علاقة السلاجقة بالعباسيين
علاقة السلاجقة بالعبّاسيين
ندرج فيما يلي أبرز المعلومات المتعلقة بعلاقة السلاجقة مع العباسيين:
- قامت الدولة السلجوقية في القرن الخامس الهجري بتأسيس دولة كبرى استطاعت أن تضم خراسان، وما وراء النهر، وإيران، والعراق، وبلاد الشام، وآسيا الصغرى، وكان مقر الدولة السلجوقية الري في إيران ومن ثم بغداد في العراق.
- نشأت العلاقة بين السّلاجقة والعبّاسيين بعد مساندة السلاجقة للعباسيين في عهد الخليفة العباسي القائم بأمر الله والسلطان السلجوقي طغرل بك، حيث نصر السلاجقة مذهبهم السني لبني العباس، بعد أن كانت الدولة العباسية قد قاربت على الانهيار والوقوع بيدّ النفوذ البويهي الشيعي في إيران والعراق، والنفوذ العبيدي الفاطمي في مصر والشام، ولذلك فقد استطاع السلطان السلجوقي طغرل بك أن يسقط الدولة البويهية في بغداد عام 447ه، وبذلك قضى على الفتن وأزال من على أبواب المساجد سب الصحابة، وقام بقتل شيخ الروافض عبد الله الجلاب؛ بسبب استباحته لدماء المسلمين السنة.
- دخل السلطان طغرل بك إلى عاصمة الخلافة بعد أن زال خطر النفوذ البويهي الشيعي عن الدولة العباسية، فاستقبله الخليفة العباسي ورحب به بحرارة شديدة، حتى يُقال إن الخليفة العباسي أغدق عليه بألقاب التعظيم، ولقبهُ بالسلطان ركن الدين طغرل بك، وأمر الخليفة العباسي أن ينقش اسم السلطان (طغرل بك) على عملة الدولة، وأن يذكر اسمه في خطب المساجد، فزادت بذلك سيطرة السلاجقة على شؤون الخلافة والدولة.
عوامل نشأة العلاقة بين السلاجقة والعباسيين
وفيما يلي أبرز العوامل التي وطدت العلاقة بين هذين الطرفين:
فتنة البساسيري في العراق (450ه)
- كانت دعوة الفاطميين ذات خطورة على الدولة العباسية فكانت أشبه بالحرب الثقافية والفكرية والعقائدية، التي قاموا بشنها ضد أهل السنة حيث كانت هدفهم الأكبر إخراج الناس عن دين الله وإضلالهم عن طريق الحق والصواب، ومن أشهر الفتن التي عُرفت في العصر العباسي هي فتنة البساسيري، فقد كان أبو الحارث البساسيري من المقربين للخليفة العباسي (القائم بأمر الله)، ولكنه تأثر بالدعوة الفاطمية عن طريق هبة الله الشيرازي.
- أصبح البساسيري على صلة بالفاطميين ويعمل من أجل قلب موازين الدولة ونظام الحكم في بغداد، وذلك لصالح الدولة الفاطمية وبعد أن ترك البساسيري بغداد، أخذ الوزير رئيس الرؤساء يوقظ حقد الخليفة على البساسيري وأخبرهُ بأنه على مقربة وصلة بأعدائه، إلا أن الخليفة العباسي القائم بأمر الله أرسل برسالة إلى طغرل بك، يقول فيها:"بحق الله أدرك الإسلام فقد ساد العدو اللعين، وأخذ ينشر مذهب القرامطة.
- استجاب السلطان طغرل بك وشرع في ترتيب الجيوش للمسير وراء البساسيري، فأرسل له جيشًا من ناحية الكوفة لمينعوه من دخول الشام، أما البساسيري فكان يهيئ نفسه لقتال أهل بغداد، ولما سار السلطان نحوه بواسط، اقتتلوا هناك وانهزم أصحابه، ونجا البساسيري بنفسه على فرس حتى تبعه بعض الغلمان، فجاء أحد الغلمان فضربه على وجهه، وأسره واحد يقال له كمشتكتين، وحزّ رأسه فأخذه للسلطان، فأمر السلطان أن يذهب به إلى بغداد وأن يرفعه على قناة ويطاف به في المحال.
- بهدف توطيد العلاقات بين الطرفين (السلاجقة والعباسيين) قام الخليفة العباسي بالزواج من ابنة (جفري بك) الأخ الأكبر لطغرل بك في عام (448ه/1059م).
- وفي عام 454ه/1062م تزوج طغرل بك من ابنة الخليفة العباسي القائم بأمر الله. وقد توفي طغرل بك عام (455ه/1062م) وجاء بعده السلطان ألب أرسلان الذي انتصر على البيزنطيين في معركة ملاذكرد.
معركة داندقان
قد تزامن ظهور الدولة السلجوقية مع الدولة الغزنوية وهذه الدولة بدأ تاريخها في أفغانستان (مدينة غزنة)، فكان لظهور الدولة السلجوقية أثرًا كبيرًا في إزعاج السلطان محمود الغزنوي، فبدأ يفكر في القضاء على الدولة السلجوقية، فقامت الحرب بينهم وأسر السلطان أرسلان، في حين كان السلاجقة قد استولوا على خراسان، وهذا الأمر سارع في قيام معركة بين الطرفين، فكانت هذه المعركة الفاصلة والأخيرة التي أنهت سيطرة الدولة الغزنوية على خراسان عام (432ه)، وهذا الأمر كان له دور كبير في تشكيل علاقة بين السلاجقة والعباسيين.
معركة ملاذكرد
إن هذه المعركة قامت بين السلاجقة بقيادة (ألب أرسلان) والبيزنطين بقيادة (رومانوس) عام (464ه)، استطاع القائد ألب أرسلان في هذه المعركة تحقيق انتصار وفوز كبير، كما أن هذا يعتبر حدثًا فاصلًا في التاريخ الإسلامي، فكان نتاجًا رائعًا للعلاقة بين السلاجقة والعباسيين .