فضل سورة الحجرات
فضل سورة الحجرات
- لم يرد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حديث صحيح يذكر فيه فضلاً خاصاً بسورة الحجرات، وما نُسب إليه -صلّى الله عليه وسلّم- من أحاديثٍ بخصوص ذلك فهي أحاديثٌ ضعيفةٌ تجدر الإشارة إليها لبيان ضعفها وهي كما يأتي:
- ما روي عن أبي كعب -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (من قرأَ سورة الحُجُرات أُعطى من الأَجر عشر حسنات، بعدد مَنْ أَطاع الله وعصاه).
- ما روي عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال له: (يا علىّ مَن قرأَها كان فى الجنَّة رفيق سليمان بن داود، وله بكلّ آية قرأَها مثلُ ثواب المحسنين إِلى عيالهم).
- وممّا لا شكّ فيه أنّ فضل قراءة سورة الحجرات يدخل ضمن الفضل العام لقراءة القرآن الكريم، وهناك العديد من الأحاديث النبوية الصحيحة التي أشارت إلى الأجر العظيم الذي يناله المسلم بقراءة القرآن الكريم ومنها ما يأتي:
- قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ).
- قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (منِ استمَعَ إلى آيةٍ من كتابِ اللَّهِ كتبت لَهُ حسنةٌ مضاعَفةٌ ومن تلاها كانت لَهُ نورًا يومَ القيامَةِ).
الآداب التي دعت إليها سورة الحجرات
أشير مسبقاً إلى أنّ سورة الحجرات تسمى بسورة الأخلاق والآداب، فحري بالمسلم العلم بأهمّ الآداب التي دعت إليها السورة، ومن ذلك ما يأتي:
- الحرص على الأدب مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في خطابه، وندائه، والتعامل معه والحثّ على ذلك، لِما ارتكبه وفد بني تميم عندما جاؤوا إلى رسول الله ومناداته من بيوته.
- وجوب التثبت من صدق الخبر وصحته قبل نقله.
- دعوة المسلمين إلى التزام المعاملة الحسنة فيما بينهم لكونهم أخوة في الدين.
- ضرورة إحالة علم الغيب لله -تعالى- وأنّ ذلك ممّا استأثر به نفسه -سبحانه-.
- مجانبة الغيبة، والتجسس على الآخرين، والحذر من ذلك.
- مجانبة التفاخر بالأنساب والأحساب.
- مجانبة المنة على الله -تعالى- بطاعته.
- مجانبة السخرية والاستهزاء بالخَلق.
سورة الحجرات
تعدّ سورة الحجرات إحدى السور المدنية، ويبلغ عدد آياتها ثماني عشر، وقد كان نزولها في السنة التاسعة للهجرة، حيث أنّها تعدّ السورة الثامنة بعد المائة وفق ترتيب نزول السور فنزلت بعد سورة المجادلة وقبل سورة التحريم.
أمّا ترتيبها وفق الرسم القرآني فهي السورة التاسعة والأربعين، وقد سمّيت سورة الحجرات بهذا الاسم لاشتمالها على لفظ الحجرات حيث قال الله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ).
والحجرات هي بيوت نساء رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وقد كان عددها تسعة بحيث كان لكل زوجة منهنّ -رضي الله عنهنّ- حجرة، وتسمّى سورة الحجرات أيضا بسورة الأخلاق والآداب؛ وذلك لكثرة الآداب و مكارم الأخلاق التي اشتملت عليها ودعت المسلمين وحثّتهم على الالتزام بها.