فوائد الاستغفار
فوائد الاستغفار
إنّ للاستغفار فوائد جليلةً وفضائل عديدةً، وآتيًا ذكر عددٍ منها.
زيادة الحسنات ورفع الدرجات
إنّ الاستغفار سببٌ لزيادة الحسنات، ورفع الدرجات في الجنّة يوم القيامة، وقد رغّب النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في الإكثار من الاستغفار؛ فقال: "طوبَى لِمَن وجَدَ في صَحيفَتِه استِغفارًا كثيرًا"، حيث مدح النبيّ من وجد في صحيفته يوم القيامة استغفارًا كثيرًا، والاستغفار من العبادات التي تجمع بين أمرين، وهما؛ الشكر على النعمة، وطلب المغفرة؛ ففي الاستغفار شكرٌ من العبد لربه على نعمه الكثيرة، وطلبٌ للمغفرة على الذنوب التي اقترفها العبد، والتجاوز عن التقصير في أداء شكره.
نيل رحمة الله تعالى
إنّ كثرة الاستغفار من أعظم أسباب رحمة الله عزّ وجلّ؛ لقوله تعالى: (لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)، فالاستغفار من علامات الاعتراف والإقرار بألوهيّة الله عزّ وجلّ، وطلب المغفرة بانكسارٍ وتذلُّلٍ؛ للتجاوز عن السيئات التي اقترفها العبد، ففيه تأكيدٌ من المسلم برغبته في رحمة الله، ورهبته من عقابه.
دفع البلاء وتفريج الكرب
إنّ الاستغفار له أثرٌ عظيمٌ في رفع البلاء وكشف الكربات، ويعدّ سببًا في التغلّب على الشدائد والمصاعب والمحن، والإكثار من الاستغفار وقايةٌ وحمايةٌ من نزول سخط الله تعالى وعذابه على الخلق؛ لقوله تعالى: (وَما كانَ اللَّـهُ لِيُعَذِّبَهُم وَأَنتَ فيهِم وَما كانَ اللَّـهُ مُعَذِّبَهُم وَهُم يَستَغفِرونَ).
مغفرة الذنوب وبركة الرزق
إنّ الاستغفار من أسباب البركة والزيادة في الرزق، وتنقية القلب وتطهيره من الذنوب، ومحو السيئات مهما كانت كثيرةً وعظيمةً، ودليل ذلك قول الله تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا)؛ فهو سببٌ للزيادة والبركة في الأموال والأولاد، ونزول الغيث، ونحو ذلك.
تنقية القلب وصلاحه
إنّ الذنوب والمعاصي تترك أثرًا على قلب الإنسان، فكلّ ذنبٍ يذنبه العبد يترك نقطةً سوداء في قلبه، فإن استغفار الإنسان وتاب من ذنبه؛ فإنّها تُمحى ويعود قلبه أبيضًا نقيًّا، وإن عاد للمعاصي ولم يستغفر؛ فسيصبح قلبه أسودًا من كثرة المعاصي والذنوب، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنَّ العبدَ إذا أخطأَ خطيئةً نُكِتت في قلبِهِ نُكْتةٌ سوداءُ، فإذا هوَ نزعَ واستَغفرَ وتابَ سُقِلَ قلبُهُ، وإن عادَ زيدَ فيها حتَّى تعلوَ قلبَهُ، وَهوَ الرَّانُ الَّذي ذَكَرَ اللَّه كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ"؛ فالاستغفار شفاء القلب ومطهّره.
الاستغفار أهميته وفضله
إنّ الخطأ واقتراف الذنوب والتقصير من طبيعة البشر؛ لذا شُرع الاستغفار، ولا يُشترط أن يكون الاستغفار عند اقتراف الذنب والخطيئة، بل هو من الأدعية والأذكار التي يُندب قولها في كلّ الأوقات، وخاصَّةً بعد الفراغ من العبادات، مثل الصلاة وغيرها، وكان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يستغفر في كلّ يومٍ أكثر من مائة مرَّةٍ،
وقد أخبر الله تعالى عن نفسه أنّه يغفر الذنوب لمن استغفره، وامتدح المستغفرين من عباده، فقال تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّـهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّـهُ)، ويعرّف الاستغفار بأنّه طلب العبد من الله تعالى المغفرة والتجاوز عن السيئات التي اقترفها، وترك العقاب عليها وسترها.