فضل التسامح والعفو في الإسلام
فضل التسامح والعفو في الإسلام
يعود التسامح والعفو على المسلمين وعلى المجتمع الإسلاميّ بما هو خير، ويدفع عنه ما هو شر؛ فللتسامح والعفو فضلٌ وأثرٌ كبير، وفيما يلي بيانٌ لأبرز هذه الفضائل والآثار:
- التقليل من انتشار الشر، والقتال، والفساد بين أفراد المجتمع الإسلاميّ.
- يسهم التسامح والعفو في وحدة الأمّة الإسلاميّة، وفي ذلك سبيلٌ للتغلب على أعداء الإسلام والمسلمين.
- ينشر التسامح والعفو المحبّة والمودّة في المجتمع الإسلاميّ، ويقلّل من الحقد والكراهية التي تزرع في قلوب الذين لا يتسامحون مع غيرهم.
- تعمّ البركة بسبب التسامح في المجتمعات الإسلاميّة.
- بلوغ درجةٍ من التقوى؛ لأنّ من صفات الإنسان التقيّ العفو والمسامحة.
- الفوز برضا الله سبحانه وتعالى؛ فالله -عز وجل- أمر بالعفو والتسامح.
- إنّ التسامح والعفو سببٌ في ألّا يحمل الإنسان فوق طاقته باللوم والعتاب.
- يفوز المتسامح على محبة الله -سبحانه وتعالى- وعلى محبة الآخرين له.
- يحقّق التسامح والعفو الراحة النفسيّة لمن يتخلّق بهما ويطبّقهما.
صور من تسامح وعفو الرسول صلى الله عليه وسلم
إنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو القدوة الحسنة للناس جميعًا، وخير مثالٍ عمليّ على الأخلاق الحميدة التي لا بد من أن يحرص كلّ مسلمٍ على التحلي بها، قال الله -سبحانه وتعالى- واصفًا نبيّه الكريم: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم)، وفيما يلي ذكرٌ لصور من تسامح وعفو النبيّ صلى الله عليه وسلم.
التسامح مع المسيء
كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- متسامحًا مع من يسيء له، وهذا النوع من أعلى درجات التسامح، ومن المواقف التي تدل على تسامحه -صلى الله عليه وسلم- مع من يسيء إليه؛ ما رواه أنس -رضي الله عنه- أنّه قال: "كُنْتُ أَمْشِي مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعليه بُرْدٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الحَاشِيَةِ، فأدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ فَجَذَبَهُ جَذْبَةً شَدِيدَةً، حتَّى نَظَرْتُ إلى صَفْحَةِ عَاتِقِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قدْ أَثَّرَتْ به حَاشِيَةُ الرِّدَاءِ مِن شِدَّةِ جَذْبَتِهِ، ثُمَّ قالَ: مُرْ لي مِن مَالِ اللَّهِ الذي عِنْدَكَ، فَالْتَفَتَ إلَيْهِ فَضَحِكَ، ثُمَّ أَمَرَ له بعَطَاءٍ".
التسامح مع غير المسلمين
كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- متسامحًا مع غير المسلمين الذين كانوا يعيشون ويقيمون مع المسلمين، وكان تعامله معهم قائمًا على العدل والتعاون والعفو.
التسامح والعفو مع الخدم والعمال
كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- متسامحًا مع من يخدمه ومن يعمل معه، وقد شهد له خادمه أنس بن مالك -رضي الله عنه- بذلك؛ فقال: "خَدَمْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عَشْرَ سِنِينَ، وَاللَّهِ ما قالَ لِي: أُفًّا قَطُّ، وَلَا قالَ لي لِشيءٍ: لِمَ فَعَلْتَ كَذَا؟ وَهَلَّا فَعَلْتَ كَذَا؟".
التسامح في البيع والشراء
تحتاج المعاملات اليومية من بيع وشراء إلى قدرٍ كبيرٍ من السماحة، وقد حثّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- على التسامح في معاملات البيع والشراء، والتسهيل بين الناس؛ فدعا بالرحمة لكل عبدٍ كان سمحًا في بيعه وشرائه، قال صلى الله عليه وسلم: "رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إذا باعَ، وإذا اشْتَرَى، وإذا اقْتَضَى".
التسامح والعفو
الدين الإسلامي هو دين الأخلاق؛ فقد اهتم الإسلام اهتمامًا شديدًا بالأخلاق، ولم يفصلها أبدًا عن جانب المعاملات و العبادات والشعائر، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "إنما بُعِثتُ لأتمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ".
ومن الأخلاق التي اهتم بها الإسلام: خلق التسامح والعفو، وكان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قدوةً للمسلمين في تمثّلهما، ويقصد بالتسامح: ما تميز به الإسلام في تعامله من خلال البذل والمنح غير الواجب، مثل: الكرم، واللين، والعطف، وغيرها، بينما العفو؛ فيعرف بأنّه التجاوز عن الذنب وعدم اللجوء إلى العقاب.