لماذا يزداد الوزن بعد الزواج
النساء عرضة للسمنة بعد الزواج ولكن ليس لأن الرجال يسببون تغيرات هرمونية!
النساء والرجال عرضة للسُمنة أو زيادة الوزن بعد الزواج لأسباب عديدة تتعلّق بنمط الحياة والنمط الغذائيّ والنشاط البدنيّ، فهل للتغيرات الهرمونيّة دور في السُمنة أيضًا؟ سنوضح في هذا المقال أسباب زيادة وزن الفتاة بعد الزواج.
لما يسود الاعتقاد بأنّ الزواج يسبب سمنة هرمونية عند النساء؟
تتشارك العديد من النساء بعد الزواج ببعض العوامل التي قد تساهم بسُمنة تُشبه السُمنة الهرمونيّة ومنها ما يأتي:
- الحمل: على الرغم من أنّ الحمل يحدث بعد الزواج إلّا أنّ زيادة الوزن خلال الحمل تكون ناجمة عن تغيرات هرمونيّة وتطورات لتهيئة الحمل وتطوّر الجنين، وعادةً ما تلاحظ المرأة تغيرات تشبه تلك التي تحدث في السُمنة الهرمونيّة مثل تضخّم الثديين والبطن وغيرها.
- حبوب منع الحمل: قد تقوم العديد من النساء باستخدام حبوب منع الحمل بعد الزواج وعلى الرغم من عدم وجود علاقة مباشرة لزيادة الوزن عند استخدام هذه الحبوب إلّا أنّها تساهم في تغيّر توزّع الدهون في الجسم مثل زيادة حجم الثديين، والأرداف، والفخذين.
لما تزيد احتمالية أن تصاب النساء بسمنة تشبه تلك الناتجة عن تغيرات هرمونية بعد الزواج؟
للإجابة على سؤال لماذا يزداد وزن الفتاة بعد الزواج؟ يمكن القول أنّ زوال بعض الأسباب التي تُسهم في الحفاظ على وزن مثالي قبل الزواج كالتحضيرللزفاف، والرغبة بالحفاظ على المظهر الجذاب، ونمط الحياة النشط والمزدحم قد يُسبب اكتساب ملحوظ في الوزن بعد الزواج، ويمكن القول أنّ اكتساب الوزن لا يؤثر فقط على النساء وإنما على الرجال أيضًا، ولفهم ذلك أكثر تابع القراءة لمعرفة الزواج وعلاقته بوزن الرجل أيضًا، وفيما يأتي ذكر لمجموعة من الأسباب المحتملة لزيادة الوزن بعد الزواج بشيءٍ من التفصيل:
- الحمل: كما تمّ ذكره سابقًا يُعدّ الحمل أحد أهم أسباب اكتساب الوزن لدى النساء بعد الزواج ويُعزى السبب في ذلك إلى التغيرات الهرمونية خلال فترة الحمل، وفي الحقيقة يُعدّ من الطبيعيّ اكتساب الوزن في هذه الحالة، وقد يستمر الوزن بالتزايد حتى بعد الولادة، وقد لا تجد المرأة سهولة في خسارة الوزن الزائد بعد الولادة إلّا في حال التزامها بنمط غذائيّ صحيّ واتّباع بعض النصائح الأخرى.
- أسباب غير متعلقة بالحمل: يوجد العديد من العوامل والسلوكيّات التي قد تسبّب زيادة في الوزن بعد الزواج لدى المرأة والرجل، ومنها ما يأتي:
- الوجبات السريعة، وكثرة الأكل في المطاعم.
- اتّباع روتين يوميّ منخفض النشاط مع تقدّم الزواج.
- كثرة المسؤوليّات وعدم القدرة على الموافقة بين مسؤوليّات المنزل والعمل والحاجة إلى إجراء نشاط رياضيّ دوريّ.
- التوتّر والضغط النفسيّ نتيجة تراكم المسؤوليّات والالتزامات الاجتماعيّة.
- انخفاض النشاط الاستقلابيّ بعد سنّ الثلاثين.
- انخفاض درجة الاهتمام بالصحة الجسديّة ومظهر الجسد.
- تغيّر في عادات الأكل.
زيادة الوزن بعد الزواج قد تكون مؤشرًا على استقرار الحياة الزوجية!
أظهرت نتائج دراسة نشرت عام 2013 م في مجلة الصحة النفسيّة (بالإنجليزية: Health psychology journal) والتي أُجريت على 169 شخص بعد الزواج واستمرت لمدة 4 سنوات، أنّ الزواج السعيد قد ارتبط بزيادة الوزن لدى كلا الزوجين، بينما ارتبط الزواج غير السعيد نسبيًّا بزيادة أقل في الوزن لدى الزوجين، كما أظهرت الدراسة انخفاضًا في معدّل اكتساب الوزن لدى أحد الزوجين أيضًا في حال كان غير راضٍ وسعيد بعد الزواج.
إضافة إلى ذلك يمكن القول أنّ أسباب زيادة الوزن بعد الزواج قد تُعزى أيضًا للهرمونات العصبية؛ إذ يعتقد العلماء أنّ الهرمون أو الناقل العصبيّ الذي يتمّ إنتاجه في أوقات السعادة المعروف بهرمون السعادة أو هرمون السيروتونين (بالإنجليزية: Serotonin) قد يساهم في زيادة الوزن أيضًا.
مسؤوليات الزواج تجعل الشريك عرضة لتناول الأطعمة غير الصحية!
