فضل سورة الأنبياء
فضل سورة الأنبياء
لم يرد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أثر صحيح ثابت يخص سورة الأنبياء بفضل، وما ورد يعد أحاديث ضعيفة ولا صحة لها، ووجب التنويه عليها، وقد أوردها الإمام الفيروزآبادي في كتابه بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، وهي كما يأتي:
- "مَن قرأَ سورة اقترب للنَّاس حسابهم حاسبه الله حساباً يسيراً، وصافحه، وسلَّم عليه كلُّ نبي ذكر اسمُه في القرآن".
- "وفي حديث علي: يا علي مَنْ قرأَ هذه السّورة فكأَنَّما عبد الله على رضاه".
سبب تسمية سورة الأنبياء
سميت بهذا الاسم؛ لأنه ورد فيها اسم ستة عشر نبيّا، ولم يرد ذلك في أي سورة أخرى ما عدا سورة الأنعام التي فصلت في أحكام الأنعام، فناسب بأن تسمّى بالأنعام.
واتفق العلماء على أن سورة الأنبياء سورة مكية، وقد نزلت بعد سورة إبراهيم، وتحديداً بعد حادثة الإسراء والمعراج ، وقبل الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة، ويبلغ عدد آياتها مئة واثنتي عشرة آية.
الأمور المستفادة من سورة الأنبياء
سنذكر بعض الفضائل التي يستفيدها المسلم من آيات سورة الأنبياء فيما يأتي:
- قرب الحساب
لذا يجب على المسلم أن يحرص على أن يكون في كل لحظة على أتم استعداده ليوم الحساب الواقع المحقق، قال -تعالى-: (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ).
- يدرك المسلم بأن كل ما في السماوات والأرض ملك لله -تعالى-
ويدرك العبادة الدائمة من الملائكة لله -تعالى-، فيحرص على أن يمتثل أوامر الله -تعالى-، فالعبد هو المستفيد من الطاعة، ولا يضر الله -تعالى- معصية العبد، قال -تعالى-: (وَلَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ* يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لَا يَفْتُرُونَ).
- يدرك المسلم قدرة الله -تعالى- في خلقه
ويستشعر هذا في كل ما حول الإنسان من مظاهر قدرة الله في خلق الكون ، قال -تعالى-: (وَجَعَلْنَا فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفًا مَّحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ).
- يدرك المسلم بأن جميع الأنبياء والرسل قد بعثهم الله -تعالى- لنفس الغاية
وهي توحيد الله -تعالى- والدعوة إلى الأخلاق الفاضلة، قال -تعالى-: (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاء وَذِكْرًا لِّلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَهُم مِّنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ وَهَذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأَنتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ).
- يدرك المسلم أن كل عمل صالح يقوم به سيجازى عليه في يوم القيامة
لذا يكثر من الأعمال الصالحة ؛ ليلقى الجزاء الحسن في الحياة الآخرة، قال -تعالى-: (فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ).