عواقب ظلم المسلم لأخيه المسلم
التحذير من الظلم
الظلم وضع الشيء في غير موضعه، وانتهاك حق الآخر عدواناً، وهو من الصفات التي ذمّها الإسلام وحذّر منها، فالظلم كفيلٌ بهلاك البلاد والعباد، وقد حذّر منه الله -تعالى- فحرّمه على نفسه وعلى عباده، قال -تعالى- عن نفسه: (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا)، وقال النبيّ -عليه الصلاة والسلام- فِيما روى عن الله -تبارك وتعالى- أنّه قال: (يا عِبَادِي إنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ علَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فلا تَظَالَمُوا).
عواقب ظلم المسلم لأخيه المسلم
عدم شعور الظالم بالراحة والطمأنينة
يشعر الظالم دائمٍاً بالخوف والقلق من انتقام مَن ظلمه، فيكدّر عليه شعوره ذلك حياته في الدنيا والآخرة، فقد وعد الله -تعالى- عدم الظالم بالأمن، فقال: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ).
الضنك في العيش
يُفسد الظلم على الظالم حياته؛ فيعود عليه بصعوبة عيشه، وقلّة راحته، وانعدام سعادته، وحرمان الطيبات، قال -تعالى-: (فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا).
الحرمان من الهداية
يُحرم الظالم من هداية الله وتوفيقه له، وذلك عقوبةً له على ظلمه، ومصداق ذلك قوله -تعالى-: (وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)، وقوله أيضاً: (وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ).
سببٌ للبلاء والهلاك في الدنيا والآخرة
فالظلم ينعكس على صاحبه، فيؤدّي به إلى هلاكه وتدميره ومَن أخذ بيده، قال -تعالى-: (وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ)، وقد وعد الله -تعالى- بالنصر للمظلومين واستجابة دعائهم على مَن ظلمهم.
استحقاق العذاب في الآخرة وحرمانه من الشفاعة
كلّ ظالمٍ لا بدّ أن ينال جزاء ظلمه في الآخرة، جزاءً موفوراً وعذاباً أليماً، كما قال الله -تعالى-: (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ* قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ)، والظالم محرومٌ من الشفاعة بدليل قول الله -تعالى-: (مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ).
أقسام الظلم
ظلمٌ بين الإنسان وربه
أعظم ظلمٍ للإنسان ظلمه لنفسه بمعصيته لربّه؛ كأن يُشرك به، أو ينافق أو يرائي، قال الله -تعالى-: (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّهِ)، وقال أيضاً: (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ).
ظلمٌ بين العبد والناس
قال الله -تعالى-: (إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ)، والظلم بين العبد والناس يكون بأخذ حقوقهم بغير وجه حقٍّ، أو بالتعدّي على أموالهم أو أعراضهم أو دمائهم حقيقةً أو بما معناه؛ كالغيبة والنميمة وغيرها من المخالفات في حقّ الغير.
ظلمٌ بين العبد ونفسه
قال -تعالى-: (فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ)، وظلم العبد لنفسه يدخل فيه ارتكاب المعاصي بتنوّعها كبيرها وصغيرها؛ فكلّ معصيةٍ إنّما هي ظلمٌ للإنسان لنفسه.