علاقة الكائنات الحية بالتجوية الكيميائية والتجوية الفيزيائية
ما هي عملية التجوية؟
إنّ التغييرات التي تحدث في شكل سطح الأرض وتكويناتها واختفاء التضاريس، في حين ظهور غيرها، لا بدّ من أنّ يطرح التساؤل أحيانًا حول المسببات والعوامل التي تؤدي إلى مثل هذه التغييرات، وينطوي على ذلك أنّ عملية التجوية (بالإنجليزيّة: weathering) هي إحدى العمليات الأساسية التي تغير في سطح الأرض، والتي يمكن توضيحها بأنّها هي عبارة عن عملية طبيعية تتضمن تكسير وتفتيت الصخور والمعادن إلى أجزاء صغيرة، بالإضافة إلى التغيير في وضعها الطبيعي من خلال عمليات فيزيائية وكيميائية وبيولوجية، والتجوية هي الخطوة الأولى في تكوين التربة، ويجب معرفة بأنّ هناك العديد من العوامل التي تؤدي إلى حدوث عملية التجوية، وفضلًا عن ذلك فإنّ للكائنات الحية عامة لها أثر كبير في حدوث عملية التجوية الكيميائيّة والفيزيائية.
علاقة الكائنات الحية بالتجوية الكيميائيّة
التجوية الكيميائيّة هي عبارة عن حدوث تغيير في الخصائص الكيميائية في الصخور والتربة، بالإضافة إلى تغير في المعادن المكونة لهم، ومن أحد الأسباب التي تؤدي إلى حدوث التجوية الكيميائية هي الكائنات الحية، وفيما يلي أهم هذه التأثيرات:
- تفاعلات الكائنات الحية: تقوم الكائنات الحية بتفاعلات كيميائية للحصول على المعادن من الموجودة في التربة والصخور، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث العديد من التغييرات الكيميائية في الصخور، وفي بعض الأحيان قدْ تنتج أنواع جديدة.
- الأشنات: تقوم بعض الكائنات الحية بإنتاج حموض لها تأثير على الصخور والتربة، ومن أشهر الأمثلة على ذلك الأشنات وهي عبارة عن الطحالب والفطريات، والتي لها تأثير عميق على الصخور والتربة، ويحدث ذلك من خلال الحموض الضعيفة التي ممكن أن تنتجها هذه الأشنات، مما يؤدي إلى حدوث إذابة في الصخور.
- جذور النباتات: تعدّ جذور النباتات مصدرًا مهمًا لحدوث للتجوية الكيميائية، وتفسيرًا لذلك فإنّ الجذور تتوسع وتمتد في الصخور، وبطبيعة الحال فالجذور تستخدم ثاني أكسيد الكربون ، وبالتالي يمكن للأحماض الناتجة أن تغير المعادن المكوّنة في الصخور، بالإضافة إلى حدوث تغييرات في كيمياء التربة، وعلاوة على ذلك فإنّه غالبًا ما تكون المعادن الجديدة المتكونة أضعف وأكثر هشاشة، وهذا يسهّل على جذور النباتات تكسير الصخور، مما يمكن الماء من الدخول في الشقوق ويتجمد، لتتوسع المياه المتجمدة وتزيد اتساع الشقوق.
- الحيوانات: يمكن أن يكون للحيوانات دور في حدوث التجوية الكيميائية، فعلى سبيل المثال تحتوي فضلاتها على مواد كيميائية تفاعلية، وبالتالي عندما تترك هذه الحيوانات فضلاتها على الصخور، من الممكن أن تؤثر على المعادن الموجودة في الصخور بالإضافة إلى حدوث تفاعلات تسبب تآكلها وتغير في شكلها.
- الأنشطة البشرية: بالإضافة إلى مما سبق، لا بدّ من ذكر أنّ للأنشطة البشرية تأثير كبير على الصخور، وذلك بسبب عمليات البناء والتعدين والزراعة، حيث أنّه تغير في موقع وحالة الصخور والتربة، وفي نفس الصدد فإنّ زيادة الملوثات الجوية تسبب في حدوث الأمطار الحمضية التي تتلف الصخور والمعادن وتغير في تكوينها وهيكلتها، بالإضافة إلى أنّ الزراعة تغير في التركيب الكيميائي للتربة والطين والصخور.
علاقة الكائنات الحية بالتجوية الفيزيائيّة
التجوية الفيزيائيّة أو ما تسمى بالتجوية الميكانيكية، وهي عبارة عن حدوث تكسير وتفتيت في الصخور دون حدوث تغييرات في طبيعتها وتكوينها الكيميائي، ولا بدّ من معرفة أنّ العملية الأساسية في التجوية الفيزيائية هي التآكل ، وفي المحاور التالية سنسلط الضوء عن علاقة الكائنات الحية في حدوث التجوية الفيزيائيّة:
- نمو جذور النباتات: إنّ جذور النباتات بحجمها الكبير من الممكن أن تتوسع وتمتد في الصخور، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث تفتيت الصخور وتكوين الشقوق داخلها، وتأسيسًا على ذلك قدْ يدخل الماء في هذه الشقوق وتمتلئ به، ومن ثمّ يتجمد مما يزيد من نسبة حدوث التفتيت.
- الحيوانات: تساهم الحيوانات أيضًا في حدوث التجوية الفيزيائيّة، ويتمثل ذلك باختباء بعض الحيوانات في الشقوق الصخرية والحفر، مثل الديدان، بالإضافة إلى الحيوانات الضخمة، مما سبب في تحريك الشقوق وتكسير الصخور.
- الأنشطة البشرية: قدْ أصبحت الأنشطة البشرية تشكّل عاملاً أساسي ومهماً في حدوث التجوية الفيزيائية، بسبب عمليات تكسير والحفر، حيث أنّها تتضمن حفر في المحاجر والأساسات أو حفر المناجم، أو حفر أرصفة الطرق، والتفجيرات، لتتكسر الصخور وتتفتت التي كانت من الممكن أنْ تبقى سليمة لمليارات من السنين لولا حدوث ذلك.