فضائل الأيام الوسطى من رمضان
فضائل الأيام الوسطى من رمضان
شهر رمضان
- شهر رمضان هو شهر مبارك نزل فيه القرآن الكريم على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وفُرض فيه الصيام على أمة المسلمين في السنة الثانية للهجرة، قال -تعالى-: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ).
(وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)، [1] والصيام ركن من أركان الإسلام لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ).
- وبين لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فضل صوم شهر رمضان بقوله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن صَامَ رَمَضَانَ، إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)،فصيام هذا الشهر المبارك فيه فضل كبير على المسلمين أهمها مغفرة الله -تعالى- للذنوب والرحمة الواسعة، واستجابة الدعاء، والعتق من النار، وفتح أبواب الرزق والتوفيق.
- فالعبادة في هذا الشهر المبارك تتضاعف عند الله -تعالى- لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الحَسَنَةُ عشرة أَمْثَالِهَا، إلى سبعمائة ضِعْفٍ، قالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إلَّا الصَّوْمَ؛ فإنَّه لي، وَأَنَا أَجْزِي به، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِن أَجْلِي. لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ. وَلَخُلُوفُ فيه أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِن رِيحِ المِسْكِ).
- وقد فرض الله -تعالى- الصيام على عباده ليعرف العبد نفسه وضعفه وحاجته لله -تعالى-، ويذكره بعظيم نعم الله -تعالى- عليه، وليطهر نفوسهم من الأخلاق السيئة ويعلمهم الزهد في الحياة الدنيا، والإقبال على الآخرة بالعمل الصالح، ويعلم الصيام المسلمين الشعور بالرحمة والرفق بالآخرين، فبصيامهم يشعرون بالمحتاجين ويجعلهم يقبلون على مساعدتهم ومساندتهم.
فضل الأيام الوسطى من رمضان
إن الأيام الوسطى من رمضان أفضل من الأيام الأولى، وذلك لأن المسلمين في هذه الأيام تكون قد بردت عزيمتهم وضعفت جهودهم، ويقع عامة الناس في غفلة، ولذلك فإن الصيام والقيام في الأيام الوسطى من شهر رمضان فضله وأجره أكبر، لأن فيه مقاومة للنفس وثبات للرغبة في كسب الأجر من شهر رمضان المبارك.
وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقوم في رمضان في أكثر الليالي وأكثر ما يقوم في العشر الوسطى من رمضان، وذلك لينبه القوم على أهمية الاستمرار والمواظبة على طلب الأجر من الله -تعالى- في هذا الشهر الكريم، وقد وعد الله -تعالى- من صام أيام شهر رمضان أن يغفر له ذنبه.
لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن قامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)،وقال -صلى الله عليه وسلم-: (الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إلى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ ما بيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ).
وفي أيام شهر رمضان تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا جاءَ رَمَضانُ فُتِّحَتْ أبْوابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوابُ النَّارِ، وصُفِّدَتِ الشَّياطِينُ)،وفي هذه الأيام المباركة يستجيب الله -تعالى- دعاء عباده لقوله -تعالى-: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).
وهذا الشهر أكثر ما يكون فيه العبد قريب من ربه، وذلك لكثرة تقربه من الله -تعالى- لأدائه العبادات وابتعاده عن ملذات الدنيا ومقاومة نفسه الهوى، وبذلك تكون دعوته مجابة من الله -تعالى-.
أعمال الأيام الوسطى من رمضان
إن شهر رمضان هو شهر العبادات، لأن الله -تعالى- يضاعف فيه الأجر، لذلك يجب علينا الإكثار والاجتهاد في أداء العبادات في هذا الشهر، وفي جميع أيامه لأن أيامه كلها رحمة ومغفرة وعتق من النار، ومن أهم هذه العبادات:
- التوبة إلى الله -تعالى-، والإقبال على الطلب والرجاء من العبد لربه لقبول توبته حتى يكسب أجر هذا الشهر المبارك.
- الإكثار من الصلاة وقيام الليل والاعتكاف كما كان يفعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حيث ورد عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان: (يعتكف العشر الوسطى من رمضان).
- قراءة القرآن الكريم والاجتهاد بحفظه.
- الإحسان إلى المساكين ومساعدة الفقراء والمحتاجين وتقديم الصدقة.
- الإكثار من ذكر الله -تعالى- والتسبيح والإكثار من الصلاة على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-.
- مقاومة النفس وصيام الشهر كاملاً إذا لم يكن يوجد سبب قد يشق على العبد.
- الابتعاد عن الأخلاق السيئة والأقوال الفاحشة لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ والعَمَلَ به والجَهْلَ، فليسَ لِلَّهِ حاجَةٌ أنْ يَدَعَ طَعامَهُ وشَرابَهُ).
- المحافظة على صلاة الجماعة في مساجد الله -تعالى-.