علاج نقص المناعة
طرق علاج نقص المناعة
يعتمد علاج نقص المناعة (Immunodeficiency) على المسبِّب، أي على طبيعة الاضطرابات والمشاكل الصحيَّة المصاحبة له، كما يعتمد بشكل رئيسي على الوقاية من الإصابة بأمراض العدوى المختلفة والسيطرة عليها في حال حدوثها، وفي حال عدم معاناة المصاب من أي أمراض مناعية لكنّه يشتكي من كثرة الإصابة بالعدوى مثل الإنفلونزا وغيرها فينصح بمراجعة الطبيب للتحقُّق من سلامة الجهاز المناعي، بالإضافة إلى الاستفادة من النصائح التي سيتم ذكرها لاحقًا.
وفيما يأتي طرق علاج الأمراض المسبِّبة لنقص المناعة:
علاج نقص المناعة الأولي
فيما يأتي بيان لبعض العلاجات المتاحة لأمراض نقص المناعة الأولية:
الغلوبيولين المناعي (Immunoglobulin therapy)
يعتمد هذا النوع من العلاج على تعويض النقص في الأجسام المضادَّة (Antibodies) لدى المصاب، إذ إنَّ هذه الأجسام المضادَّة تُنتَج بشكل طبيعي لدى الأشخاص الأصحَّاء من الخلايا البائيَّة (B cells)، أما بالنسبة للأشخاص المصابين بنقص المناعة فيمكن تعويضها من خلال حقنها تحت الجلد مرَّة واحدة كلَّ أسبوع أو كلَّ شهر، أو في الوريد مرَّة واحدة كلَّ شهر.
زراعة الخلايا الجذعيَّة (Stem cell transplant)
يمكن الحصول على الخلايا الجذعيَّة من نقي العظام المعروف باسم نخاع العظم، أو من الدم مثل دم الحبل السُّري، ويمكن زراعة هذه الخلايا لدى المصابين ببعض أنواع اضطرابات نقص المناعة، إلا أنَّ هذا النوع من العلاج غالبًا ما يُلجأ إليه لعلاج الاضطرابات الشديدة فقط، كما لا يتوفَّر إلّا في المراكز الطبيَّة الكبرى، ويجدر بالذكر أنّه يُشترط وجود توافق أو تطابق بيولوجي في الأنسجة بين المُتبرع والمصاب، وعلى الرغم من ذلك فإنّ نجاح عملية زرعة الخلايا الجذعية غير مضمون.
العلاج الجيني
يعتمد العلاج الجيني (Gene therapy) على تصحيح الجينات المضطربة والمسبِّبة لنقص المناعة لدى المصاب من خلال زرع الجين السليم داخل الخلايا لاستبدال الجين المضطرب، وهو من الطرق العلاجيَّة الحديثة التي تواجه العديد من القيود والعقبات، إلا أنَّها تُعدُّ من الطرق العلاجيَّة الواعدة في المستقبل.
علاج نقص المناعة الثانوي
توجد العديد من الأسباب التي يمكن أن تؤدي لنقص المناعة الثانوي أو المكتسب مثل: استخدام الأدوية المعروفة بتقليل المناعة كأحد آثارها الجانبية والإصابة ببعض المشاكل الصحية والأمراض مثل: الإيدز، ونقص التغذية الشديد، وغيرها، ولذلك يعتمد علاج نقص المناعة الثانوي على علاج المرض أو المشكلة الصحية المسببة للحالة.
فعلى سبيل المثال: يُعالج مرض الإيدز باستخدام مضادَّات الفيروسات القهقريَّة (Antiretroviral drugs)، والتي تستخدم بشكل يومي لتقليل خطر نقل الفيروس إلى الآخرين، وذلك من خلال خفض الحمل الفيروسي (Viral load)، وهو مصطلح يُعبِّر عن نسبة الفيروس الموجود في الدم، ففي حال انخفاض نسبة الحمل الفيروسي في الدم إلى درجة لا يمكن من خلالها الكشف عن وجود الفيروس -كما هو الحال عند استخدام هذه الأدوية- يمكن للمصاب ممارسة حياته بشكل طبيعي دون نقل الفيروس إلى الشريك السليم غير الحامل للمرض، وعلى الرغم من أنَّ هذه الأدوية لا تشفي من العدوى بشكل تام، إلا أنَّها تساعد المصابين على العيش لفترة أطول بصحَّة أفضل.
