موضوعات سورة يس
موضوعات سورة يس
تناولت سورة يس ستة مواضيع أُبيّنها فيما يأتي:
- ابتدأت السورة الكريمة بالقسم بالقرآن العظيم على صحة الوحي
وصدق رسالة محمد -صلى الله عليه وسلّم- وفي هذا القسم من التعظيم والتفخيم لشأن الرسول صلّى الله عليه وسلّم-، ثم تحدّثت عن كفار قريش الذين تمادوا في الضلال، وكذّبوا سيّد الرُّسل محمد بن عبد الله، فحقّ عليهم عذاب الله تعالى وانتقامه، بإصرارهم على الكفر والتكذيب، وعدم تأثرهم بالتذكير والإنذار، وهذا من الآية الأولى وحتى الآية الثانية عشر.
- ثم بيّنت قصة أهل القرية الذين كذّبوا الرُسل
الذين أهلكهم الله بصيحة من السماء؛ لتحذّرهم وتخوّفهم من عاقبة التكذيب بالوحي والرسالة، وهذه القرية في قول جميع المفسرين هي إنطاكية، وجاء التحذير على طريقة القرآن في استخدام القصص للعظة والاعتبار، بإنذار هؤلاء المشركين أن يحل بهم ما حلّ بكفّار أهل القرية المبعوث إليهم الرسل، وهذا من الآية الثالثة عشر وحتى الآية التاسعة عشر.
- ثم ذكرت موقف الداعية المؤمن حبيب النجار
الذي عكف على عبادة الأصنام سبعين سنة ليكشفوا عنه الضر فما استجابوا له، فلمّا دعاه الرسل إلى الله طلب آية، فقالوا: نحن ندعو ربنا فيُفرج عنك، ثم دعوا له فكشف الله ما به من كُربة فآمن بالله، ورجع إلى قومه لينصحهم ولكنّهم قتلوه فأدخله الله الجنة، وكانت عقوبة قومه صيحة واحدة صاح بهم جبريل، فإذا هم ميتون لا حراك لهم، وهذا من الآية العشرين وحتى الآية الثانية والثلاثين.
- تناولت السورة دلائل القدرة والوحدانية في هذا الكون
تناولت الآيات الدلائل على قدرة الله على خلق السماوات والأرض، وتسيير الكون بما فيه، وتم ذكر هذا المشهد بعد أن ذكر الله تعالى قصة أهل القرية الذين كذّبوا بالرسل فأهلكهم الله بالصيحة.
- ثم تحدثت السورة الكريمة عن القيامة وأهوالها
والصيحة التي أخذتهم وهم لا يشعرون، أي وهم في أسواقهم ومعايشهم يختصمون ويتشاجرون على عادتهم، فأمر الله إسرافيل أن ينفخ في الصّور، نفخة لا يبقى بعدها أحد على وجه الأرض، ثم ذكرت نفخة البعث والنشور، التي يقوم منها الناس من القبور.
- ثم بيّنت حال أهل الجنة
وهم مشغولون بما فيها من اللذات والنعيم، وبيّنت حال أهل النار والتفريق بين المؤمنين والمجرمين في ذلك اليوم الرهيب، وحتى يستقر السعداء في روضات النعيم، وهذا هو حال السعداء الأبرار في الجنة وما لهم من النعيم المقيم، وحال الأشقياء الفجار وما لهم من الخزي والدمار، على طريقة القرآن الكريم في الترغيب والترهيب.
- اختتمت السورة الكريمة بالحديث عن البعث والجزاء
وأقامت الأدلة والبراهين على حدوث ذلك، فقد أنكر الكفار قدرة الله على إعادة العظام البالية وخلقها مرة أخرى.
وكان سبب نزول الآية حادثة أُبي بن خلف الذي جاء بعظمٍ رميم وفتته وهو عند النبي -صلّى الله عليه وسلّم- مُستبعداً على الله تعالى إعادة خلق الإنسان، ونسي خلق نفسه كيف خلقه الله نطفةٍ ميتة وبعث فيها الحياة، وهذا من الآية السابعة والسبعين وحتى آخر السورة.
التعريف بسورة يس
سورة يس مكية، إلّا آية واحدة مدنية نزلت في بني سلمة من الأنصار، وهي قوله تعالى: (وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ).
حينما أرادوا ترك ديارهم والانتقال إلى جوار مسجد رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- (خَلَتِ البِقَاعُ حَوْلَ المَسْجِدِ، فأرَادَ بَنُو سَلِمَةَ أَنْ يَنْتَقِلُوا إلى قُرْبِ المَسْجِدِ، فَبَلَغَ ذلكَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ لهمْ: إنَّه بَلَغَنِي أنَّكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَنْتَقِلُوا قُرْبَ المَسْجِدِ، قالوا: نَعَمْ يا رَسولَ اللهِ، قدْ أَرَدْنَا ذلكَ، فَقالَ: يا بَنِي سَلِمَةَ، دِيَارَكُمْ تُكْتَبْ آثَارُكُمْ، دِيَارَكُمْ تُكْتَبْ آثَارُكُمْ).
وعدد آياتها ثلاث وثمانون آية، وكان نزولها بعد سورة الجن، أما عن ترتيبها في المصحف فهي السورة السادسة والثلاثون، وابتدأت السورة ب الحروف المقطعة ، ووجود هذه الحروف في أوائل بعض السور الكريمة دلالة على إعجاز القرآن ، وأنّه مصوغ من جنس هذه الحروف، التي يعرفونها ويتكلمون بها، ويعجزون على الإتيان بمثله.
سبب تسميّتها
سُميّت سورة يس بهذا الاسم؛ "بمسمى الحرفين الواقعين في أول السورة في رسم المصحف، ولأنّها انفردت بهذين الحرفين، فكانا مُميِّزين لها عن بقية السُّور، فصار منطوقهما علمًا عليها".