علاج مرض السكر عند الأطفال
علاج مرض السكر من النوع الأول عند الأطفال
يعد سكري النوع الأول الأكثر شيوعًا بين الأطفال، وهو حالة مزمنة يتوقف فيها البنكرياس عن إنتاج هرمون الإنسولين، لذا يتراكم السكر في مجرى الدم، لأن الخلايا لا تعود قادرة على إدخاله إليها، ويشار إلى أنّ علاج هذا النوع من السكريّ يعتمد بشكل أساسي على إعطاء الإنسولين، وتاليًا توضيح أنواعهِ وطرق إعطائه:
إبر الإنسولين لعلاج السكر من النوع الأول عند الأطفال
يعدّ توقيت أخذ الإنسولين أمرًا مهمًا لضبط مستويات السكر ضمن الحدود المقبولة، ويجدر بالذكرِ وجود العديد من أنواع الإنسولين التي تؤخذ بطرق ومواعيدَ مختلفة، وفي الآتي تفصيلها:
أنواع الإنسولين المستخدمة في علاج الأطفال
يحدد الطبيب النوعَ المناسب للطفل؛ وفقًا لنمط حياته اليوميّ وغذائه، وكيفية استجابة جسمه للدواء، وتاليًا هذه الأنواع واختلافاتها:
- الإنسولين سريع المفعول
يبدأ مفعول هذا النوع من الإنسولين خلال 10 - 15 دقيقة من أخذه، ويستمر مدة تتراوح بين 3 - 5 ساعات، ومن أمثلتهِ:
- إنسلولين جلوليزين (Insulin Glulisine).
- إنسولين أسبارت (Insulin Aspart).
- إنسولين ليسبرو (Insulin Lispro).
- الإنسولين قصير المفعول
يعرف أيضًا بالإنسولين النظامي (Insulin Regular)؛ ويبدأ مفعول هذا النوع خلال 15 - 30 دقيقة من أخذه، ويستمر تأثيره مدة تصل 6.5 ساعة.
- الإنسولين متوسط المفعول
يسمّى أيضًا بالإنسولين المتجانسِ، ويبدأ مفعول هذا النوع بعد 1 - 3 ساعات من أخذه، ويستمر تأثيره قرابة 18 ساعة، ومن أمثلته: إنسولين هاجيدورن متعادل البروتامين (I nsulin NPH).
- الإنسولين طويل المفعول
يبدأ مفعول هذا النوع من الإنسولين بعد 1.5 ساعة من أخذه، ويمتّد تأثيره مدّة تتراوح بين 16 - 42 ساعة، ومن أمثلته:
- إنسولين غلارجين ( I nsulin Glargine).
- إنسولين ديتيمير (Insulin Detemir).
- إنسولين ديجلوديك (Insulin Degludec).
طرق أخذ الإنسولين للأطفال
يوجد عدد من الطرق التي يمكن من خلالها إعطاء الإنسولين للأطفال، وفيما يأتي توضيح لأبرز هذه الطرق:
- إبر الإنسولين
تتميّز إبر الإنسولين (السرنجة) بأنها رفيعة جدًا، وتستخدم لسحب جرعةٍ محددة من الإنسولين المعبأ في قارورةٍ زجاجيّة، ويُشار إلى إمكانية الاحتفاظ بقارورة الإنسولين لمدّة شهر بعد فتحها، ولهذا يوصى بكتابة تاريخ أول استخدام عليها.
- قلم الإنسولين
هذه الأقلام من طرق إعطاء الإنسولين، وتتكوّن من قرصٍ يستخدم لتحديد الجرعةِ، وأنبوب مدّرج يشير لكميّة الإنسولين المتبقيّة، وتوضع في مقدّمتهِا إبرةٌ رفيعة قابلة للاستبدال، وغالبًا ما تصنّع هذه الأقلام وفقًا لنوعين، وهما:
- قلم الإنسولين القابل لإعادة الاستخدام
ويتميّز هذا النوع بإمكانيّة استبدال عبوّة الإنسولين بعد انتهائها، واستخدامه لمرّات عديدةٍ وفترات ممتدّة.