كما تمّ ذكره سابقًا فإنّ أحد العوامل التي تزيد من فرصة زيادة الوزن بعد الزواج هي الروتين الذي ينشأ بعد الزواج والمسؤوليّات المتراكمة التي تجعل من خيارات الأطعمة غير الصحيّة الخيار الأسرع والأسهل على المتزوجين كطلب الطعام من الخارج بدلًا من تحضيره في المنزل.
ما علاقة زيادة المسؤوليات بتثبيط هرمون الشبع؟
قد تُسبب زيادة المسؤوليات والضغط النفسيّ لدى المتزوجين في زيادة مستوى هرمون الكورتيزول وتثبيط هرمون الشبع المعروف بهرمون اللبتين، مما يؤدي إلى زيادة ملحوظة للوزن، وقد تم إثبات ذلك بدراسة نشرت عام 2018 م في مجلة السمنة (بالإنجليزية: Obesity journal) والتي أُجريت على 39 شخصًا بالغ تتراوح أعمارهم بين 20-38 عام، وقد أظهرت الدراسة أنّ 49.9% من الأشخاص المشاركين في الدراسة قد اكتسبوا وزنًا بعد الزواج نتيجةً لتثبيط هرمون الشبع.
طبيعة الحياة بعد الزواج قد تجعل الشريكين أكثر رغبة بالخيارات التي تختصر الوقت!
على الرغم من أنّ المتزوجين يميلون لتناول طعام صحيّ مقارنة مع غير المتزوجين إلّا أنّ الوزن قد يزداد لديهم بسبب ارتفاع معدّل استهلاك بعض الأطعمة مثل مشتقات الألبان، وانخفاض معدّل ممارسة الأنشطة الرياضيّة، بالإضافة إلى زيادة فرصة تناول الأطعمة الجاهزة مع كثرة المسؤوليّات، والأجواء المرتبطة بتناول الطعام والاستراخاء آخر النهار.
اختيارات الشريك غير الصحية مؤثرة فعلًا على الشريك الآخر!
قد يكون اكتساب الوزن معديًا بالمعنى المجازيّ فقد أظهرت دراسة نشرت في مجلة إنجلترا الجديدة للطب (بالإنجليزية: The new england journal of medicine) عام 2007، والتي أُجريت على 12,067 شخص واستمرت لمدة 32 عام، أنّه في حال أصبح أحد الزوحين بدينًا واكتسب الوزن، فإنّ لشريك حياته فرصة أكبر بنسبة قد تصل إلى 37% للإصابة بالسمنة، وقد يُعزى السبب في ذلك إلى تشارك كلا الزوجين في العديد من العادات اليوميّة، سواء طبيعة الطعام، أو الأنشطة البدنية، أو نمط الحياة بشكل عام.
يمكن التغلب على زيادة الوزن بعد الزواج بدعم الشريكين لبعضهم البعض!
توجد مجموعة من النصائح والعادات الصحيّة التي يمكن الاتفاق على ممارستها من قِبَل الزوجين للمساهمة في خسارة الوزن الزائد أو تجنّب اكتسابه، ومن النصائح المهمة لكيف أحافظ على وزني بعد الزواج ما يأتي:
- تخصيص وقت محدّد وثابت لممارسة الأنشطة البدنيّة والرياضيّة.
- اتّباع نظام غذائيّ صحيّ، وتجنّب الأطعمة المقليّة والحلويات قدر الإمكان، وزيادة كمية السلطات المتناولة خلال اليوم.
- تجنّب الإفراط في تناول الحلويات والأطعمة غير الصحيّة في السهرات المسائيّة.
- ممارسة بعض الأنشطة معًا مثل حضور دورة لتحضير الطعام الصحيّ.
قصص وتجارب عن زيادة الوزن بعد الزواج وكيفية التغلب على عليها!
فيما يأتي عرض لبعض القصص والتجارب الواقعيّة لأشخاص عانوا من زيادة الوزن بعد الزواج وكيف تمكّنوا من التغلّب عليها:
- يذكر أحد الأشخاص استيائه من زيادة وزن زوجته بشكلٍ كبير بعد الزواج وما سبّب لهما من مشاكل صحيّة ونفسيّة فقد أدى ذلك إلى دخول الزوجة بحالة مشابهة للاكتئاب، وقد نصح الخبراء الزوجين بممارسة الأنشطة البدنيّة معًا وتشجيع بعضهما بعضًا، وتحمّل النظام الغذائيّ الصحيّ لأجل الشريك الآخر، ومشاركة الأفكار في بينهما والأهداف التي يسعى لها كل منها.
- تذكر أحد المتزوجات أنّها عانت كثيرًا من مشكلة زيادة الوزن بعد الزواج ممّا شكّل لها ضغط نفسيّ كبير وعلى الرغم من ذلك كانت قادرة على استعادة الوزن بعد كل ولادة ومع كل زيادة، وهو ما كانت تقوم بها لاعتقادها أنّ زوجها يحبها بالشكل الذي تزوجت به، ولكن عند مصارحة الزوج اكتشفت أنّ زوجها لا يمانع من زيادة الوزن ضمن الحدود الصحيّة لوزنها ممّا خفّف عنها الكثير من الأعباء والضغط النفسيّ، وهو ما يوصلنا إلى دعم فكرة التواصل دون قيود بين الزوج والزوجة ومشاركة الأفكار والرغبات بينهما للوصول للحل الأمثل.