فضل المحافظة على السنن الرواتب
فضل المحافظة على السنن الرواتب
توجد الكثير من الفضائل التي يُحصّلها المسلم عند مُحافظته على السُّنن الرّواتب ، وهي كثيرة منها ما يأتي:
جبر نقص صلاة الفريضة
تُعدّ صلاة النّافلة من الأعمال التي تجبُرُ نقصَ صلاة الفريضة، فأوّل ما يُحاسبُ عليه الإنسان يوم القيامة صلاةَ الفرض، وعند عدم اكتمالها يُكمّلها الله -تعالى- لعبده من صلاة النّافلة، كما جاء في حديث النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام-:
(أوَّلُ ما يُحاسَبُ الناسُ بِهِ، يَوْمَ القيامَةِ مِنْ أعمالِهمُ الصلاةُ، يقولُ ربُّنا عزَّ وجلَّ لملائِكَتِهِ وهو أعلمُ: انظروا في صلاةِ عبْدِي أتَمَّها أَمْ نَقَصَها؟ فَإِنْ كانتْ تامَّةً كُتِبَتْ لَهُ تَامَّةً، وَإِنْ كان انتقصَ منها شيئًا، قال: انظروا هل لعبدي مِنْ تطَوُّعٍ؟ فإنْ كان له تَطَوُّعٌ قال: أتِمُّوا لعبدي فريضتَهُ، ثُمَّ تُؤْخَذُ الأَعمالُ على ذاكم)، فصلاة الرّاتبة تجبرُ الخللَ الواقع في صلاة الفرض، كأنْ يحصلُ بها نقصٌ في آدابها أو خُشوعها أو في التدبّر في القراءة أو الأذكار.
الرفعة في الجنة
تُعدّ كثرة الصّلاة من الأعمال التي ترفع من درجات العبد في الجنّة يوم القيامة، فقد سأل أحد الصّحابة الكرام النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- عن أعمال تُدخله الجنة، فأجابه بكثرة السجود؛ فهي ترفع الدّرجات وتحُطّ الخطايا.
بل إنها سببٌ في مُرافقة النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- في الجنّة، لما ورد عنه عن ربيعة بن كعب الأسلميّ -رضي الله عنه- قال: (كُنْتُ أبِيتُ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فأتَيْتُهُ بوَضُوئِهِ وحَاجَتِهِ فَقالَ لِي: سَلْ فَقُلتُ: أسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ في الجَنَّةِ. قالَ: أوْ غيرَ ذلكَ قُلتُ: هو ذَاكَ. قالَ: فأعِنِّي علَى نَفْسِكَ بكَثْرَةِ السُّجُودِ).
التهيؤ للعبادة
ذكرَ ابن دقيق العيد في بيانِه لتقديم النّوافل على الفرائض أنّ ذلك يكون من باب الأُنس بالعبادة، والتّهيّؤ لها، حيثُ إنّ النفوس تكون مشغولةً بأسبابٍ تُبعدهُ عن الخُشوع والحُضور للصّلاة، فتكون النافلة مُقدمةً للصلاة؛ ليدخلَ المُسلم من خلالها في العبادة وأجوائها، وأجواء الخُشوع والخُضوع.
بناء بيت في الجنة
صلاة النّوافل من أسباب نيل أجر عظيم الثواب عند الله في الجنة، في سببٌ لبناء بيتٍ لصاحبها في الجنّة، فمن حافظ على صلاة اثنتي عشر ركعة من النوافل لله -تعالى- في اليوم والليلة بنى الله -تعالى- له بيتاً في الجنّة، وهذه الركعات هي النوافل التابعة للفرائض. وهذه السُنن الاثنتي عشر، هي:
- أربعُ ركعاتٍ قبل صلاة الظُهر، وركعتين بعدها.
- ركعتين بعد صلاة المغرب.
- ركعتين بعد صلاة العشاء.
- ركعتين قبل صلاة الفجر
قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (من ثابرَ على ثنتي عشرةَ رَكعةً منَ السُّنَّةِ بنى اللَّهُ لَهُ بيتًا في الجنَّةِ أربعِ رَكعاتٍ قبلَ الظُّهرِ ورَكعتينِ بعدَها ورَكعتينِ بعدَ المغربِ ورَكعتينِ بعدَ العشاءِ ورَكعتينِ قبلَ الفجرِ).
أمّا سببُ تسميتها بالرّواتب؛ فلأنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- سنّ صلاتها قبل صلاة الفريضة أو بعدها، وحافظ عليها، ولم يتركها أبداً، ورغّب بالمُحافظة عليها، وأكثرُ هذه النّوافل تأكيداً هي سُنّة صلاة الفجر ، فقد روتْ عائشة -رضي الله عنها- أنّ النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- كان يتعاهدها كثيراً، وأكثر السّنن التي حافظ عليها.
التقرب إلى الله
حثّ الإسلام على صلاة النّوافل؛ لِما في ذلك من زيادة قُرب الإنسان من ربّه، وزيادة له في الأجر والثّواب، فقد أخبر الله -تعالى- في الحديث القُدُسيّ أنّ صلاة النّوافل من الأسباب التي تُحبّبه في العبد، فقد جاء في الحديث:
(إنَّ اللَّهَ قالَ: مَن عادَى لي وَلِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ).
كثرة السجود ومناجاة الله
الإكثار من النّوافل وكثرة السجود من الأسباب التي تجعل المُسلم مُرافقاً للنبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- في الجنّة، فقد كان الصّحابي ربيعة بن كعب الأسلميّ -رضي الله عنه- يأتي بالماء للنبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- ليتوضّأ به، فطلب منه النبيّ أن يسألَه ما يشاء مُكافأةً له، فطلب منه ربيعة أن يكونَ رفيقاً له في الجنّة، فأخبره النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- أنْ يُكثر من السّجود.