فوائد الرقية الشرعية
فوائد الرقية الشرعية
الرُقيّة الشرعيّة لها الكثير من الفوائد، ومنها ما يأتي:
- الرقية منحةٌ من الله -تعالى- لِعِباده، حيثُ أنَّ فيها شفاءٌ للناس؛ لأنّها تحتوي على آياتٍ من القُرآن، لِقولهِ -تعالى-: (وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ وَلا يَزيدُ الظّالِمينَ إِلّا خَسارًا)، كما أنَّها من شعائر الإسلام لأنّه حثَّ عليها وندب إليها؛ للاستشفاء بها من الكثير من الأمراض.
- الرقية مخرج من المصائب في الدُنيا والآخرة للراقي والمُرقي، وينال من يقوم بها الثواب من الله؛ فهي من باب تفريج الكرب عن المُسلمين، لما فيها من الاقتداء بالأنبياء والصالحين، وفيها دفعٌ للشياطين، وشرِّ السّحرة والمُشعوذين.
- الرُّقية تحفظ الإنسان من المسِّ والسِّحر، وتكون وقايةً له بإذن الله -تعالى-، بالإضافةِ إلى أنَّ فيها ذكرٌ لله -تعالى- وأدعيةٌ مأثورة، و اللجوء إلى الله -تعالى- بأسمائه وصفاته .
ما هي الرقية الشرعية
تُعرف الرُّقية في اللُّغة تعني: العوذة، أو ما يُعرف عند البعض بالعزيمة أو التعويذة التي تُقرأ على المريض من جُنون أو غيره للشفاء، فيُقال: عوَّذتُ فُلاناً بالله؛ أي إذا قُلتُ له: أُعيذك بالله من كُل شرّ. أمّا في الاصطلاح: هي ما يُقرأ على من به مرض من الآيات أو الأدعيّة المأثورة، فالرُّقية الشرعيّةُ لا تكونُ إلاّ بالآيات القُرآنيّة، أو الأدعيّة الصحيحة الواردة عن النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-، وتكون مع النَّفث أو المسح على موضع الألم، مع خُلوِّها من الشرك أو الاستعانة بغير الله -تعالى-.
حكم الرقية الشرعية
تُعدُُّ الرُّقية من السُنن الواردة والأُمور المشروعة عن النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-، وقد ذكر الإمامُ البُخاريّ في صحيحه العديد من الأحاديث التي تدُلُّ على مُشروعيَّتها، كالحديث الوارد عن عائشة -رضي الله عنها- في باب رُقية العين: (أَمَرَنِي رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أوْ أمَرَ أنْ يُسْتَرْقَى مِنَ العَيْنِ)، ومن الأدلة أيضاً، فعل النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كانَ إذا أوَى إلى فِراشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَع كَفَّيْهِ، ثُمَّ نَفَثَ فِيهِما، فَقَرَأَ فِيهِما: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)، و(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ)، و(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ)، ثُمَّ يَمْسَحُ بهِما ما اسْتَطاعَ مِن جَسَدِهِ)،
وذكر العُلماءُ في حُكمها؛ أنَّها من الأمور التي أباح الإسلام التداوي بها من الأمراض بشكلٍ عامّ، ومن العين والمسِّ والسحر والحسد بشكلٍ خاصّ، وكان الصحابةُ الكِرام يرقون غيرهم بآياتٍ من القُرآن، وكان النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- يأمرُ زوجاته بالرُّقية وعلاج غيرهنّ بِالقُرآن، فقد ورد أنَّه أمرعائشة -رضي الله عنها- بالرُّقية من العين، وثبتت الرُّقية بقول وفعل وإقرار النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-، كإقراره لبعض الصحابة الذين قاموا برُقية أحدِ أسياد العرب، فقال لهم: (وما كانَ يُدْرِيهِ أنَّها رُقْيَةٌ؟ اقْسِمُوا واضْرِبُوا لي بسَهْمٍ).
الرقية الشرعية الصحيحة ومميزاتها
تُقسم الرُّقيةُ بشكلٍ عام إلى قسمين، فالقسم الأول: ما كان فيه نوعٌ من الشرك، كالاعتقاد بالشفاء من غير الله -تعالى-، والقسم الثاني هو الرُّقية الشرعيّة الصحيحة ، وجاء عن الإمامُ ابن حجروالإمام النوويّ نقلهما الإجماع على مشروعية الرُّقية إذا توافرت فيها الشُروط الثلاثة الآتية:
- أن تكون بكلام الله -تعالى-، أو باسمٍ من أسمائه، أو بصفةٍ من صفاته، أو بالأدعية المشروعة أو المُباحة، فقد ذكر الله -تعالى- في كتابه أنَّه أنزله ليكون شفاءً للناس، وقد ورد أنَّ جبريل -عليه السلام- قام بِرُقية النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- بآياتٍ من القُرآن، وكذلك كان يُرقي النبي نفسه بالإخلاص والمُعوذتين ، ثُمّ يمسح بهما على جسده، ولمّا مرض النبي -صلى الله عليه وسلم- كانت عائشة -رضي الله عنها- تنفثُ في يده وتقرأ عليها، وتمسحُ بيده على جسده للبركة، وقد تكون الرَُّقية بوضع الإنسان ريقه على إصبعه ويضعهُ في التُراب، حيث ثبت (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يقولُ لِلْمَرِيضِ: بسْمِ اللَّهِ، تُرْبَةُ أرْضِنَا، برِيقَةِ بَعْضِنَا، يُشْفَى سَقِيمُنَا، بإذْنِ رَبِّنَا)، أو قد تكون من خلال وضع اليد على مكان الألم والدُعاء ببعض الأدعية المأثورة، كقول: "بسم الله بسم الله بسم الله، أعوذ بعزَّة الله وقدرته وسلطانه من شرِّ ما أجد وأحاذر" ثلاث مرات، وذكر الإمامُ الشافعيّ جواز أن تكون بذكر الله -تعالى-، وجاء عن ابن عبد البر أنّ الذكر من الآثار الواردة في طرد الشياطين .
- أن تكون بالّلُغة العربيّة، أو بأيّ لُغةٍ أُخرى معروفة المعنى، وأن تكون بعيدة عن ما لا يُفقه معناه.
- وأن يكون الاعتقاد بعدم تأثير الرُّقية بذاتها؛ وإنَّما التأثير يكون بإذن الله -تعالى-؛ فالاعتقاد الصحيح يكون بالإيمان بأنَّ الله -تعالى- هو الضارُّ والنافع.