فليقل خيراً أو ليصمت
حديث (فليقل خيرًا أو ليصمت)
ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فلا يُؤْذِ جارَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أوْ لِيَصْمُتْ).
شرح حديث (فليقل خيرًا أو ليصمت)
بدأ الحديث النبوي بذكر الإيمان؛ ليحث هذا الحديث على وصل الأعمال ب الإيمان بالله ، حيث لا يجوز ولا يُقبل أي عمل للإنسان بدون الإيمان، وهو أهم شرط لقبول الأعمال، وهذه الأعمال المذكورة أعمال أمر الله بها أو نهى عنها، فمن التزم بذلك فله أجر عظيم، ودل الالتزام بها على صدق إيمان المرء وحسن خلقه، ومن تركها كان إيمانه ناقصاً لم يكتمل، فهو إما أن يكون قد قصّر في حق الله، أو قصّر في حقوق العباد.
وربط قول الخير أو الصمت بإيمان المرء فيه وعيد شديد لمن يتكلم بالكلمة السوء، دون أن يهتم لوقعها، ولما ينتج عنها من قطيعة، وتباغض، ومن أسباب ربطها بالإيمان أن الأعمال مرتبطة ببعضها، ف إكرام الضيف يتضمن قول الخير الذي يسره، والسكوت عن الحديث الذي يكدره، بالإضافة لكرم الضيافة المادي بحسب قدرة الإنسان، وعلاقة الجوار تتضمن الإكرام والود، وتتضمن عدم الإيذاء والإساءة، وهذا يشمل الأفعال، وأقوال اللسان من الخير والشر، فالمؤمن يمتاز بحسن الخلق، والحكمة في التصرف.
فوائد حفظ اللسان في الإسلام
لحفظ اللسان فوائد عديدة في الدنيا والآخرة، منها ما يأتي:
- حفظ اللسان وإمساكه عن قول الشر، وتدريبه على قول الخير ينال المسلم به أجرًا عظيمًا، ويبعده عن الإثم وعذاب النار، فالناس تلقى بالنار حصاد ألسنتها.
- صاحب اللسان الذي لا ينطق إلا خيراً محبوب بين الناس.
- الذي يحترم الناس ومشاعرهم فلا ينطق بما يؤذيهم، سيبادله الناس الاحترام، فتكون مشاعره بالحفظ والصون.
- انتشار المودة بين الناس، وانحصار البغضاء والكراهية، فكلمة تصلح بين الناس، وكلمة تسبب الفتن.
- يجعل المجتمع يتسم بالأخلاق، إذ لا كذب فيه، ولا لغو، ولا شتائم، ولا رمي محصنات ولا اتهامات، ولا شهادة زور .
مظاهر حفظ اللسان
من مظاهر حفظ اللسان ما يأتي:
- حفظ اللسان عن الكذب.
- حفظ اللسان عن الغيبة والنميمة.
- حفظ اللسان عن شهادة الزور.
- حفظ اللسان عن اللغو.
- حفظ اللسان عن الخوض في أعراض الناس.
أهمية الصمت
إن اختيار الصمت هو قرار صائب في كثير من المواقف والمجالس، فالصمت مهم ومحمود أحيانًا، كما الكلام بالخير والصدع بالحق مهم في مواقف أخرى، فمن التزم الصمت نجا من ذنوب اللسان، ومن صمت في مجالس العلم تأدبًا وإنصاتًا نال العلم والفهم، ومن سكت عن رد السوء بالسوء نال أجر كظم الغيظ ، وترفع عن الناس سليطي اللسان.
والإنسان الذي يكثر الكلام يكثر الخطأ في حق الله، وفي حق ذاته ومن حوله، وكم من مواقف يتمنى فيها الإنسان لو لم يخرج من لسانه الكلام الذي قد يدمر العلاقات، ويكشف الأسرار، ويستهزئ بغيره أو يجلب نظرات الاستهزاء والازدراء لنفسه بعد أن قلّل من قيمة وهيبة نفسه.