عناصر الاتصال السياسي
الاتصال السياسي
وردت عدة تعريفات لمفهوم الاتصال السياسي، منها تعريف ميدو، وهو الرموز والرسائل المتبادلة المتأثرة بالنظام السياسي ، أو المؤثرة به، فيما عرفه ماكنير بأنه كل مستويات الاتصال التي يستخدمها الساسة أو المنشغلون بها للوصول إلى غاية محددة وأهداف مقصودة، وهو إعلام موجه يهدف للتأثير على الرأي العام.
عناصر الاتصال السياسي
يتكون الاتصال السياسي من ستة عناصر، وهي:
- النشاط السياسي: وهو ما تضمنته عملية الاتصال السياسية "المحتوى".
- القائم بالاتصال: يقصد به الساسة والإعلاميون أو حتى العامة.
- الهدف: تتضمن العنصر الأثر المقصود من الرسالة الموجهة للتأثير على الرأي العام.
- الوسيلة: وهي أسلوب الاتصال الذي يوضح النشاط السياسي من قِبل الحكومة والإعلام.
- الدعاية: استخدمت في الحرب النفسية، وتستخدم في إدارة المعلومة وفق معايير المجتمع.
- الأيدلوجيات : وهي عقيدة سياسية منهجية، وأفكار حول سلوك البشر، منها يتحدد طرق التلاعب بالخبر إعلاميًا للحصول على دعم شعبي.
نشأة الاتصال السياسي
بدأ مفهوم الاتصال السياسي عند الفلاسفة الإغريق، ولقد ورد في كتاب أرسطو "السياسة والخطابة"، إضافةً إلى الفيلسوف الإيطالي ميكافلي، ولكن البحوث السلوكية في خمسينات القرن الماضي وتحديدًا في عام 1956م قد شكلت مفهوم الاتصال السياسي بطريقة أكثر وضوحًا، فأصبحت العلاقة بين القيادة والفرد موضوع بحث، وبدأت فيما بعد النظريات التي تدرس وتبحث في هذا الأمر.
نظريات الاتصال السياسي
وندرج فيما يلي فرضيات أو صيغ الاتصال السياسي:
نظرية الاستخدامات والإشباع
وهذه النظرية تعتبر الجمهور عنصرًا فعالًا في تلقي الرسالة الإعلامية، وتعني أن وسائل الإعلام يجب أن تسعى لإشباع حاجة الجمهور، ودوره هنا لا يتعدى عن تلبية رغبة الجمهور، فإذا كان الفرد من محبي القضايا العاطفية والمغامرات، سيبحث عن قنوات تلفزيونية تعرضها، وهذا ما يسمى التعرض الاختياري، وتلعب القيم والاهتمامات دورًا هامًا في عملية الاختيار، لذا تحاول وسائل الإعلام دراسة ميول المشاهد، ومن أهداف النظرية فهم دوافع استخدام وسائل الإعلام، وكيفية استخدام الجمهور لها.
نظرية ترتيب الأولويات
ويُقصد بهذه النظرية التأثير الإعلامي على الرأي العام ، إذّ تعمل على تحليل القضايا التي تواجه المجتمع، من خلال اختيار قضايا وتجاهل أخرى، بحسب أولويات الرسالة الموجهة، وتركز مضمون الرسالة على زيادة وعي الجمهور بقضية ما، وترتب وعي الفرد ضمن ثلاث مستويات وهي: المستوى المعرفي، والعاطفي، والسلوكي.
نماذج الاتصال السياسي
أما فيما يتعلق بنماذج الاتصال السياسي فنذكرها فيما يلي:
نموذج غابريل
شبه غابريل الوظيفة الاتصالية بالدورة الدموية في جسم الإنسان، والتي تحتاج لتغذية دورية، ويضع خلالها احتياجات الأفراد أمام صانع القرار خلال قنوات اتصال للتعبير عن المصالح، وهو يرتبط بالبناء الوظيفي الذي يركز على فكرة الوظيفة، ويحكم من هنا على فعالية الاتصال السياسي، كمحرك سياسي، ويكون الاتصال تصاعديا، أو بالعكس، حاملًا معه مصالح العامة، ومطالب الجماهير.
نموج بولدينغ
يعتمد هذا النموذج على الصورة الذهنية التي يوظفها الاتصال السياسي للتأثير على الأفراد وسلوكهم، فتكون العلاقة إما قبولًا أو رفضاً، وتظهر أهمية الأحزاب السياسية وعلاقتها مع السلطة، كما توضح العلاقة بين المؤسسات والأفراد، وغالبًا ما تستخدم الصور الذهنية لتحقيق منفعة ذاتية، لا سيما في الانتخابات السياسية.
نموذج ستيفن شافي
حلل ستيفن أهمية المعلومات والاتصال في العملية السياسية، وتوصل إلى ارتباط النظام بالاتصال السياسي، ويشير هذا النظام إلى أن هناك تأثير وتأثر معرفي يتعلق بإدراك الفرد، وفهمه للمدخلات، وحاجة النظام السياسي لاستمالة أفراد المجتمع، للموافقة على قراراتها السياسية، باستخدام الإقناع.
وظائف الاتصال السياسي
يؤدي الاتصال السياسي العديد من الوظائف، نذكر أبرزها فيما يلي:
- وظيفة إخبارية: وتعد الوظيفة الأولى لهذا النوع من الاتصال، وتتم باستخدام النشر والبث وتقديم المعرفة للفرد حول ما يحدث حوله من أخبار وأحداث سياسية، وهي متحدثة باسم السلطة، وتعبر عن سياسة الدولة العامة، وتوظف الأخبار لصنع قبول شعبي، ولها محاذير منها ألا تزيد جرعة الأخبار السلبية عن طاقة الجمهور فينسحب من المشاهدة، أو يشعر بالامبالاة.
- التنشئة السياسية: وتهدف لتكوين المواقف والقيم، وبناء الثقافة السياسية ، أو لإحداث تغيير في بعض المفاهيم السائدة، ويتم الأمر بتوظيف الاتصال السياسي، بالتركيز على مخاطبة الشباب، وطرح نماذج سلوكية لتكوين الآراء.
- التسويق السياسي: ويتم استخدام طرق ونظريات في المجالات السياسية تكون مبنية على التحليل وإدارة الحملات للمسؤولين، أو الأحزاب، لقيادة الرأي العام ونشر الأفكار.
- التأثير في اتجاهات الرأي العام: ويتم ذلك بإطلاع الأفراد على شؤون العامة ومعرفة الشخصيات السياسية، ومعالجة قضايا وأحداث تهم الرأي العام، لتقريب وجهات النظر.
- تأكيد الشعور بالهوية الوطنية: وتتم هذه الوظيفة بنقل تراث المجتمع وتعميق الروابط التاريخية والاجتماعية، وتحقيق الأمن الداخلي، وتقريب المسافة بين الحاكم والمحكوم، وترسيخ روح الولاء والانتماء.