مفهوم العيد عند المسلمين
إلى ماذا يشير العيد لدى المسلمين؟
يسمى اليوم الذي يجتمع فيه الناس عيداً، وأصله من: عاد يعود؛ وذلك لأنّه يعود إليهم، وأصل الكلمة أيضاً من العادة؛ لأنّهم اعتادوا على مجيئه، وجمع عيد أعياد، وسمي العيد بذلك؛ لأنّ الفرح يعود على المسلمين بأنواع العبادة المختلفة الخاصّة بهذا اليوم والتي يتفضّل الله -تعالى- بها عليهم؛ كالفطر بعد الصيام، و صدقة الفطر ، وإكمال ركن الحج في يوم الأضحى، وما يكون فيه من ذبح الأضاحي والقربات المختلفة.
وسمّي بالعيد حتى يستبشر مدركه بعودته مرّة أخرى، وقال الزمخشري: "العيد: هو السرور العائد؛ فكلّ يوم شُرع تعظيمه يُسمّى عيداً".
ما هي أعياد المسلمين؟
أعياد المسلمين ثلاثة؛ الأوّل عيد الفطر وهو اليوم الأول من شهر شوّال، وثانيها عيد الأضحى عند المسلمين ويكون في اليوم العاشر من شهر ذي الحجّة، وثالثها عيد المسلمين الجمعة.
ولم يشتهر قول: "عيد" عن يوم الجمعة، وذلك لأنّه يتكررّ كثيراً فهو يكون في كلّ أسبوع مرّة، ويتكرر في السنة ستّاً وثلاثين مرّة، قال -عليه السلام-: (إنَّ هذا يومٌ جعله اللهُ عيدًا للمسلمين، فمن جاء إلى الجمعةِ فلْيغْتَسِلْ، و إن كان طِيبٌ فليمَسَّ منه، وعليكم بالسِّواكِ)؛ فأصبح مألوفاً وشائعاً عند النّاس تكراره؛ فكان شوق واستعداد المسلمين للعيدين اللذين يأتيان مرّة في السنة أكبر.
ما عبادات المسلمين في الأعياد؟
تتنوّع العبادات في العيدين، وتفصيل ذلك فيما يأتي:
- التكبير: يمتدّ وقته من غروب شمس ليلة العيد إلى وقت صلاة العيد، وصيغته: "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد"، ومن السنّة جهر الرجال بالتكبير في كلّ مكان.
- صلاة العيد: تؤدّى صلاة العيد مع جمع المسلمين ، وبعد الصلاة حضور خطبة صلاة العيد للرجال والنساء.
- زكاة الفطر: تشرع صلاة العيد في نهاية شهر رمضان، وجوباً على كلّ مسلم؛ وذلك لإطعام الفقراء ويتطهّر بها الصائم من لغو الكلام وما إلى ذلك، ويستحبّ إخراجها قبل صلاة العيد ولا يصحّ تأخيرها عن ذلك، ومقدارها صاع من طعام؛ أي ما يساوي كيلوين وأربعين غراماً من الطعام.
لماذا شرع الله العيد للمسلمين؟
شرع الله -تعالى- العيد، وجعل لذلك حِكماً عديدة، ومن ذلك ما يأتي:
- توحيد شعور الفرح عند المسلمين في وقت واحد.
- تقوية العلاقات بين المسلمين.
- شكر الله -تعالى- على إتمام العبادات العظيمة من صوم وحج، وذلك بعد اجتماع الناس على أدائها في زمن واحد.
- ربط معنى العبادة بالعيد والفرح؛ فيدرك المسلم غايته وهي رضا الله -تعالى-.
- تكريم المسلمين بيوم الجائزة؛ وهو يوم العيد، وذلك لإتمامهم عباداتهم فيه.
- تعظيم شعائر الإسلام ، وذلك باجتماع المسلمين للصلاة، واستمرارهم بالتكبير.
- إظهار قوّة المسلمين وشوكتهم عند اجتماعهم، وتفرّقهم في الطرق.
- صلة الرحم وزوال التجافي والتباغض بين الأقرباء والأرحام.
- إغناء الفقراء والمحتاجين عن السؤال، وإدخال السرور إلى قلوبهم.
- تغيير نمط الحياة المعتاد إلى ما يُدخل البهجة والتجديد إليهم.
- إدخال الفرح والسرور على أهل البيت والتوسعة عليهم في المأكل والمشرب والملبس والترفيه عن نفوسهم.