فضل أواخر سورة البقرة
فضل أواخر سورة البقرة
إنَّ آخر آيتين من سورة البقرة آيتان عظيمتان، بيَّن عَظمة أجرهما وعلوِّ منزلتهما أحاديث كثيرة، منها أنَّها أُعطيت للنبي -صلى الله عليه وسلم- يوم الإسراء والمعراج، بل في أفضل مكان وصله مخلوق -عند سدرة المنتهى-.
ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث: (لَمَّا أُسْرِيَ برَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، انْتُهي به إلى سِدْرَةِ المُنْتَهَى، وهي في السَّماءِ السَّادِسَةِ...) إلى أن قال: (فَأُعْطِيَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ثَلاثًا: أُعْطِيَ الصَّلَواتِ الخَمْسَ، وأُعْطِيَ خَواتِيمَ سُورَةِ البَقَرَةِ، وغُفِرَ لِمَن لَمْ يُشْرِكْ باللَّهِ مِن أُمَّتِهِ شيئًا، المُقْحِماتُ). وعلى المسلم أن يحافظ على قراءتها لينال الفضل والأجر، ومن هذه الفضائل:
الحماية من الحسد والعين
إنَّ لسورة البقرة فضل كبير في حفظ صاحبها من السوء، ومن ذلك:
- التحصُّن من الشيطان وشرِّه
- ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقابِرَ، إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الذي تُقْرَأُ فيه سُورَةُ البَقَرَةِ).
- التحصُّن من السحرة
- ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ).
وقد ورد فضل خاصٌّ بأواخر سورة البقرة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن قَرَأَ بالآيَتَيْنِ مِن آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ في لَيْلَةٍ كَفَتاهُ)، وأحد أوجه تفسير"كفتاه": الكفاية من السوء، والحفظ والوقاية.
لها أجر عظيم
إنَّ لأواخرسورة البقرة ثواب عظيم؛ قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَن قَرَأَ بالآيَتَيْنِ مِن آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ في لَيْلَةٍ كَفَتاهُ)، ومعنى كفتاه: أي إنَّ من يقرؤها له من الأجر كمن قام الليل، وكان الحسن البصري إذا ختم البقرة يقول: "يالكِ نعمة! يالكِ نعمة!"، وهذه غنيمة كبيرة يسيرة لعباده.
نور لم يؤته أحد قبل النبي
ثبت في صحيح مسلم من رواية ابن عباس -رضي الله- بشارة جبريل -عليه السلام لنبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-: (بيْنَما جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، سَمِعَ نَقِيضًا مِن فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقالَ: هذا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ اليومَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَنَزَلَ منه مَلَكٌ، فَقالَ: هذا مَلَكٌ نَزَلَ إلى الأرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَسَلَّمَ، وَقالَ: أَبْشِرْ بنُورَيْنِ أُوتِيتَهُما لَمْ يُؤْتَهُما نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ البَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بحَرْفٍ منهما إلَّا أُعْطِيتَهُ).
الأوقات المستحبة لقراءة أواخر سورة البقرة
إنّ الآيتين من آواخر سورة البقرة هي من الأذكار الليلية التي يُستحبُّ للمسلم أن يحافظ عليها؛ فلا ينام قبل أن يقرأها لفضلها وثوابها، فقد ثبت عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنّه قال: "ما كنتُ أرى أحدًا يعقَلُ ينامُ قبلَ أن يقرأَ الآياتِ الثلاثِ من آخرِ سورةِ البقَرةِ".