فضائل التسبيح والتهليل
فضائل التسبيح والتهليل
الإكثار من ذكر الله عز وجل من أعظم الطاعات والقربات، فذكره سبحانه وتعالى، شفاء للقلوب، وغذاء للأرواح، وانشراح للصدور، كما أنّ الذكر ذو أجر عظيم، وعبادة مُيسّرة، لمن يسرها الله سبحانه وتعالى، وسهّلها عليه ومن هذا الذكر، التسبيح والتهليل، ولهذه الكلمات فضائل عظيمة، فهن من أحب الكلام إلى الله عز وجل، فمن حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أحبُّ الكلامِ إلى اللهِ أربعٌ: سبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ ، ولا إله إلا اللهُ ، واللهُ أكبر. لا يضرُّك بأيِّهنَّ بدأتَ)، كما أنهن أحب إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من هذه الدنيا وما فيها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لأن أقولَ: سبحانَ اللهِ والحمدُ للهِ ولا إله إلا اللهُ واللهُ أكبرُ، أحبُّ إليَّ مما طلعتْ عليه الشمسُ)، ومن فضائلهن أيضاً أنهنّ ثقيلات في الميزان، منجياة لقائلهن من النار، وكلّ ما ذكر المسلم منهن واحدة، فتُعدّ بمثابة صدقة له، وثوابهن باقي، وجزاؤهن دائم، قال تعالى: (وَالباقِياتُ الصّالِحاتُ خَيرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوابًا وَخَيرٌ أَمَلًا)، كما أنّ الله سبحانه وتعالى اصطفاهن لعباده، وجعل لهنّ ثواباً جزيلاً وأجراً عظيماً، وبهن تُكفّر الذنوب وتُمحى الخطايا، ويزرعن للمُسبّح غراسا في الجنة، وكما أنهن ينعطفن حول عرش الرحمن، ويكون لهن دويّ كدويّ النحل، يُذكّرن بصاحبهن، وأفضل المؤمنين من كان طال عمره يُكثر من التسبيح.
حكمة مشروعية التسبيح
حكمة التسبيح أن يتذكر العبد عظمة الله سبحانه وتعالى، فيمتلئ قلبه خشوعاً له سبحانه، وينبغي للعبد أن يحرص على الذكر، وأن يتدبر كل ما يذكره على لسانه، ويتعقّل معناه، فهذا التدبر مطلوب، ولا بد منه، فهو يوقظ القلب، ويجعله ينحى نحو الفكر، ويصرف سمعه إليه، ويُكسب العبد النشاط، ويمنع النوم.
آداب التسبيح
ينبغي للذاكر أن يكون على أكمل الصفات، عند تسبيح وذكره الخالق عز وجل، كأن يستقبل القبلة، ويجلس جلسة ملؤها الخشوع والسكينة والوقار، وفي حال قام بالذكر دون التزامه بهذه الأحوال، فإن ذلك يجوز، ولا كراهة فيه، والدليل على جواز ذلك قوله تعالى: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّـهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)، أما إن لم يلتزم بهذه الأحوال دون عذر، فقد قام بترك الأفضل.