هل الذاكرة فردية أم اجتماعية
مفهوم الذاكرة
يشير مفهوم الذاكرة إلى مجموعة من الأنشطة العقلية والمعرفية التي تهدف إلى ترميز وتخزين المعلومات في الدماغ لاسترجاعها لاحقا عند الحاجة إليها، وتتكون الذاكرة بشكل أساسي من المسجل الحسي الذي يشير إلى استقبال المعلومات من خلال الحواس الخمسة، والذاكرة قصيرة المدى، ومحدودة السعة التي تتميز بفقدانها للمعلومات خلال فترة وجيزة، والذاكرة طويلة المدى التي تتميز بسعتها اللامحدودة، وقدرتها على حفظ المعلومات لفترات طويلة.
هل الذاكرة فردية أم اجتماعية
يعتقد علماء الاجتماع والفلاسفة أن الذاكرة تقسم إلى قسمين أساسيين؛ الذاكرة الفردية، والذاكرة الاجتماعية على النحو الآتي:
الذاكرة الفردية
يشير مفهوم الذاكرة الفردية إلى قدرة كل فرد على استرجاع ماضيه المخزن في خلايا القشرة الدماغية، ويربط العلماء أمثال ريبو، وبرغسون بين الذاكرة الفردية والحالة النفسية للفرد، حيث ساد بينهم الاعتقاد بأن الحالة النفسية تلعب دوراً أساسياً في تنشيط الذاكرة، وزيادة قدرة الدماغ على استرجاع المعلومات المخزنة من الماضي، واعتمد منظري الذاكرة الفردية على بعدين أساسيين في تحليلاتهم؛ وهما: البعد المادي، والبعد النفسي.
ماهية الذاكرة الفردية
- الذاكرة عملية عضوية مرتبطة بقدرة الدماغ على تخزين الذكريات، وعند تعرض الدماغ لأي إصابة فإن ذلك يؤدي إلى فشل في عملية التذكر؛ كفقدان الذاكرة الجزئيِ.
- التذكر عملية عقلية فردية لا علاقة للمجتمع بها، فأي إصابة في الدماغ تعتبر إصابة فردية فقط لصاحبها.
- اتجه بعض العلماء النفسيين إلى ربط الذاكرة بالعوامل النفسية، حيث أكد برغسون على سبيل المثال أنّ الذاكرة حالة نفسية شعورية تتشارك فيها كافة العمليات العقلية بهدف استحضار الماضي.
- التذكر حالة نفسية تتأرجح بين الشعور واللاشعور.
الذاكرة الاجتماعية
عبر هالفاكس عن الذاكرة الاجتماعية بقوله أن الذاكرة لا يمكن اعتبارها حالة فردية، فالفرد عبارة عن وعاء مليء بخبرات وتجارب تلقاها من الأطر الاجتماعية من حوله، فالعديد من حالات التذكر تحدث نتيجة لتذكير الأفراد لبعضهم بالتفاصيل كاملة.
ماهية الذاكرة الاجتماعية
تقوم الذاكرة الاجتماعية على افتراض أساسي مضمونه أن الذكرة الاجتماعية إضافة لكونها مجموعة من العمليات النفسية، والعقلية المتفاعلة مع بعضها، فإنها تشمل العديد من العوامل المجتمعية التي تهدف إلى استرجاع الماضي لتبني عليه الحاضر والمستقبل.
وأخيرا، لا يمكن فصل الذاكرة الفردية عن الذاكرة الاجتماعية، فعلى سبيل المثال عند تذكر التجارب التاريخية لمجتمع ما، تتكاثف الجهود العقلية لاسترجاع المعلومات بمساعدة الجوانب النفسية الشعورية واللاشعورية، إضافة إلى مساعدة المجتمع المحيط في حال عجز الفرد عن استرجاع المعلومات كاملة.