علامات سكرات الموت
علامات سكرات الموت
توجد العديد من العلامات التي تدُلّ على مُعاينة الإنسان لِسكرات الموت ، وبيانها فيما يأتي:
الألم الشّديد في جميع الجسم
وقد عاين النبيّ -عليه الصّلاةُ والسلام- سكرات الموت لقول عائشة أمّ المؤمنين -رضيَ الله عنها-: (إنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ بيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ -أوْ عُلْبَةٌ فِيهَا مَاءٌ، يَشُكُّ عُمَرُ- فَجَعَلَ يُدْخِلُ يَدَيْهِ في المَاءِ، فَيَمْسَحُ بهِما وجْهَهُ، ويقولُ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، إنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ ثُمَّ نَصَبَ يَدَهُ فَجَعَلَ يقولُ: في الرَّفِيقِ الأعْلَى حتَّى قُبِضَ ومَالَتْ يَدُهُ).
وقد يكون الإنسان صالحاً وتكون سكرات الموت عليه شديدة، وأمّا الكافر فتأتيه الملائكة وتُبشّره بالعذاب، لِقوله -تعالى-: (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ).
شُخوص البصر
لِقول النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام-: (إنَّ الرُّوحَ إذَا قُبِضَ تَبِعَهُ البَصَرُ).
إتيان الملائكة للمؤمن الصالح تُبشّره بالرحمة والمغفرة
لِقولهِ -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّـهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ)، وإتيان الملائكة للكافر وتخوّفه بالنار والعذاب، لقوله -تعالى-: (وَلَو تَرى إِذِ الظّالِمونَ في غَمَراتِ المَوتِ وَالمَلائِكَةُ باسِطو أَيديهِم أَخرِجوا أَنفُسَكُمُ اليَومَ تُجزَونَ عَذابَ الهونِ بِما كُنتُم تَقولونَ عَلَى اللَّـهِ غَيرَ الحَقِّ وَكُنتُم عَن آياتِهِ تَستَكبِرونَ).
الثُقل والألم الشديد
ويُعاني الكافر فيها أكثر من المؤمن؛ فالمؤمن تخرج روحه كما تخرُج القطرة من السّحاب، لحديث البراء بن عازب عن النبي: (فتخرجُ فتسيلُ كما تسيلُ القطرةُ مِن فِي السِّقاءِ). أما الكافر فيُخرج ملك الموت روحه كما يَخرج السّيخ الخشن من الصّوف المبلول، وجاء ذلك في الحديث المشهور الذي يرويه البراء بن عازب عن النبيّ: (يجيءُ ملَكُ الموتِ حتَّى يجلِسَ عند رأسِه فيقولُ أيَّتُها النَّفسُ الخبيثةُ اخرجي إلى سخطِ اللهِ وغضَبِه فتتفرقُ في أعضائِه كلِّها فينزِعها نزعَ السَّفُّودِ من الصُّوفِ المبلولِ فتتقطُّعُ بها العروقُ والعصبُ).
أما الكافر فيُخرج ملك الموت روحه كما يَخرج السّيخ الخشن من الصّوف المبلول، وجاء ذلك في الحديث المشهور الذي يرويه البراء بن عازب عن النبيّ: (يجيءُ ملَكُ الموتِ حتَّى يجلِسَ عند رأسِه فيقولُ أيَّتُها النَّفسُ الخبيثةُ اخرجي إلى سخطِ اللهِ وغضَبِه فتتفرقُ في أعضائِه كلِّها فينزِعها نزعَ السَّفُّودِ من الصُّوفِ المبلولِ فتتقطُّعُ بها العروقُ والعصبُ)، ووصف عمرو بن العاص سكرات الموت وهو يحتضر بقوله: "والله كأنَّ جنبي في تخت، وكأنّي أتنفس من سمّ إبرة، وكأنَّ غصن شوك يجذب من قدمي إلى هامتي"، وقد تشتدّ سكرات الموت على بعض الصّالحين؛ كما حصل مع الأنبياء.
الحشرجة والغرغرة وتردّدُ الرّوح في الحلق
لقول الله -تعالى-: (فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ).
علامات أخرى لسكرات الموت
وقد ذكر العلماء في كتبهم علامات أخرى لسكرات الموت، وهذه العلامات ليس عليها دليل، ومنها:
- استرخاء القدمين، وعدم قُدرتهما على الانتصاب، وميل الأنف، وانخساف الصدغين، وامتداد الجِلد.
- الثِّقل في اللّسان؛ بحيث لا يستطيع المُحتضر القُدرة على الكلام.
- غيابٌ في سواد عين المحتضر، وانفصالٌ في كفّيه، واسترخاءٌ في عصبة يده؛ حيثُ تكون كأنّها منفصلة في جلدتها عن عظم الزند، وتغيّرُ رائحته، واسترخاءٌ في رجليه، وامتداد جلدة وجهه.
- انقطاع الصّوت، وضعف القوّة عن الصُّراخ، والثقل على القلب، وإصابة اللّسان بالبكم، وضعف الأطراف.
- ذُهول بالعقل؛ فيكون كالمُغمى عليه؛ لشدّة الرُّعب وقت النِّزاع، وتتابع الشدائد عليه، فلا يخرُج من شدّة إلّا ويأتيه ما هو أشدُّ منها؛ لما يُعانيه من سكرات الموت وخُروج الروح.
تعريف سكرات الموت
السّكرات جمعُ سَكرة، والسّكرة هي نقيض الصّحو، والشّخص السّكران هو خلاف الصّاحي، وسكرة الموت؛ أيّ شدّته، وسكرة الميّت: هي العلامات التي تدُلّ على موته، وقال الراغب الأصفهانيّ في تعريفه للسُّكر: أنَّها حالةٌ تكون بين المرء وعقله، وأمّا السكرات: فهيَ شدّة وأهوال الموت التي تُصيب الإنسان المُحتضِر بسبب خُروج روحه .
كما وردت سكرة الموت في قوله -تعالى-: (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ)؛ فسكرة الموت وشدّتهُ أذهلت العقول وأشغلت الحواسّ، فالسّكرة: هيَ ما يحول بين المرء وقلبه. وتُخفّف سكرات الموت عن الشّهيد الذي يموت في أرض المعركة، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ما يجدُ الشَّهيدُ من مسِّ القتلِ إلَّا كما يجدُ أحدُكُم من مَسِّ القرصةِ)
الحكمة من سكرات الموت
توجد العديد من الحِكَم لِسكرات الموت، وبيانها فيما يأتي:
- تكفيراً لسيّئات المؤمنين، ورحمة لهم، أو رفعاً لِدرجاتهم، أو زيادةً في حسناته، قال -صلى الله عليه وسلم-: (ما يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِن نَصَبٍ ولَا وصَبٍ، ولَا هَمٍّ ولَا حُزْنٍ ولَا أذًى ولَا غَمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بهَا مِن خَطَايَاهُ)، وتعدّ سكرات الموت تعذيباً للكافر.
- معرفة الخلق مقدار الموت وألمه، والاستعداد له، وأنّ شدّته لا علاقة له بحب الله -تعالى- له أو بُغضه، بدليل أنَّ الأنبياء وهم أفضل البشر قد عانوا من سكرات الموت وشدّته.