فضل الاستغفار للرزق
فضل الاستغفار للرزق
وردت عدة آياتٍ في كتاب الله -تعالى- تؤكد فضل الاستغفار، وقد أكد القرآن في هذه الآيات الكريمة على أنَّ الاستغفار سبب في سعة الرزق وجلب الخير، من هذه الآيات قول الله -تعالى- في سورة نوح: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا).
ففي الآية دليلٌ على أنَّ الاستغفار سببٌ لنزول المطر، وأنَّه من أسباب حصول العبد على أنواعٍ متعددةٍ من الرزق؛ كرزق المال والذرية والبساتين وغيرها من الخير.
فضائل أخرى للاستغفار
الاستغفار سبب للسعادة
يقول الله -تعالى- في سورة هود: (وَأَنِ استَغفِروا رَبَّكُم ثُمَّ توبوا إِلَيهِ يُمَتِّعكُم مَتاعًا حَسَنًا إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى)، فالاستغفار و التوبة الصادقة إلى الله -تعالى- كما نصت عليه الآية الكريمة؛ سببٌ للسعادة وجعل حياة المؤمن ماتعةً، رغيدةً إلى أن يلقى الله -تعالى-.
الاستغفار يزيد القوة ويدفع البلاء
فكما أنَّ الاستغفار سببٌ لزيادة الرزق وسعته، فإنَّه سببٌ لقوة المؤمن في بدنه، وكذلك في تجاوزه كل همٍ ومحنةٍ، فالاستغفار سبب للفرج والمخرج من كل بلاء، والمداومة عليه سببٌ للخلاص من الضيق، ودليل ذلك قول الله -عزَّ وجلَّ-: (وَيا قَومِ استَغفِروا رَبَّكُم ثُمَّ توبوا إِلَيهِ يُرسِلِ السَّماءَ عَلَيكُم مِدرارًا وَيَزِدكُم قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُم وَلا تَتَوَلَّوا مُجرِمينَ).
وبالاستغفار يدفع الله البلاء ويرفع العذاب عن المستغفر في الدنيا والآخرة؛ يقول الله -تعالى- في سورة الأنفال: (وَما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُم وَهُم يَستَغفِرونَ).
فضل الاستغفار في الأحاديث النبوية
وردت عدة أحاديث تحثُّ على الاستغفار، وفضل لزومه نورد منها الآتي:
- عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-، أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من لزِم الاستغفارَ جعل اللهُ له من كلِّ ضيقٍ مخرجًا ومن كلِّ همٍّ فرَجًا ورزقه من حيث لا يحتسِبُ)، فقد نص الحديث الشريف على فضل لزوم الاستغفار والتوبة الصادقة في سعة الرزق، وتفريج الكرب وزوال الهم.
- عن زيد بن حارثة -رضي الله عنه-، أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من قال: أستغفِرُ اللهَ، الذي لا إله إلا هو، الحَيَّ القيومَ، وأتوبُ إليه؛ غُفِرَ له وإن كان فَرَّ من الزَّحْفِ)، فالاستغفار الصادق مع التوبة النصوح سبب للمغفرة وتكفير الذنوب مهما عظمت، حتى وإن كان هذا الذنب هو الفرار من العدو في المعركة.
- إنَّ الاستغفار الصادق المتبوع بالنَّدم والتوبة من الذنب سببٌ لدخول الجنة ، فعن شداد بن أوس -رضي الله عنه-، أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنَّ سيِّدَ الاستغفارِ أن يقولَ العبدُ اللَّهمَّ أنتَ ربِّي لا إلهَ إلَّا أنتَ خلقتَني وأنا عبدُكَ وأنا على عهدِكَ ووعدِكَ ما استطعتُ أعوذُ بكَ من شرِّ ما صنعتُ أبوءُ لكَ بذنبي وأبوءُ لكَ بنعمتِكَ عليَّ فاغفِر لي فإنَّهُ لا يغفرُ الذُّنوبَ إلَّا أنتَ فإن قالها حينَ يصبحُ موقنًا بها فماتَ دخلَ الجنَّةَ وإن قالها حينَ يمسي موقِنًا بها دخلَ الجنَّةَ).
- عن عبد الله بن بسر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (طوبَى لِمَن وجَدَ في صَحيفَتِه استِغفارًا كثيرًا)، فمن امتلأت صحيفة أعماله بالاستغفار؛ استحق (الطوبى)، أي: السعادة والمزيد من النعيم، وقيل طوبى: هي الجنَّة أو اسم شجرة في الجنة.