فضائل سعد بن أبي وقاص
فضائل سعد بن أبي وقاص
تميّز الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- بالعديد من الفضائل والمناقب، وبيان أبرزها فيما يأتي:
أحد العشرة المبشرين في الجنة
حيث شهد له النبي -صلى الله عليه وسلم- بالجنة، وبشّره بدخولها، فقد جاء في الحديث: (عشرةٌ في الجنَّةِ: أبو بَكْرٍ في الجنَّةِ، وعُمرُ في الجنَّةِ، وعليٌّ، وعثمانُ، والزُّبَيْرُ، وطلحةُ، وعبدُ الرَّحمنِ، وأبو عُبَيْدةَ، وسعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ. قالَ: فعدَّ هؤلاءِ التِّسعةَ وسَكَتَ عنِ العاشرِ، فقالَ القومُ: ننشدُكَ اللَّهَ يا أبا الأعورِ منِ العاشرُ؟ قالَ: نشدتُموني باللَّهِ، أبو الأعوَرِ في الجنَّةِ).
مستجاب الدعوة
عُرف سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- بأنه مستجاب الدعاء ، وكان الصحابة -رضوان الله عليهم- يردّون فضل ذلك ببركة دعوة النبي -صلى الله عليه وسلم-، حيث دعا له النبي فقال: (اللَّهمَ استجِب لسعدٍ إذا دعاكَ)، وهناك العديد من الصور والمواقف في حياته -رضي الله عنه- الدالة على إجابة دعوته.
أول من رمى سهماً في سبيل الله
يعدّ سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- من أشجع فرسان العرب والمسلمين، فهو أول من رمى سهماً في سبيل الله، وأول من أراق دماً في الإسلام، وهو الصحابي الوحيد الذي فداه النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بأبويْه، حيث قال الصحابي الجليل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: (ما رَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُفَدِّي رَجُلًا بَعْدَ سَعْدٍ سَمِعْتُهُ يقولُ: ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وأُمِّي).
شهادة النبي له بالصلاح
جاء في الحديث الصحيح الذي روته السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: (أَرِقَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَقالَ: لَيْتَ رَجُلًا صَالِحًا مِن أصْحَابِي يَحْرُسُنِي اللَّيْلَةَ إذْ سَمِعْنَا صَوْتَ السِّلَاحِ، قالَ: مَن هذا؟، قالَ سَعْدٌ: يا رَسولَ اللَّهِ، جِئْتُ أحْرُسُكَ، فَنَامَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى سَمِعْنَا غَطِيطَهُ).
نبذة عن سعد بن أبي وقاص
هو الصحابي الجليل أبو إسحاق سعد بن مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي، ويجتمع نسبه مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في كلاب بن مرة، وهو خال النبي -صلى الله عليه وسلم-، فبنو زهرة هم أخوال النبي ، وأمه هي حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس، وكانت كافرة شديدة العداوة للإسلام.
وقد وُلد -رضي الله عنه- في مكة المكرمة في السنة الثالثة والعشرين قبل الهجرة، ونشأ فيها، وكان من سادتها وأشرافها، وأسلم مبكراً على يد أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، وكان عمره سبع عشرة سنة، حيث قال -رضي الله عنه-: "... وَلَقَدْ مَكَثْتُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، وَإِنِّي لَثُلُثُ الإِسْلاَمِ"، فكان من السابقين الأولين للإسلام.
وشهد -رضي الله عنه- غزوة بدر والحديبية وغيرها من المشاهد، وروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- جملةً من الأحاديث، وقد كانت وفاة سعد -رضي الله عنه- في العام الخامس والخمسين للهجرة بعد أن عاش عمراً طويلاً، حيث كان آخر المهاجرين وفاة، ودُفن في البقيع.