فوائد التطعيم
فوائد التطعيم
يمكن للأطفال أن يكتسبوا مناعةً ضد الأمراض دون أي يُصابوا بالمرض، وذلك عن طريق أخذ المطاعيم، وسنوضح ذلك عبر فهم دور جهاز المناعة في التصدّي للأمراض. بدايةً ينبغي العلم أنّ كل الأطفال يولدون بجهاز مناعيّ يتكوّن من خلايا وغدد وأعضاء وسوائل مُوزّعة بشكل مُتقن في الجسم، وعندما يدخل جسم غريب أو ما يُعرف بالمستضدّ (بالإنجليزية: Antigens) إلى جسم الإنسان فإنّ جهاز المناعة يميّزه وينتج بروتينات لمهاجمته، وتُعرف هذه البروتينات بالأجسام المُضادّة (بالإنجليزية: Antibodies)، وإذا كان هذا المستضدّ يدخل لأول مرة إلى جسم الإنسان فإنّ جهاز المناعة عادةً ما يستغرق وقتًا لإنتاج أجسام مضادّة لمحاربته وحماية الجسم من تأثيره، ولذلك يصاب الشخص بالمرض، ولكن عندما يُهاجم المستضدّ نفسه الجسم مرة أخرى فإنّ جهاز المناعة يتذكر هذا المُستضدّ ولو بعد سنين، وبالتالي ينتج الجهاز المناعيّ أجسامًا مضادّة بسرعة أكبر من المرة الأولى، وبالتالي يحمي الإنسان من الإصابة بالمرض مرة أخرى، وهذا يعني أنّ الشخص قد كوّن مناعةً ضدّ هذا المرض، ومن هذا المبدأ جاءت فكرة التطعيم؛ الذي يُكسب هذه المناعة ضد المرض دون أن يُصاب الشخص بالمرض، إذ يحتوي المطعوم على المستضدّ أو جزء منه، لكنه يكون ميتًا أو مُضعّفًا كي لا يسبب المرض، وبنفس الوقت له القدرة على تحفيز جهاز المناعة لإنتاج الأجسام المضادّة التي بسببها يكتسب الطفل مناعةً ضد المرض.
التطعيم ينقذ حياة الطفل
ساهم التطور الطبي، الذي يشهده العالم الآن، في القضاء على العديد من الأمراض التي كانت سببًا في وفاة العديد من الأطفال في السابق، فالمطاعيم تقي الأطفال وحتى البالغين من الإصابة بالكثير من الأمراض وبالتالي تقي من مضاعفاتها، وكذلك تقي من الأمراض التي لا يوجد لها علاج طبي، حتى أن بعض الأمراض قد اختفت تمامًا أو انقرضت بسبب أمان وفعالية المطاعيم.
التطعيم يوفر الوقت والمال على العائلة
من فوائد التطعيم أيضًا أنّه يقي من الإصابة ببعض الأمراض طويلة الأمد أو التي تسبب إعاقات، وتستنزف الوقت والمصاريف المالية والرعاية الطبية لفترات طويلة، لذا فإن التطعيم يعدّ طريقة فعالة لتوفير الوقت والمال والجهد، وعادةً ما تغطيه وزارات الصحة حول العالم عبر برامج التطعيم الوطنية.
التطعيم يؤمن حماية في المستقبل
من فوائد التطعيم أيضًا أنّه يؤمن حماية للأجيال القادمة، إذ تصبح الأمراض نادرة جدًا بفضل دور المطاعيم الوقائي، حتى أنّ بعض الأمراض التي عُرفت في القدم ولم تُسجل حالات جديدة للإصابة بها لم يعد هناك حاجة لإعطاء مطعوم لها، مثل مرض الجدري (بالإنجليزية: Smallpox)، وهذا ما يُفسر عدم إعطاء مطعوم لهذا المرض في أيامنا هذه، ومن الأمثلة على أثر التطعيم في حماية أجيال المستقبل، أنّ التطعيم ضدّ الحصبة الألمانية (بالإنجليزية: Rubella) ساهم في تقليل خطر إصابة النساء خلال الحمل بهذا الفيروس، وبالتالي تقليل خطر انتقاله إلى الجنين أو الأطفال حديثي الولادة، مما نتج عنه انخفاض مضاعفاته المرتبطة به؛ كالعيوب الخلقية وغيرها، وبهذا نكون قد وفرنا الحماية لهذا الجيل الجديد من المواليد، هذا بالإضافة إلى دور المطاعيم في حماية البالغين والمراهقين من الأمراض أيضًا؛ فكثير من أمراض الطفولة، التي تُعطى لأجلها مطاعيم، قد تُصيب البالغين أيضًا، وتكون أكثر شدة لديهم، مثل الجدري، بالإضافة إلى التهاب الكبد الفيروسي ب أو الكزاز (بالإنجليزية: Tetanus)، وبالتالي فإنّ أخذ المطاعيم يحمي الطفل في مستقبله كذلك عندما يُصبح شابًا.
التطعيم يساهم في بناء مناعة جماعية
يحمي التطعيم الفئة القليلة من الأشخاص الذين لم يتلقوا التطعيم؛ لأنّ أغلبية المجتمع قد تم تطعيمهم، وذلك يُقلّل من انتشار المرض، ومن انتقال العدوى إليهم، ويجدر بالذكر أنّه يوجد بعض الفئات التي لا يمكنها أخذ المطاعيم؛ بل قد يكون التطعيم خطرًا عليهم؛ مثل الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في جهازهم المناعيّ، فقد لا يكونوا قادرين على أخذ المطعوم، أو لا تُكوّن أجسامهم مناعة ضدّ المرض في حال أخذوا المطعوم، لذا فإنّ الطريقة الوحيدة لوقايتهم من الإصابة بالأمراض هي ضمان أخذ المطعوم لباقي فئات المجتمع؛ ممّا يجعل الأمراض أقل شيوعًا، حتى وإن ظهرت إصابات بالمرض فإنّ خطر تحوّله لوباء يبقى احتمالًا ضئيلًا، لأنّ غالبية المجتمع لديه حصانة من الإصابة بالمرض.
فوائد أخرى للتطعيم
من فوائد التطعيم الأخرى ما يأتي:
- يُخفف التطعيم من شدّة المرض؛ قد يصاب بعض الأشخاص الذين سبق وأخذوا المطعوم بالمرض، وتكون إصابتهم بالمرض خفيفة وأعراضهم بسيطة.
- يحمي المطعوم أيضًا من الأمراض المتعلقة بالمرض الرئيسي؛ فمثلًا عند إعطاء مطعوم الإنفلونزا للأطفال؛ فإنّه يحمي أيضًا من الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى الحادّ (بالإنجليزية: Acute otitis media).
- يقي المطعوم من مضاعفات المرض؛ فمثلًا قد تسبب عدوى التهاب الكبد الوبائي ب المزمن الإصابة بسرطان الكبد ، لذا فإن مطعوم التهاب الكبد الوبائي ب يقي أيضًا من الإصابة بسرطان الخلايا الكبدية (بالإنجليزية: Hepatocellular carcinoma).
- يقلل التطعيم من الحاجة إلى أخذ المضادات الحيوية؛ وبالتالي يحد من نشوء سلالات من البكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية.
- يتيح التطعيم السفر والتنقل بأمان؛ لأن التطعيم يقي من العديد من المخاطر الصحية والأمراض.
- يعزز التطعيم من النمو الاقتصادي.
- يعزز التطعيم الشعور بالأمان.
تطعيم الأطفال
يعتبر الأطفال أكثر عرضةً للإصابة بالأمراض المعدية ، ويحتاجون إلى الوقاية في أقرب وقتٍ ممكن، لذا ينبغي على الأطفال تلقي عددًا معينًا من اللقاحات في السنّ المناسب ضمن دورة معينة، لضمان أفضل حماية ووقاية لهم من الأمراض، وعلى الرغم من احتمالية انزعاج الوالدين من تلقي أطفالهم عدّة مطاعيم خلال زيارتهم للطبيب، لكن ينبغي العلم أنّ هذه المطاعيم تقي من العديد من الأمراض الخطيرة، التي قد تكون قاتلة في بعض الأحيان لا قدّر الله.
أمان التطعيم
تعتبر المطاعيم أكثر المنتجات الطبية أمانًا؛ إذ يتأكد العلماء من أمانها عن طريق إجراء اختبارات مكثفة قبل ترخيص أي مطعوم، ويبقى المطعوم تحت المراقبة طوال فترة استخدامه، أما عن الآثار الجانبية المرافقة للمطعوم، فهي عادةً ما تكون بسيطة ومؤقتة ويمكن السيطرة عليها؛ مثل الشعور بألم مكان الحقن، أو المعاناة من حمّى خفيفة، وتعد ردود الفعل الخطيرة أمرًا نادر الحدوث، وعلى أية حال تنبغي موازنة الخطر النادر المحتمل، مقابل احتمالية الإصابة بمرض خطير له العديد من مضاعفات ويصعب علاجه في حال عدم أخذ المطعوم.
حقيقة المُعتقدات المُتداولة حول التطعيم
فيما يأتي توضيح لحقيقة بعض المُعتقدات المُتداولة أو الشائعة حول التطعيم:
- لا توجد دراسات توضح وجود رابط أو علاقة بين التطعيم واحتمالية الإصابة بالتوحد (بالإنجليزية: Autism).
- يمكن لجهاز المناعة عند الرضع أن يتعامل مع المطاعيم وتأثيرها؛ فالرضيع يتعرض لمئات الميكروبات يوميًا، وبالتالي فإنّ باستطاعته التعامل مع المستضدات الموجودة في المطاعيم.
- لا يمكن للمطعوم أن يسبب الإصابة بالمرض الذي يفترض أن يقي منه، فيعتقد بعض الأشخاص أنهم يصابون بالإنفلونزا بعد أخذ لقاح الإنفلونزا ، لكن لا يحدث ذلك، فعلى الرغم من أن اللقاح يحتوي على فيروسات ميتة أو فيروسات حية مُضعّفة؛ إلا أنّه لا يسبب المرض، بل قد تظهر بعض الأعراض الخفيفة المشابهة للمرض.
- لا تحتوي المطاعيم على مواد سامة مؤذية؛ على الرغم من أنّ بعض المطاعيم تحتوي على كميات قليلة من المواد التي قد تكون مؤذية بجرعات عالية، مثل الفورمالديهايد، والألمنيوم، إلا أن وجودها بالمطعوم يكون بنسب قليلة جدًا، مما يجعل المطاعيم آمنة تمامًا.
- لا تحتوي المطاعيم على أي مواد ضارة بالمستويات والنسب المضافة، ولكن ينصح عمومًا بإعلام الطبيب إذا كان الشخص يعاني من أي حساسية؛ مثل حساسية البيض ، وحساسية الجيلاتين.
- لا تسبب المطاعيم أي حساسية.
- لا تحتوي المطاعيم على الزئبق (الثيومرسال).