علامات استجابة دعوة المظلوم
علامات استجابة دعوة المظلوم
إنّ أسوأ ما قد يحصل للإنسان في حياتهِ أن يُظلم؛ فهو شعورٌ بالذل والانكسار والقهر وقلّة الحيلة، وحثّت الشريعة كلّ من وقع في ظلمٍ أن يتضرّع إلى الله -عزّ وجلّ- ليكشف ويرفع الظلم عنهم، وقد أوضح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّ دعوة المظلومِ مُستجابةٌ عند الله -سبحانه وتعالى- حيث قال: (إن رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ بعَثَ معاذَ بنَ جَبلٍ إلى اليمَنِ، فقالَ اتَّقِ دَعوةَ المظلومِ؛ فإنَّهُ ليسَ بينَها وبينَ اللَّهِ حجابٌ)، وإنّ لاستجابة دعوة المظلومِ علاماتٌ، منها ما يلي:
- كثرة الاستغفار واللجوء إلى الله -سبحانه وتعالى-.
- المداومة على فعل الطاعات والعبادات، وعدم التقصير فيها.
- التضرّع إلى الله -عز وجل- وخشيته والخوف منه.
- الإلحاح في الدعاء ؛ فإنّ الله - سبحانه وتعالى- يحبّ العبد اللحوح.
- المُداومة على دعاء سيدنا يونس -عليه السلام-: "لا إله إلّا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"، حيث قال الله -تعالى- في كتابه العزيز: (وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ).
- الإكثار من الدعاء في السجود، فإنّ العبد يكونُ قريبًا من الله -سبحانه وتعالى- وهو ساجد.
- الدعاء بأسماء الله الحسنى، فالله -عز وجل- أمرنا بأن ندعو بأسمائه، حيث قال -تعالى- في كتابه العزيز: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
- مراعاة أوقات استجابة الدعاء، كالثلث الأخير من الليل، وبين الصلاتين، وساعة يوم الجمعة، وقبيل الإفطار عند الغروب.
عواقب الظلم في الحياة الدنيا والآخرة
إن الظلم عواقبهُ وخيمة، وقد بين الله -سبحانه وتعالى- ورسوله -صلى الله عليه وسلم- ذلك، ومن عواقب الظلم ما يأتي:
- الله - عز وجل- يصرفُ قلب الظالم عن الهداية، حيث يقول الله -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ).
- الظالم لا يُفلح في الدنيا ولا وفي الآخرة، وذلك في نص القرآن الكريم، حيث يقول -تعالى-: (إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ).
- الظالم ملعونٌ من الله عزّ وجلّ؛ حيث يقول الله تعالى: (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ).
- الظالم هدفٌ لدعوة المظلوم، ودعوته مُستجابةٌ كما بيّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في قوله: (اتَّقِ دَعوةَ المظلومِ؛ فإنَّهُ ليسَ بينَها وبينَ اللَّهِ حجابٌ).
- الظالِم محرومٌ من شفاعة رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- يوم القيامة.
جملةٌ من الأدعية للمظلوم لرفع الظلم عنه
إنّ المظلومَ له أن يدعو الله -تعالى- بما شاءَ من دعاءٍ لكشفِ الظلمِ عنه، ولكنّ هنالك بعض الأدعية المأثورة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- والتي تُعينُ المظلومَ على رفع الظلم، ومنها ما يأتي:
- (اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت).
- (أنَّ رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- كانَ يقولُ عِنْدَ الكَرْبِ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ ورَبُّ الأرْضِ، ورَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ).