فوائد الشجرة وأهميتها
فوائد الشجرة وأهميتها
تُعدّ الشجرة أكبر النباتاتِ على سطحِ الأرضِ، وهي تمتلك فوائد عظيمة تؤثّر بشكل مباشر في حياة الإنسان على الأرض، فهي مصدر للأكسجين، ومخزن للكربون، ووسيلة لتثبيت التربة، وتزويد الإنسان بالمواد اللازمة لصنع العديد من الأدوات، وتوفّر المأوى للكائنات الحيّة التي تعيش في البريّة، وفيما يأتي عدد من فوائد الشجرة :
فوائد الشجرة على الصحيّة
تعود الشجرة بالعديد من الفوائد على صحة الإنسان، وتشمل هذه الفوائد ما يأتي:
- الوقاية من الأمراض: تعترض الشجرة الملوثات من الاختلاط بالمياه، فترفع من جودة المياه، وتحدّ من الإصابة بالأمراض الناتجة عن التلوث.
- تعزيز صحة الجهاز التنفسيّ: تُحافظ الشجرة على صحة الرئة، وتحُدّ من الأمراض المتعلقة بالجهاز التنفسيّ كالربو، حيثُ إنّها تُزيل الملوثات من الغلاف الجويّ، وذلك من خلال احتجاز الملوثات فيها، وخاصّةً الجسيمات التي تنشأ من حرق الوقود الأحفوريّ، إذ إنّ وجودها في الهواء بتركيزات خطيرة يؤثر في صحة الرئتين.
- تحسين الصحة النفسيّة: يُقلّل التواجد بالقرب من شجرة من مشاعر التوتر، والقلق، والاكتئاب، كما يُقلل وقت الشفاء والإقامة في المستشفيات، حيث بيّنت دراسة أنّ المرضى الذين تكون غرفهم مطلّةً على الأشجار يتعافون بسرعة أكبر.
- الحدّ من السمنة لدى الأطفال: بيّنت دراسة أجريت حولَ تأثير الشجرة على الصحة أنّ المناطق التي تنتشر فيها الأشجار بشكلٍ أكبر تُقلل من السمنة لدى الأطفال بنسبة تصل إلى 20٪، حيث إنّ الشجر يُشجّع على الحركة وممارسة الرياضة، وبالتالي خفض معدلات السمنة.
- تعزيز صحة العقل: تُعزز الشجرة الصحة العقليّة، حيث ثبت أنّ الأطفال الذين يقضون وقتاً في المساحات الخضراء يمتلكون قدرةً أفضل على حفظ المعلومات التي يتلقونها في المدرسة.
فوائد الشجرة للبيئة
تلعب الشجرة دوراً رئيسيّاً في الحفاظ على البيئة فمن فوائدها البيئيّة:
- صدّ الرياح: تساعد الشجرة على صدّ الرياح القويّة، فتقلل من الأضرار الناجمة عنها.
- تلطيف الجوّ: تُقلل الشجرة من تأثير الجزر الحرارية في المناطق الحضريّة، حيثُ إنّ الشجرة تقوم بعمليّة التبريد التبخيري، كما أنّها تُقلل من كمية ضوء الشمس الواصلة إلى الساحات المفتوحة والمباني.
- تحسين جودة الهواء: تُنتج الشجرة الأكسجين النقيّ الضروري للتنفس، وتُصفّي أوراقها الجوّ من الغبار والملوثات الضارة مثل الأوزون، وأول أكسيد الكربون، وثاني أكسيد الكبريت، وغيرها من الجسيمات الملوثة للهواء.
- الحدّ من جريان الأمطار: يمكن أنّ تؤدي مياه الأمطار إلى بعض التأثيرات السلبيّة على البيئة؛ كالتعرية، والفيضانات، والتلوث الناتج عن المجاري المائيّة المتشكلة بفعل الأمطار، ويتمثّل دور الشجرة بالحدّ من جريان الأمطار الذي يؤدّي إلى الإضرار بالبيئة.
فوائد الشجرة للحياة البريّة
تنشأ حياة بريّة للحيوانات والطيور أينما وجدت الأشجار، فمن فوائد الشجرة للحياة البريّة ما يأتي:
- توفير المسكن: تُعدّ الشجرة موطناً للعديد من الطيور والحيوانات البريّة مثل السناجب والقنادس، حيث يسهل على الطيور التعشيش فيها.
- توفير الغذاء: توفر الشجرة الغذاء للعديد من الكائنات البريّة، فتتغذى هذه الكائنات على الأزهار، والفواكة، والأوراق، والبراعم، والأجزاء الخشبيّة للشجرة.
- توفير الحماية: توفّر الشجرة الظلّ للحماية من أشعة الشمس، ممّا يحمي الحيوانات من درجات الحرارة العالية.
- تعزيز تنوع النمو: تخلق الشجرة بيئة ملائمة لنموّ النباتات، وتزيد من خصوبة التربة، وتُقوّي هيكلها.
- الصحة العامة للنظم المائيّة: تؤثّر الشجرة في النظم المائيّة، فهيَ توفر الموائل والمأوى والغذاء للكائنات المائية، مثل: السلاحف، وثعالب الماء، والقنادس، والأسماك.
فوائد الشجرة للمجتمعات
يُعتقد بأنّ الشجر يخلق أحياءً حضريّة ومجتمعات أقوى، حيث لوحظ أنّ الشجر يُحسّن العلاقات مع الجيران، ويخلق شعوراً أقوى بالوحدة والتلاحم، حيثُ يكون السكان أكثر حبّاً لمنطقتهم المُشجّرة وأكثر شعوراً بالأمان فيها، كما تُساهم الأشجار في زيادة التفاعل بين الناس، إذ إنّ الساحات المزروعة بالأشجار تجذب الناس إليها أكثر من تلك الفارغة، فيلتقي الناس ويتعارفون بشكلٍ أكبر، وتُبيّن الدراسات أنّ الأشخاص الذين تربطهم علاقات قوية بالجوار تكون صحتهم البدنيّة والنفسيّة أفضل، كما تُقلّل من الإهمال أو الإساءة في معاملة أطفالهم، وتُقلل الاعتماد على الخدمات الاجتماعية، وبالتالي خفض التكاليف المرتبطة بها.
فوائد الشجرة الاقتصاديّة
تُبيّن الأبحاث أنّ متوسط أسعار المنازل يكون أعلى بنسبة 5-18٪ عندما تكون العقارات قريبة من الأشجار، وذلكَ لأنّ الأشجار تجذب النّاس للعيش، والعمل، والاستثمار، في المناطق الخضراء، كما تُظهر الأبحاث أنّ وجود الأشجار في منطقة قريبة من الشركات تُساهم في دعم صحة وسعادة القوة العاملة لديها.
أهميّة الشجرة للمستقبل
بدأت حركة الانتقال للعيش من الريف إلى المدينة في الزمن الحديث، حيثُ سيتجاوز مستقبلاً عدد الأشخاص الذين لديهم منازل في المدن عدد أولئك الذين يعيشون في الريف، وبالتالي فإنّ الحدائق والأشجار ستُصبح عنصراً أكثر أهميّة في المناطق الحضريّة لأن السكان معتادون عليها، لذلك يجب التوجه لزيادة عدد الأشجار وحمايتها من أجل المستقبل.