كيف يتنفس الضفدع
كيفية تنفس الضفدع
يصنف الضفدع باعتباره حيوانًا برمائيًا، ويتنفس بطرق مختلفة حسب مراحل نموه، فالضفادع الصغيرة تتنفس من خياشيمها، أما البالغة فتتنفس بثلاثة طرق، والتي تتم باستخدام الرئتين، والجلد، والفم.
التنفس بالخياشيم
تتنفس الضفادع الصغيرة باستخدام الخياشيم الخارجية الصغيرة، فعند مرورها على الماء، تستطيع أن تمتص الأكسجين الموجود فيه، كما تستطيع الضفادع أن تمتص الأكسجين من الهواء عندما تقفز.
تتكون الخياشيم من أغشية رقيقة تمتص الأكسجين من الماء، ويدخل إلى الدم من خلال عملية تسمى الانتشار، فعندما تسبح الضفادع تمتص الماء بأفواهها المفتوحة، وعندما ينغلق الفم تتحرك الخياشيم ليحدث امتصاص الأكسجين، وعندما تكبر الضفادع تختفي الخياشيم، وتتطور أنظمة التنفس الأخرى عند الضفدع، فعند مرور الضفدع بطور التحول، ويتحوّل إلى ضفدع بالغ، يصبح له رئتين.
التنفس بالرئتين
عندما تكبر الضفادع تتكون لها رئتين، كي تساعدها على التنفس، إلا أن الضفدع لا يمتلك حجابًا حاجزًا، لكي يساعد على تنظيم عملية التنفس من خلال دخول الهواء وخروجه بعمليتي الشهيق والزفير، وعليه فإن الرئتين وحدهما لا يساعدان على التنفس، لا سيما في مرحلة عدم اكتمال النضج للضفدع.
يستخدم الضفدع الفم، والمريء، إضافة إلى فتحتي الأنف، لإخراج الهواء من الرئتين، وإدخاله إليهما، وغالبًا ما تستخدم الضفادع هذه الطريقة عندما تكون نشطة، لأنها غالبًا لا تكتفي بالأكسجين الذي يصلها بطريقة التنفس الجلدي.
تختلف رئتا الضفدع عن رئتي البرمائيات الأخرى، فهي أكثر تعقيدًا، إذ تحتوي على الكثير من الحويصلات الهوائية، التي تسمح بتبادل الغازات داخلها، كما أن لها جدران رقيقة قابلة للتمدد تعمل مثل البالونات، فعند انتفاخها يستطيع الضفدع أن يظل طافيًا على الماء في أثناء السباحة، وتستعين الضفادع التنفس بأفواهها وفتحتي الأنف، إذ يرخي الضفدع فكه السفلي وحلقه، ثم يفتح أنفه للسماح بدخول الهواء، وفي هذه اللحظة يضغط على قاع الفم لدفع الهواء إلى الرئتين.
التنفس بالجلد
تتنفس الضفادع البالغة بأكثر من طريقة: الرئتين، والفم، والجلد، وتحصل على ما يقارب 50% من الأكسجين عن طريق التنفس الجلدي، إذ تستطيع الضفادع أن تمتص الأكسجين وتخرج ثاني أكسيد الكربون عن طريق الجلد، ويحدث هذا الأمر طوال العام تقريبًا، باستثناء موسم التكاثر الذي يعتمد فيه الضفدع على التنفس من الرئتين، أما في فترة السبات، فتستخدم الضفادع طريقة التنفس الجلدي فقط.
يمتاز جلد الضفادع برقته واحتوائه على الكثير من الأوعية والشعيرات الدموية التي تكون قريبة من سطح الجلد، ويكون جلد الضفدع رطبًا، بسبب المخاط الذي تنتجه الغدد عن طريق الجلد، الأمر الذي يسمح بامتصاص الأكسجين ونقله إلى الدم.
إن نفاذية جلد الضفادع تسمح بدخول الأكسجين، حتى لو كان الضفدع مغمورًا بالماء، فرقة الجلد ورطوبته أمران أساسيان في عملية التنفس، لهذا تفضل الضفادع العيش في البيئات الرطبة، لتتمكن من التنفس والبقاء على قيد الحياة، كما أنها تفضل وقت الليل، كي لا تسبب لها الشمس جفاف الجلد.
التنفس بالفم
تتنفس الضفادع عن طريق الفم ، إضافة إلى الرئتين والجلد، ويحتوي الفم على بطانة داخلية رطبة تساعد على جلب الأكسجين من الهواء إلى مجرى الدم، عن طريقة إذابته ثم نشره في الشعيرات الدموية، كما تخرج هذه البطانة ثاني أكسيد الكربون أيضًا، ويتم هذا عندما لا يكون الضفدع مغمورًا بالماء.
الدورة الدموية للضفدع
بعد أن يتزوَّد الدم بالأكسجين المُمتصِّ عبر رئتي الضفدع أو من خلال الجلد مباشرة، يتجه الدم المُحمَّل بالأكسجين إلى القلب، حيث يتم توزيعه على مُختلف أجزاء جسم الضفدع، لكن قلب الضفدع يختلف قليلًا عن القلب البشريّ، فبينما لدى القلب عند البشر أربع حجراتٍ (أذينان وبطينان)، تُوجد في قلب الضفدع ثلاث حجرات فحسب، تتألَّف من أذينين (صمامين لضخِّ الدم) وبُطَينٍ واحد (حجرة داخلية).
في بداية الدورة الدموية، يستقبل الأذين الأيسر الدم المُحمَّل بالأكسجين القادم من الرئتين أو من الجلد، فكما أسلفنا، يُمكن لجلد الضفدع امتصاص الأكسجين من الماء مباشرة، وفي الوقت ذاته، يستقبل القلب أيضًا الدم المُفرَّغ من الأكسجين عبر الأذين الأيمن، والذي يكون قد عاد إليه من مُختلف أعضاء الجسم، بعد أن وزَّع عليها حمولته، وتجتمع هاتان الفئتان من الدَّم معًا داخل البُطَين الوحيد لقلب الضفدع.
ثمَّة غشاءٌ رقيق داخل بُطَين القلب يُساعد على التقليل من الاختلاط بين الدم المُزوَّد بالأكسجين وذلك المُفرَّغ منه، بعد اجتماع كلا الفئتين من الدم داخل القلب ينضغط البُطَين، فيدفع دمًا مُحمَّلًا بالأكسجين من الأذين الأيسر نحو الدماغ، بينما يدفع من الأذين الأيمن الدم نحو باقي أعضاء الجسم.
ويكون هذا الدم مخلوطًا بعضَ الشيء، لكن فيه ما يَكفي من الأكسجين لتمكين أعضاء الجسم من العمل، كما أنَّ قُدرة الجلد على امتصاص الأكسجين من الماء مباشرةً في أجزاءٍ مُختلفة من جسد الضفدع تكفي لتعويضه عن النقص لو حدث.