تاريخ أمريكا
تاريخ الأمريكيين الأصليين
أصبحت أرض الولايات المتحدة أرضًا مأهولةً بالسكان منذ حوالي 60 ألف عام، إذ كان أول من عاش فيها هم الأمريكيون الأصليون، الذين هاجروا على الأرجح من آسيا عبر مضيق بيرينغ إلى أراضي أمريكا الشمالية، وانتشروا بعدها في جميع أنحاء القارتين الأمريكيتين الشمالية والجنوبية.
وكانوا يُعرفون باسم "الهنود الحُمر" وهو اللقب الذي أُطلق عليهم من قِبل الأوروبيين؛ وذلك بسبب لونهم الداكن المشابه للون الهنود، ولسبب آخر أيضًا، هو ظنون الأوروبيين بعد وصولهم لأراضي أمريكا الشمالية، أنّها أراضي الهند، وليست أرضًا جديدة لم تُكتشف بعد.
وصول الأوروبيين إلى الأمريكيتين
من هنا، تغيّر تاريخ أرض أمريكا إلى الأبد، وبدأ التاريخ المليء بالأحداث، فقد وصل المستكشف كريستوفر كولومبوس من إسبانيا إليها في عام 1492م، واكتشف عندها أراضٍ جديدة شاسعة، وأصبحت أمريكا الشمالية والجنوبية وجميع الجزر المجاورة تُعرف باسم "العالم الجديد"، وبدأ توافد أوروبا عليها.
إنشاء المستعمرات الإسبانية
بعد أن علم ملك وملكة إسبانيا باكتشاف الأمريكيتيين، طالبوا بأراضٍ كثيرة، وقاموا بإنشاء مستعمرات متعددة في أمريكا الوسطى، وجزر الهند الغربية، والمكسيك، وأمريكا الجنوبية، مما جعلها تتمركز في الجهات الجنوبية والجنوب شرقية من أمريكا الحالية.
استكشاف أمريكا الحالية
إن أول من وصل إلى شواطئ أمريكا الحالية كان خوان بونس دي ليون، فقد وصل إلى ما يُعرف الآن بفلوريدا في عام 1513م، وطالب بها لبلاده إسبانيا، وتمكّنت إسبانيا بالفعل من فرض سيطرتها على أراضي جنوب غرب أمريكا.
الدخول البريطاني
لم تعد إسبانيا لوحدها في الأرض الجديدة، أو في العالم الجديد، بل اهتمّت 3 دول أخرى بها، وهي إنجلترا، وفرنسا، وهولندا، فقد اكتشف الإنجليزي جون كابوت ساحل شرق كندا في عام 1497م.
وبناءً على اكتشاف كابوت، طالبت إنجلترا بأمريكا الشمالية كاملة، على الرغم من أنّها لم تبذل جهودًا كبيرة في استكشاف هذه الأراضي بقدر إسبانيا.
الدخول الفرنسي والهولندي
في عام 1524م، قامت بعثة استكشاف فرنسية بقيادة جيوفاني دي فيرازانو باستكشاف ساحل أمريكا الشمالية، بدءًا من ولاية كارولينا الشمالية، وشمالاً حتى كندا، ثم قَدِمت بعثة فرنسية أخرى، بقيادة جاك كارتييه، عبر نهر سانت لورانس الذي يمتد في غرب شمال أمريكا الحالية، ويفصلها عن كندا.
توسّع الاستكشاف الإنجليزي
بما أن رغبة الإنجليز كانت متمحورة حول أمريكا الشمالية، التي تشمل كندا وأمريكا، بدأوا في تأسيس مستوطنات دائمة لهم في القارة، وكانت أول مستوطنة لهم في جيمستاون، فيرجينيا، في عام 1607م.
تبعتهم بعد ذلك في عام 1609م بعثة هولندية بقيادة هنري هدسون، والذي قاد سفينته مبحرًا إلى خليج نيويورك، واستمرّ حتى وصل إلى النهر الذي سُمّي باسمه، نهر هدسون، الممتد من شرق ولاية نيويورك.
وصول الحجّاج الإنجليز
تأسست المستعمرة الثانية في بليموث، ماساتشوستس، في عام 1620م، وكانت من قِبل الحجّاج البروتستانت الإنجليز، والذين كانوا فارّين من إنجلترا بسبب اعتراضهم على معتقدات وممارسات الكنيسة فيها، مما أجبرهم إلى الهجرة والسفر عبر المحيط الأطلسي في سفينة تسمى "ماي فلاور" وتأسيس هذه المستعمرة.
