عيوب الفلسفة المثالية
عيوب الفلسفة المثالية عند أفلاطون
يعد أفلاطون من أهم الفلاسفة على الإطلاق، ونظرًا للقيمة الفلسفية والفكرية لكتاباته، بذل الأكاديميون اللاحقون جهدًا كبيرًا في دراستها، ووجهت العديد من الانتقادات والمآخذ على الفلسفة المثالية الأفلاطونية، ومن أهم المآخذ على مثالية أفلاطون ما يأتي:
- استثنى أفلاطون العبيد من التعليم العمومي، ولم يعتبرهم مواطنون في فلسفته السياسية، وكان له موقف خاصًا اتجاه المرأة، إذ قضى بعدم استلامها مناصب خاصة بالحكم، فالحكم يكون حصرًا للحكام الرجال الفلاسفة.
- أغفل أفلاطون عن حقيقة وجود التفاوت الفردي بين الأفراد والاستعدادات الشخصية، وركز على الجانب التربوي لإصلاح الفرد وتربيته على الفضيلة، والأخلاق، كما أنه لم يعطِ اهتماماً للموهبة الفردية.
- مارس أفلاطون مبدأ الملكية المشتركة في معاملة النساء والأطفال، بما معناه بأن يكون الطفل ابنًا للجميع، وتقوم على تربيته كافة النساء والرجال في الدولة، وذلك لكي يكون الأطفال على نفس القدر من التربية الجيدة، ولكن هذه المشاعية لا تراعي حاجات الفرد، وتنتهك خصوصيته، كما أنها لا تقوم على اعتبار الأسرة البنية الأساسية للمجتمع.
- لم تحرر مثالية أفلاطون المرأة، وإنما همشتها في المجتمع والدولة.
عيوب الفلسفة المثالية عند ديكارت
قامت فلسفة ديكارت على الذاتية، والكوجيتو الديكارتي “أنا أفكر إذن أنا موجود“ وهو أول نتيجة وصل إليها ديكارت بعد الشك المنهجي، وقال البعض أنه يجب أن يكون تعريف الكوجيتو “شيء ما يفكر إذن هذا الشيء موجود“، وتجدر الإشارة إلى أن الأنا تحمل رمزية الذات التي تفكر، وبعد شك ممنهج شمل كل موضوعات المعرفة ومصادرها، توصل ديكارت إلى أنه لا بد من وجود ذات تمارس الشك والتفكير.
ولكن انقسم المفكرون حول نقد الكوجيتو، فقال البعض أنه إذا كان يُنظَر إلى مَلَكة الإدراك والفكر من خلال الظاهر، فلا بد من التدليل على وجود المفكر، أو الذات، ليبقى الكوجيتو على ما كان عليه، أما إذا كان الفكر قوةً، فيجب أن يقال إن هنالك شيئاً ما يفكر.
عيوب الفلسفة المثالية الألمانية
إن المثالية الألمانية من أكثر الفلسفات شهرةً وتعقيدًا، وتعد مثالية هيغل وكانط على وجه التحديد من أصعب الفلسفات في التاريخ الفلسفي الغربي، كما أن المثالية الألمانية أفادت بمثالية أفلاطون، ومن أهم المآخذ على الفلسفة المثالية الألمانية:
- إغراقها الكبير في الميتافيزيقا أو ما وراء الطبيعة، وعلى الرغم من أن كانط أنقذها في نظرية المعرفة، وأكد على أهمية المحسوسات، ونفى إمكانية المعرفة دون الحواس، فقد أخذت مثاليته الطابع النقدي، وسميت بالنقدية لأنها نقدت الفلسفات السابقة عليه، وعد الأكاديميون فلسفة كانط بالثورة الكوبرنيكية في الفلسفة.
- وصمها بالبرجوازية والطبقية، وكان ذلك بالنسبة لماركس الذي انتقد مثالية هيغل، وذكر تعليقًا على الجدل الهيغلي، وقال “لقد كان الجدل الهيغلي يسير مقلوبًا على رأسه فصححته، وأصبح يسير على قدميه“، فأصبحت فلسفة ماركس مادياً تسير وفقًا للرؤية المادية للتاريخ، وعبّرت فلسفة ماركس عن طبقة العمال ومعاناتها.