كيفية علاج العدوى الحادة لمرضى نقص المناعة
يمكن السيطرة على العدوى الحادَّة التي قد يعاني منها المصاب بنقص المناعة من خلال تحديد المسبِّب للعدوى كالآتي:
- الإصابة بالعدوى الفيروسيَّة الشديدة:
يُلجأ إلى استخدام بعض أنواع الأدوية المضادَّة للفيروسات.
- الإصابة بالعدوى البكتيرية الشديدة:
يُلجأ إلى زراعة البكتيريا لتحديد المضادِّ الحيويِّ (Antibiotics) المناسب للقضاء على العدوى.
وفي بعض الحالات قد يحتاج المصاب إلى إجراء عمل جراحي، مثل الجراحة لتفريغ الخرَّاج المليء بالقيح الناجم عن الإصابة بالعدوى.
الوقاية من العدوى
المحافظة على النظافة الشخصية
يُعدُّ غسيل اليدين بالماء والصابون بشكل دوري إحدى أهم الطرق المتَّبعة للوقاية من الإصابة بالعدوى، خاصةً أمراض العدوى التنفسيَّة والإسهال ، وفي حال عدم توفُّر الماء والصابون يمكن الاستعاضة عنهما بمعقِّم اليدين الكحولي الذي يحتوي على ما لا يقلُّ عن 60% من الكحول.
وينصح بغسل اليدين أيضاً قبل ممارسة بعض الأفعال التي يرتفع خلالها خطر انتقال العدوى بين الأفراد، ومنها ما يأتي:
- قبل وبعد ملامسة أحد الجروح المفتوحة.
- بعد استخدام المرحاض، أو بعد تغيير حفاضات الطفل.
- بعد العطاس، أو السعال، أو تنظيف الأنف.
- قبل تحضير الطعام، وخلاله، وبعد الانتهاء منه.
- قبل تناول الطعام.
- بعد لمس سلَّة المهملات.
- بعد لمس أحد الحيوانات، أو طعامها، أو لمس فضلاتها.
- قبل وبعد تقديم الرعاية لأحد المرضى، خصوصاً في حال إصابته بالإسهال أو التقيُّؤ.
غسل وطهي الطعام بشكل جيد
توجد بعض الحالات التي تنخفض فيها مناعة الشخص المصاب بنسبة عالية، مثل بعض الأشخاص الذين يخضعون لعلاج السرطان ، ففي هذه الحالات قد يطلب الطبيب اتخاذ بعض الإجراءات الإضافيَّة للوقاية من الإصابة بأحد أنواع العدوى التي تنتقل عن طريق الطعام، ومن هذه الإجراءات ما يأتي:
- تجنُّب تناول الأطعمة غير المطهوَّة بشكل جيِّد من اللحوم، والأسماك، والبيض.
- عدم التأخُّر في تخزين الطعام في مبرِّد الطعام.
- غسل جميع أنواع الخضروات والفواكه قبل تقشيرها.
- الحرص على استخدام العصائر ومنتجات الألبان المبسترة.
تجنب الاختلاط بالمرضى
يجب على المصابين بنقص المناعة تجنُّب الاختلاط بالمرضى كالمصابين بـنزلة البرد ، وذلك لسهولة نقل العدوى من هؤلاء الأشخاص إلى الآخرين من خلال قطرات الرذاذ التي تنتشر عند السعال والعطاس، كما يجب الحرص على تجنُّب الاقتراب من الأشخاص المصابين بالعدوى في حال ملاقاتهم، وتجنُّب العناق والتقبيل ومشاركة الطعام والشراب معهم.
تعقيم الأدوات المنزلية
توجد العديد من الطرق التي يمكن اتِّباعها لتعقيم أدوات وأسطح المنزل المختلفة، ويمكن الاكتفاء باستخدام الماء الساخن والصابون لتنظيف معظم أجزاء المنزل، أما بالنسبة للمناطق المعرَّضة لنسبة أعلى من الجراثيم مثل المطبخ والحمَّام فيُفضَّل استخدام بعض المطهِّرات الأكثر كفاءة، مثل المطهِّرات المتوفِّرة بالأسواق، أو الخلِّ، أو بيروكسيد الهيدروجين (Hydrogen peroxide).
ولضمان التعقيم الجيِّد يمكن التنظيف بالماء والصابون ثم استخدام أحد المطهِّرات، كما يُنصح بترك المطهِّر على السطح لمدَّة تتراوح بين 3-5 دقائق، ثم شطف وتنظيف السطح أو مسحه بمنشفة جافَّة، وتجدر الإشارة إلى ضرورة تجنُّب خلط الخلِّ مع الأمونيا (Ammonia) أو بيروكسيد الهيدروجين، أو مع أحد المطهِّرات التجاريَّة الأخرى، بالإضافة إلى تجنُّب استنشاق أحد المطهِّرات التجاريَّة، والحرص على ارتداء القفازات وفتح نوافذ المنزل عند استخدامها، وتجفيف الأسطح جيدًا قبل استخدامها خاصةً قبل تحضير الطعام.
استشارة الطبيب حول المطاعيم
بشكل عام ينصح الأطبَّاء جميع الأشخاص الأصحَّاء بالحصول على المطاعيم (Vaccine) الضروريَّة في وقتها المحدَّد، إذ أوصى مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (Centers for Disease Control and Prevention) واختصاراً CDC بجدول تطعيم يجب على الجميع اتِّباعه، فقد تمنع هذه اللقاحات الإصابة ببعض أنواع الأمراض الخطيرة.
و بالنسبة للأشخاص المصابين بنقص المناعة، فقد ينصح الطبيب بتجنُّب أو تأجيل بعض المطاعيم، وفي حال كان نقص المناعة ناجمًا عن مشكلة مؤقَّتة فإنَّ الشخص يكون قادرًا على الحصول على المطاعيم التي تم تأجيلها بعد استعادة النشاط الطبيعي للجهاز المناعي، ومن الأمثلة على المطاعيم التي قد يطلب الطبيب تجنُّبها ما يأتي:
- لقاح داء الكلب (Rabies vaccine).
- لقاح الإنفلونزا (Flu vaccine).
- اللقاح الثلاثي الذي يتألَّف من لقاح الحصبة، والنكاف، والحصبة الألمانيَّة (MMR vaccine).
- اللقاح الرباعي الذي يحتوي على لقاحات اللقاح الثلاثي بالإضافة إلى لقاح جدري الماء (Varicella vaccine).
تجنب التوتر النفسي
يساهم كل من القلق والتوتُّر النفسي في خفض المناعة، خصوصًا التوتُّر النفسي المزمن الذي يصاحب الشخص لفترات طويلة، حتى وإن لم يكن شديدًا، لذلك فإنَّ السيطرة على التوتُّر أو تجنُّبه يساهم في رفع كفاءة الجهاز المناعيَّ، ومن الطرق المتَّبعة للسيطرة على التوتُّر النفسي يمكن ذكر ما يأتي:
- تحديد مصدر القلق والتوتُّر النفسي في حياة الشخص.
- محاولة تغيير النظرة السلبيَّة إلى نظرة إيجابيَّة حول بعض المواضيع التي تؤثِّر في الشخص المصاب.
- ممارسة التمارين الرياضيَّة، ومن التمارين المفضلة: السباحة، وركوب الدرَّاجة، والمشي.
- مشاركة المشاعر والتعبير عنها مع الآخرين.
- التوفيق بين وقت العمل، والراحة، والاستمتاع، والحياة العائليَّة والاجتماعيَّة.
- الحرص على تكوين الصداقات الجيِّدة لما لها من دور في التخفيف من التوتُّر.
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام
تساهم ممارسة التمارين الرياضيَّة في تحفيز إنتاج هرمونات الإندورفين، والتي بدورها تساعد على رفع المناعة بالإضافة إلى التخفيف من التوتُّر النفسي والإجهاد، وهنا تجدر الإشارة إلى ضرورة تجنُّب ممارسة التمارين الشاقَّة لما قد يكون لها من تأثير عكسي لدى الأشخاص المصابين بنقص المناعة، وإضعاف الجهاز المناعي لديهم.