المستعمرات الإنجليزية الـ13
استمرّ الوجود الإنجليزي بالتوسّع على طول الساحل الشرقي والشمالي لأمريكا الحالية، حتى تشكّلت في النهاية 13 مستعمرة بريطانية، وبدأت تنمو هذه المستعمرات من حيث السكان والثروة تحت حكم بريطانيا العظمى.
الثورة الأمريكية
وهي الحدث الأهم في تاريخ أمريكا، فيها تمرّدت المستعمرات الإنجليزية الـ13 ضد حكم بريطانيا العظمى، فقد وضعت حكومة بريطانيا قوانين وضرائب جديدة على المستعمرات، متجاهلةً رأيها أو قراراتها، مما دفع المستعمرات إلى الاحتجاج، وتطورّت الأوضاع حتى شنّت حربًا بين المستعمرات وبريطانيا العظمى.
الاستقلال
بدأت محاولات الاستقلال في مؤتمرات بين المستعمرات ضد بريطانيا، كان أولها في عام 1774م، حيث انتخبت كل مستعمرة ممثلها الخاص لتمثيلهم في ما يسمّى بالمؤتمر القاري الأول، والذي هدف إلى توحيد وتشكيل حكومة واحدة، ثم في عام 1776م، كان المؤتمر القاري الثاني، الذي أُعلن فيه استقلال المستعمرات الإنجليزية الثلاثة عشر، وتأسيس الولايات المتحدة الأمريكية.
الحكومة الجديدة
أسست المستعمرات البريطانية حكومة جديدة كان فيها اسمها الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت تختلف عن حكومة موطنهم بريطانيا العظمى، فقد قرروا أنهم لا يريدون حكمًا ملكيًا بعد اليوم، وأرادوا حكومة ديمقراطية يحكمها الشعب، يشملها قادة منتخبين من قِبل الشعب.
انقسام أمريكا إلى قسمين
أصبحت أمريكا منقسمة إلى قسمين، والقسم الأول هو الولايات المتحدة الأمريكية الشمالية، التي كانت فيما قبل المستعمرات البريطانية الـ13، والقسم الثاني هو الولايات الجنوبية الكونفدرالية الأمريكية، والتي مثّلت دولة مستقلّة بنفسها، لها دستورها الخاص، ورئيس خاص.
الحرب الأهلية الأمريكية
أصبحت تسعى الولايات المتحدة الأمريكية الشمالية نحو المزيد من السيطرة والتوسّع، فقررت الاتجاه نحو الغرب والجنوب، حيث تتواجد الولايات الجنوبية الكونفدرالية الأمريكية، وكان رئيس الولايات الشمالية حينها إبراهام لينكولن، والذي أراد حكومة فيدرالية أقوى، وصمم على أن تظل البلاد موحّدة، فقامت الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب.
كانت هذه الحرب الأهلية هي الحرب الأكثر دموية على الإطلاق في التاريخ الأمريكي، إذ قُتل فيها أكثر من 600 ألف جندي، وبدأ القتال في فورت سمتر في ولاية كارولينا الجنوبية في 12 أبريل 1861م، وانتهت الحرب في 9 أبريل 1865م.
التوسّع نحو الغرب
لم تتوقف حكومة الولايات المتحدة الأمريكية عن التوسّع والسيطرة على المزيد من الولايات في الأراضي الأمريكية، إذ أعلنت الحكومة الأمريكية في عام 1890م أنّه تم السيطرة على الأراضي الغربية بما فيها كاليفورنيا، وتكساس، وأصبحت تتكوّن الولايات من 44 ولاية.
الحرب الإسبانية الأمريكية
خاضت الولايات المتحدة حربًا مع إسبانيا سُميت بالحرب الإسبانية الأمريكية، في عام 1898م، وانتصرت فيها الولايات المتحدة، وتمكّنت بعدها من السيطرة على الفلبين، وغوانتانامو، وبويرتو ريكو، وغوام، كما سيطرت على ألاسكا، واستولت على هاواي، كما تمكّنت في تلك الفترة من فتح التجارة مع الصين.
الحرب العالمية الأولى
والتي بدأت في عام 1915م، لم تكن ترغب الولايات المتحدة في الدخول بالحرب، وكانت فقط تبيع سلح الأسلحة لأطراف الحرب، ولكن، أغرقت غواصة ألمانية سفينة تحمل أمريكيين، تدعى لوسيتانيا، مما أثار غضب الأمريكيين، فانضمت أمريكا إلى الحرب ضد ألمانيا، وبعد الحرب، أصبحت الولايات المتحدة من أغنى وأقوى دول العالم.
