فضل صلاة العشاء في جماعة
صلاة العشاء
تعدّ صلاة العشاء إحدى الصلوات المفروضة على المسلم في كل يوم، وقد أجمع العلماء على أنّ عدد ركعاتها أربع، يُجهر بالقراءة في الركعتين الأُوليين، ويُسرّ في الأخريين، ويُجلس للتشهد بعد كل ركعتين، أمّا ما يُسنّ القراءة به في صلاة العشاء، فقد وردت العديد من الأحاديث النبوية التي أشارت إلى هدي رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في القراءة في صلاة العشاء ومن ذلك ما ثبت عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- يقول: (سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقْرَأُ في العِشَاءِ: والتِّينِ والزَّيْتُونِ فَما سَمِعْتُ أحَدًا أحْسَنَ صَوْتًا أوْ قِرَاءَةً منه)، وما ثبت عن جابر بن سمرة -رضي الله عنه- قال: (ويقرَأُ في العِشاءِ الآخِرةَ ليلةَ الجُمعةِ الجُمعةَ والمُنافِقينَ).
اتفق العلماء على أنّ صلاة العشاء يبدأ وقتها من مغيب الشفق، وينتهي بطلوع الفجر الصادق عند الحنفية والشافعية، وإلى ثلث الليل عند المالكية، وإلى نصف الليل عند الحنابلة إلّا في حال الضرورة كالحائض أو النفساء أو المريض الذي برأ من مرضه فينتهي وقتها بطلوع الفجر.
أجمع العلماء على جواز قصر صلاة العشاء في السفر ، فتؤدّى ركعتان بدل أربع ركعات.
فضل صلاة العشاء في جماعة
هناك العديد من الفضائل التي ثبتت في تأدية صلاة العشاء في جماعة، ومنها ما يأتي:
البراءة من النفاق
وقد دلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ أَثْقَلَ صَلَاةٍ علَى المُنَافِقِينَ صَلَاةُ العِشَاءِ، وَصَلَاةُ الفَجْرِ، ولو يَعْلَمُونَ ما فِيهِما لأَتَوْهُما ولو حَبْوًا، وَلقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بالصَّلَاةِ، فَتُقَامَ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فيُصَلِّيَ بالنَّاسِ، ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِي برِجَالٍ معهُمْ حُزَمٌ مِن حَطَبٍ إلى قَوْمٍ لا يَشْهَدُونَ الصَّلَاةَ، فَأُحَرِّقَ عليهم بُيُوتَهُمْ بالنَّارِ)، حيث بيّن رسول الله أنّ صلاة العشاء تعد من أثقل الصلوات على المنافقين ؛ وذلك لكونها في وقت السكون والراحة، لذا فإنّ المحافظة عليها وتأديتها في وقتها سبب في الخروج من دائرة النفاق والمنافقين.
نيل أجر قيام الليل
وهناك العديد من الأحاديث الدّالة على ذلك ومنها: قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن صَلَّى العِشَاءَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ)، وقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن شَهِدَ العشاءَ في جَماعةٍ كانَ لَهُ قيامُ نِصفِ ليلَةٍ ، ومَن صلَّى العشاءَ والفَجرَ في جماعةٍ كانَ لَهُ كقيامِ ليلةٍ)، ومن خلال هذه الأحاديث يتبين أنّ من حافظ على تأدية صلاة العشاء في جماعة نال أجر قيام نصف الليل وإن كان على فراشه، ومن حرص على تأديتها وصلاة الفجر في جماعة نال أجر قيام الليل كله.
الدلالة على الإيمان
حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (لقَدْ هَمَمْتُ أنَّ آمُرَ رَجُلًا يُصَلِّي بالنَّاسِ، ثُمَّ أُخَالِفَ إلى رِجَالٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنْهَا، فَآمُرَ بهِمْ فيُحَرِّقُوا عليهم، بحُزَمِ الحَطَبِ بُيُوتَهُمْ، ولو عَلِمَ أَحَدُهُمْ أنَّهُ يَجِدُ عَظْمًا سَمِينًا لَشَهِدَهَا يَعْنِي صَلَاةَ العِشَاءِ)، فقد ذكر ابن عمر -رضي الله عنه- أنّ تخلّف العبد عن صلاة العشاء في جماعة فيه إشارة على نقصان إيمانه، وسبب في زوال الثقة عنه والشكّ به، والخشية من ظلمه وتعديه.