مفهوم العالمية في الإسلام
مفهوم العالميّة في الإسلام
رسالة الإسلام هي رسالة عالميّة لكلّ النّاس وهذا ما يُقصَد بعالميَّة الإسلام، فهو ليس لأمّةٍ معيَّنة بل للنّاس كلّهم، فالله تعالى بعث نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم بالإسلام ليكون خاتمة الرسالات إلى الناس جميعًا، في سائر الأعصار والأمصار وإلى أن تقوم الساعة، فالإسلام دين عالمي ارتضاه الله سبحانه لجميع الخلق، شاملاً لجميع جوانب حياتهم، وخالداً وكاملاً في كل زمان ومكان، وهناك مظاهر تؤكّد عالميَّة الإسلام تنتظم فيها رسالة الإسلام بشكله الشّموليّ والعالميّ، كما توجد علاقة وطيدة تكامليّة بين شموليّة الإسلام وعالميّته؛ فشمول الإسلام لمناحي الحياة كلّها وجوانب الاهتمام البشريّ هو الذي ساهم في نشره في شتّى أنحاء العالم، وفيما يلي عرض لبعض مظاهر عالميّة الإسلام، وواجب المسلم في الإفادة من مفهوم عالميَّته وشموله.
مظاهر وأدلّة عالميَّة الإسلام
هناك مجموعة من المظاهر والأدلة التي تدلل على علمية الإسلام وأنه للناس كافة، بيان بعض منها كما يلي:
- الله ربّ العالمين؛ فالله لم يكن رباً للعرب دون غيرهم مثلاً، بل هو ربّ العالمين جميعهم: عربهم، وعجمهم، وإنسهم، وجنَّهم، وقد أكدت على هذه الحقيقة سورة الفاتحة التي يكرّرها المسلم في صلواته فرائضها وسننها، وفي تكرار سورة الفاتحة وما تضمّنته تأكيد على عالميَّة الإسلام.
- القرآن الكريم كتاب ربّ العالمين الله عزّ وجلّ المستحقّ وحده لكل صور العبادة؛ فقد أنزله الله سبحانه ليكون نوراً وهدايةً للعالمين، وليخرجهم من الظلمات إلى النور.
- خطاب القرآن الكريم موجّه للعالمين كلّهم: إنسهم وجنّهم، فمن ذلك قوله تعالى في أكثر من موضع موجّهاً خطابه إلى النّاس كلّهم وليس فقط لمن آمن برسالة الإسلام، ومنها قوله: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)،فتشريعات القرآن تناسب البشر كلّهم مسلمين وغير مسلمين.
- الرّسول محمد صلّى الله عليه وسلّم رسول بعثه الله إلى العالمين إنسهم وجنِّهم، ولم يبعثه إلى العرب وحدهم.
- الكعبة الشريفة قِبلة للخلق جميعهم، ومصدر بركة وهداية للنّاس كلّهم.
- سلسلة الرّسائل التي بعثها محمد صلى الله عليه وسلم إلى ملوك العالم وأمرائه يدعوهم فيها إلى الإسلام
- بشارات الرّسول صلى الله عليه وسلم بانتشار الإسلام وعالميَّته، ومن ذلك ما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (اللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هذا الأمْرَ، حتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِن صَنْعَاءَ إلى حَضْرَمَوْتَ، لا يَخَافُ إلَّا اللَّهَ، أَوِ الذِّئْبَ علَى غَنَمِهِ، ولَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ).
واجب المسلم لتأكيد مفهوم عالمية الإسلام
واجب المسلم اليوم وهو يُواجَه بحملات التّشويه المبرمَج على الإسلام أن ينقل الصّورة الصّحيحة التي تُقدّم الإسلام بصورته الشموليّة الصّحيحة بعيداً عن التطرّف والتشدّد والمغالاة التي تشوّه صورة الإسلام وتنفّر النّاس منه، وواجبه أيضاً أن يستفيد من وسائل التقنية الحديثة في نشر الإسلام، مثل: الإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعيّ المختلفة، وهذه مسؤوليَّة فرديَّة وجماعيَّة ورسميَّة على حدٍّ سواء، تتلاقى فيها جهود الأفراد والجماعات، وأنظمة الحكم الرسميَّة ومؤسساتها المختلفة.