الكساد الكبير
ضرب الكساد الكبير الولايات الأمريكية في عام 1929م، وانهار سوق الأسهم فيها، وأعلنت الكثير من البنوك عن إغلاقها بسبب الفساد، وبحلول عام 1932م، كان أكثر من ربع الشعب الأمريكي عاطلاً عن العمل، وجزءًا كبيرًا منه فقيرًا، ولم ينتهِ الكساد الكبير إلا بعد حلول الحرب العالمية الثانية.
الحرب العالمية الثانية
كان موقف الولايات المتحدة في الحرب هذه محايدًا منذ بداية الحرب في عام 1939م، وكانت تحاول فقط مساعدة دول الحلفاء "الاتحاد السوفييتي، وبريطانيا، وفرنسا"، ولكن، هاجمت اليابان قاعدة بحرية أمريكية في هاواي في عام 1941م، مما دفع إلى إعلان الحرب من أمريكا على دول المحور "ألمانيا، واليابان، وإيطاليا".
الحرب الباردة
كانت حربًا فريدة من نوعها، دارت بين أقوى دولتين متبقيتين في العالم، بين الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد السوفييتي، وبدأت من عام 1945م حتى 1991م، وكانت تتمثل في محاولة البلدين على السيطرة على دول أخرى بجانبهما، إذ حاول الاتحاد السوفييتي جعل الدول شيوعية، وكانت الولايات المتحدة تمنع ذلك.
لم يخض جيوش الدولتين حربًا مباشرةً بينهما قط في هذه الحرب، بل كانت معاركم غير مباشرة داخل الحرب الكورية في الخمسينيات، والحرب الفيتنامية التي استمرّت من الخمسينيات حتى السبعينيات.
الحرب الفيتنامية
تعدّ حرب فيتنام الأطول في تاريخ الولايات المتحدة، والتي استمرت من عام 1946م وحتى 1975م، حيث انضمت فيها الولايات المتحدة وأعضاء آخرون في منظمة معاهدة جنوب شرق آسيا إلى قوات جمهورية فيتنام الجنوبية لخوض معركة مع القوات الشيوعية.
وجّهت الولايات المتحدة الحرب بشكل أساسي من عام 1965م إلى 1968م، لذلك فقد عُرفت في فيتنام باسم الحرب الأمريكية، ثمّ بدأت حرب بين فيتنام الشمالية والجنوبية، ولكن بدون تدخل أمريكي كبير، وانتهت بفوز الشيوعية في شهر نيسان من عام 1975م.
أول رجل يمشي على القمر
تعتبر هذه المحطة مميزة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، فقد كان الرجل هو نيل آرمسترونغ، رائد الفضاء الأمريكي من ولاية أوهايو، الذي قام على متن صاروخ أبولو 11 بأول هبوط مأهول على سطح القمر في تاريخ 23 ديسمبر 1968م، وكان ذلك بمثابة تفوقٍ هائل على الاتحاد السوفييتي.
رئاسة ريغان
هو أحد أكثر رؤساء الولايات المتحدة شعبيةً، فقد كان سببًا في إنهاء الحرب الباردة، كما أنّه تمكّن من رفع نمو الاقتصاد من 4.5% إلى 7.2% في فترة التضخم والاقتصاد السيء، واستمرّت فترة ولايته من 1980م حتى 1989.
القرن الـ21
والذي بدأ برئاسة بوش، وتلاه هجوم 11 سبتمبر في 2001م، وغزو العراق في عام 2003م، وضرب إعصار كاترينا جنوب أمريكا 2005م، واستمرار الحروب في العراق وأفغانستان، وانتهائها في 2011م.
ثم أتت رئاسة أوباما في عام 2008م، أول رئيس أمريكي ذي أصل أفريقي، واستمرّت ولايته حتى 2016م، حتى بدأت رئاسة دونالد ترامب في 2017م، بعد فوزه على منافسته هيلاري كلينتون، والذي كان صريحًا في عنصريته تجاه كل الأديان والأعراق، ما عدا العرق الأبيض.
كانت سنة 2020م سنة وباء كورونا الذي أثّر على العالم أجمع، وبدأت العنصرية تزداد في تلك الفترة، وخاصةً بعد مقتل جورج فلويد، الأمريكي ذو أصل أفريقي، على يد الشرطة، فانتشرت حملة "Black Lives Matter" فتسببت بأعمال شغب كبيرة في أنحاء البلاد.
في 6 يناير، عام 2021م، فاز الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، وهو الرئيس السادس والأربعون للولايات المتحدة الأمريكية.