فدية الصيام عند المالكية
فدية الصيام عند المالكية
الفدية في ما تعارف عليه الناس هي: ما يقدّم من مال لقاء عتق الأسرى وجعلهم أحراراً، وأما الفدية في الاصطلاح: لزوم العبد بالإتيان بما أمر به الشارع الحكيم حينما يرتكب أمراً ممنوعا في عبادة معينة كعبادة الحج أثناء الإحرام ، أو عبادة صوم رمضان أثناء نهاره.
وورد في عدد من شروحات كتاب الموطأ للإمام مالك -رحمه الله- أن الصحابي الجليل أنس بن مالك -رضي الله عنه- لما كبر سنه وأصابه ضعف في البدن؛ كان -رضي الله عنه- لا يستطيع أن يؤدي عبادة الصوم، فيقوم بدفع الفدية عن كل يوم يفطره.
طريقة دفع الفدية ومقدارها
وهي تقديم الطعام عن كل يوم لا يقدر على صيامه لمسكين واحد،وتعددت الآراء في مقدار الفدية وطبيعتها كما يأتي:
- القول الأول: مقدار الفدية مد من طعام؛ وهو مقدار ملء اليدين المتوسطتين من غير قبضهم- لكل مسكين.
- القول الثاني: مقدار الفدية نصف صاع من طعام؛ والصاع أربعة أمداد ويقدر الصاع الواحد (2.035) كيلو غراماً تقريباً لكل مسكين.
أحكام الفدية عند المالكية
حكم الفدية على كبار السن العاجزين عن الصيام
ذهب المالكية في ذلك إلى عدّة أقوال ومنها ما يأتي:
- القول الأول
استحباب دفع الفدية من قِبل كبار السن وهو مد من طعام.
- القول الثاني
وجوب دفع الفدية وهي مد من طعام وذلك لأنه أحل محل صيام اليوم الذي أفطره.
- القول الثالث
عدم وجوب دفع الفدية على من ليس بمقدوره فعل ذلك وهو الراجح؛ وهو قول الإمام مالك ومن وافقه على ذلك من الأئمة والعلماء.
حكم الفدية عن المرأة الحامل التي تخشى على حملها
ذهب المالكية على أنه ليس على المرأة الحامل التي تفطر خوفاً على ولدها فدية؛ وإنما عليها القضاء فقط، واستدلوا بقول الله -تعالى-: (فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ).
حكم الفدية عن المرأة المرضع التي تخاف على ولدها
ذهب السادة المالكية في ذلك إلى عدة أقوال كما يأتي:
- القول الأول
إن عليها القضاء والفدية وهي إطعام مسكين عن كل يوم.
- القول الثاني
إن عليها القضاء ولا فدية عليها.
- القول الثالث
إن عليها الفدية ولا قضاء عليها.
حكم الفدية على من حضره رمضان وكان عليه قضاء سابق
ذهب السادة المالكية إلى ما ذهب إليه جمهور الفقهاء بالقول إن من حضره رمضان وكان عليه قضاء سابق ليس عليه فدية إطعام؛ وإنما عليه القضاء فقط.
أنواع العجز عن الصيام
عدم القدرة والاستطاعة على الصوم لها نوعين، وهما كما يأتي:
- النوع الأول
وهو ما يسبب الضعف في البدن مثل: المرض والعطش والحر الشديدان والجوع فهذه متى توفرت وحالت دون إكمال الصيام سقط وجوب الفدية فيرخص له بالإفطار ؛ وذلك لعدم ازدياد المشقة، ويلزمه القضاء فقط.
- النوع الثاني
أن يخلو البدن من أسباب عدم القدرة على الصيام، لكن عرض لذاك الصائم أمر ألزمه الإفطار أمثال: كبار السن والمرأة الحامل؛ حينما يشرعون في الصوم ويبدأون به ثم يلحق بهم عطش شديد، فهؤلاء إذا أفطروا لا فدية عليهم.