فضائل عثمان بن عفان
عثمان بن عفان رضي الله عنه
هو عثمان بن عفان بنِ أَبي العَاصِ بنِ أُميَّة بن عَبْد شمس، القرشي الأموي، ويلتقي نسبه مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في عبد مناف، وهو أمير المؤمنين، وثالث الخلفاء الراشدين بعد أبي بكرٍ وعمر رضي الله عنهما، وأمه أروى بنت كريز، وجدته لأمّه هي عمّة الرسول -صلى الله عليه وسلم- البيضاء بنت عبد المطلب، وولد عثمان بن عفان بعد عام الفيل بستّ سنواتٍ في مدينة الطائف، كُنِّي أوّلًا بأبي عبد الله وهو ابن زوجته رقية بنت النبيّ صلى الله عليه وسلم، لكن عبد الله توفّي في السنة الرابعة من الهجرة، وهو ابن ستّ سنواتٍ، فكُنّي بعد ذلك بأبي عمرو، ولُقّب -رضي الله عنه- بذي النورين؛ وذلك لأنّه تزوّج باثنتين من بنات النبيّ -صلى الله عليه وسلم- هما: رقيّة وأم كلثوم رضي الله عنهما، ولا يُعرف أنَّ أحدًا تزوّج بنتين من بنات نبيٍّ غيره رضي الله عنه.
فضائل عثمان بن عفان
كان الصحابي عثمان بن عفان -رضي الله عنه- سمح النفس، رقيق المشاعر، صاحب خلقٍ رفيعٍ، وكان -رضي الله عنه- كثير الصيام والقيام، شديد الحياء، وفي ذلك يقول النبيّ صلى الله عليه وسلم: "أشدُّ أُمَّتِي حياءً عُثمانُ بنُ عفَّانَ"، وقد أجمع الناس على حبّه في الجاهليّة وبعد إسلامه، ويتحدّث عثمان بنفسه عن فضائله قائلًا: "لقد اختَبَأْتُ عند ربِّي عشرًا: إنِّي لرابعُ أربعةٍ في الإسلامِ، وما تعنَّيْتُ ولا تمنَّيْتُ ولا وضَعْتُ يميني على فرجي منذُ بايَعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم، وما مرَّت عليَّ جمعةٌ منذُ أسلَمْتُ إلَّا وأنا أعتِقُ فيها رقبةً إلَّا ألا يكونَ عندي فأعتِقَها بعدَ ذلك، ولا زَنَيْتُ في جاهليَّةٍ ولا إسلامٍ"، وهو من المبكرين الأوّلين في الدخول للإسلام، وصاحب الهجرتين، وزوج ابنتين من بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن البدريين رغم أنّه لم يحضر غزوة بدر؛ لأنّه بقي مع زوجته رقيّة عليها السلام يُمرّضها ويعتني بها كما أمره النبيّ صلى الله عليه وسلم، وفرض النبيّ له من غنائمها، وكان -رضي الله عنه- من كُتّاب الوحين وعُرف بكرمه وبذله.
إنجازات عثمان بن عفان
كان لعثمان -رضي الله عنه- إنجازاتٌ عظيمة في خدمة الإسلام والمسلمين، منها ما يلي:
- اشترى -رضي الله عنه- بئر رومة، وجعلها وقفًا للمسلمين وقد كانوا في أمسّ الحاجة لها؛ حيث كان الماء شحيحًا وثمنه باهظًا.
- جهّز وحده ثلث جيش العسرة، وكان عدده ثلاثين ألفًا تقريبًا، وذلك في غزوة تبوك في العام التاسع للهجرة؛ فقال عنه النبيّ صلى الله عليه وسلم: "ما ضرَّ عثمانَ ما عمل بعد اليوم".
- جَمَعَ القرآن الكريم؛ فقد خشيَ عثمان بن عفان في فترة خلافته أن يختلف الناس في قراءة القرآن؛ بسبب اتساع رقعة الدولة الإسلامية، وازداد عدد المسلمين الأعاجم، فجمعهم على قراءةٍ واحدةٍ؛ وكتب المصحف على آخر قراءةٍ درسها جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم.