فضل مساعدة الفقراء والمساكين
فضل مساعدة الفقراء والمساكين
أجرٌ من الله وأمان
قال -تعالى-: (الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) ، ومن هذه الآية نستفيد العديد من الفوائد والأفضال التي وعد الله المتصدقون بها ومنها:
- (لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ): أي للذين ينفقون أموالهم في سبيل الله -تعالى- دون منّ ولا أذى؛ فلا يتصدقون ب الصدقة ثم يمنون على الفقير أو المسكين بما تصدقوا به عليه؛ كأن يعيِّروه أو يشعروه بالاحتقار، لهم ثوابهم وجزاؤهم على نفقتهم التي أنفقوها في سبيل الله، والله -تعالى- يقول: (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ) ، فينفقون النفقة وهم خائفون ألا تقبل منهم.
- (وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ): أي لا يخافون إن خاف الناس يوم القيامة وهم مقبلون على الله -تعالى-، وليسوا خائفين من فراق الدنيا، ولا أهوال القيامة ، بل آمنون مطمئنون بأن الله قد وعدهم بالأمن وعدم الخوف.
- (وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ): أي لا يحزنون على ما خلفوا وراءهم في الدنيا، فلا خوف على الأهل ولا على الولد، فهم في رحاب الله الذي عاشوا معه في الدنيا وفارقوها وهو عنهم راضٍ.
مضاعفة الأجر وازدياده
يقول -تعالى-: (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّـهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)، وينقلنا صاحب الظلال إلى ظلال وارفة في هذه الآية، ونلخّص ذلك فيما يأتي:
- يعرض الله صورة من صور الحياة النابضة النامية، وهي صورة الزرع الذي يعطي أضعاف ما يأخذه، فالبذرة تنمو سنابل، وإن أردنا حساب ذلك نرى أن الحبة الواحدة تضاعفت إلى سبعمائة حبة.
- يحمل العود سبع سنابل، والسنبلة تحوي مائة حبة، وكذلك المتصدق تميل نفسه للبذل والعطاء؛ فلا يرضى إلا أن يجعل من ماله نصيب للفقراء والمساكين، وهو بذلك لا يعطي بل يأخذ، وماله لا ينقص بل يزداد، فالبعض يعود له الدرهم عشرة والبعض سبعمئة.
- إنّ الله يضاعف لمن يشاء بلا حساب؛ وهو الذي عنده خزائن السماوات والأرض، ولا ينقص من ملكه أي شيء، فهو الواسع الذي لا يضيق عطاؤه ولا يكفّ ولا ينتهي، العليم الذي يعلم بالنوايا ويثيب عليها، ولا تخفى عليه خافية.
الصدقة برهان
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (والصَّدَقَةُ بُرْهانٌ)، يبيّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن الصدقة دليل على إيمانِ المؤمِنينَ واختلافهم عن المنافقين ؛ فإن المنافق يمتنع عن الصدقة فهو لا يؤمن بها وبمن أوجبها، أما المؤمن فهو ينفق في الليل والنهار سرًا وعلانية، ويعلم أن الله يراه، وأن الغني إن أعطى أدهش.
والذي يتصدق يستدل بصدقته على صِدقِ إيمانِه، وقيل: حين يحتاج دليلاً يوم القيامة على سبل إنفاقه للمال يقول: تصدقت يوم كذا بكذا وكذا، وأنفقت على المسكين، وأطعمت الطعام ووزعت للفقراء والمحتاجين، فتكون دليلًا على صدقه يوم القيامة.