.
- الفركتان: يحتوي الفستق الحلبي على أحد أنواع الكربوهيدرات التي تُسمى الفركتان (بالإنجليزيّة: Fructan)، وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض الأشخاص يُعانون من عدم تحمّل الفركتان (بالإنجليزية: Fructan Intolerance)، ولذلك فإنّهم يُنصحون بتجنّب تناول الفستق الحلبي؛ لتجنُّب إصابتهم بآلام البطن، والغثيان ، والانتفاخ.
لمحة عامة حول الفستق
يُطلق اسم الفستق على نوعين، هما: الفستق الحلبي والفستق السوداني، أمّا الفستق السوداني (بالإنجليزيّة: Peanuts)، والذي يُعرف علميّاً باسم Arachis hypogaea؛ وهو أحد النباتات الشائعة جداً والتي يعتقد بعض الأشخاص أنّها تنتمي إلى المُكسّرات، إلّا أنّه في حقيقة الأمر ينتمي إلى فصيلة البقوليات مثل البازلاء وفول الصويا ، ويتميّز الفستق السوداني بمحتواه العالي من العناصر الغذائية، كما يُعرف أيضاً باسم الفول السوداني،
أمّا بالنسبة للفستق الحلبي فهو من الأشجار الصغيرة التي يعود موطنها الأصلي إلى منطقة آسيا الوسطى والشرق الأوسط، وتُنتِج شجرة الفستق الحلبي حباتَ فستقٍ صغيرة الحجم مُحاطةً بقشرةٍ خارجية، ويتميّز الفستق الحلبي أيضاً بمحتواه الغنيّ بالعناصر الغذائية الأساسية كالفيتامينات والمعادن مثل المغنيسيوم، والكالسيوم، والزنك، بالإضافة إلى احتوائه على البروتينات، والكربوهيدرات، والدهون، والألياف الغذائية.