- قلم الإنسولين المستخدم لمرّة واحدة
يجب التخلّص من هذا النوعِ فور انتهاء كميّة الإنسولين داخله، إذ إنّ عبوة الإنسولين لا يمكن استبدالها أو تجديدها في هذا النوعِ.
- مضخة الإنسولين
تعد مضخة الإنسولين جهازًا صغيرًا محوسبًا؛ يوصل الإنسولين إلى الطفلِ عبر أنبوبٍ رفيع (كانيولا) يمرّ تحت الجلدِ، ويبرمج لضخّ كميات محددةٍ على مدار اليوم، وغالبًا ما تعتمد هذه الطريقة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 - 12 عامًا.
ويجب التنويه إلى أنّ إعطاء الإنسولين لا بدّ أن يتمّ فور تشخيص الإصابة بمرض السكري النوع الأول ، أمّا السماح للأطفالِ بأخذ الجرعات واستخدام الحقن أو الأقلام وحدهم، فيمكن البدء به منذ سن العاشرة وتحت إشراف الكِبار.
نصائح للمساهمة في علاج السكر من النوع الأول للأطفال
إلى جانب العلاج بالإنسولين، توجد العديد من الإجراءات التي تساهم في تحسين الخطّة العلاجيّة، وضبط مستويّات سكر الدم لدى الأطفال بشكلٍ أفضل، ومنها:
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام
بإمكان الطفلِ أن يمارس رياضة المشي أو ركوب الدراجة الهوائيّة مثلًا؛ إذ تساعد هذه التمارين في تحسين استجابةِ الجسم للإنسولين، وتقلل احتماليّة التعرّض لمضاعفات مرض السكري على المدى البعيدِ، ولكنّ ممارسة الرياضة يجب أن تبدأ بالتدريجِ، وتستمّر حتّى يصبح الطفل قادرًا على ممارستها بمعدل 60 دقيقة في أغلب الأيام.
تناول الغذاء الصحي المتوازن
يسهم تناول الغذاء المتوازن في ضبط نسب السكّر لدى الطفل، وهذا ما يقيه من التعرّض لنوبة ارتفاع السكّر أو انخفاضهِ فجأة، وعلى هذا النظام الغذائيّ أن يوازن بين الأصناف الغذائيّة المختارةِ وجرعات الإنسولين ومستوى النشاط لدى الطفلِ، وتجدر الإشارة إلى أنّ الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات ترفع مستويات سكر الدم أكثر من الأطعمة التي تحوي البروتين أو الدهون.
مراقبة سكر الدم باستمرار
تفيد هذه الخطوة في السيطرة على مستويات سكّر الدم لدى الطفل، وتقييم حالته المرضيّة الحاليّة، كما وتشير قراءات السكّر غير المنتظمةِ إلى ضرورة إجراء تغيير على الخطّة العلاجيّة المتبعةِ، ولهذا يوصى بفحص مستويات سكر الدم بمعدل 3 مرات يوميًا على الأقل،وذلك قبل الوجبات الرئيسية وقبل النوم.
حساب كمية الكربوهيدرات في الطعام
في خطة علاج مرض السكري للأطفال يجب حساب كمية الكربوهيدرات التي يحصل عليها من خلال الطعام، فكما ذكرنا سابقًا فإنّ الكربوهيدرات تساهم في زيادة مستويات السكر في الدم، وحساب كميتها يساعد في حساب كمية الإنسولين اللازمة للسيطرة على ارتفاع السكر الذي سيحدث.
ولحساب جرامات الكربوهيدرات في الوجبة؛ يجب معرفة عدد الكربوهيدرات في كل نوع من الأطعمة التي يتناولها الطفل وإعطاء ما يناسبها من جرعة الإنسولين، فعلى سبيل المثال قد يوصي الطبيب بإعطاء وحدة من الإنسولين سريع المفعول لكل 10 جرامات من الكربوهيدرات، فإذا كانت وجبة الطفل تحتوي على 50 جرامًا من الكربوهيدرات، فسيحتاج إلى 5 وحدات من الإنسولين.
علاج مرض السكر من النوع الثاني عند الأطفال
غالبًا ما يحدث سكريّ النوع الثاني لدى الأطفال جراء الإصابة بمقاومة الإنسولين؛ وهي حالة لا تستجيب فيها الخلايا لهرمون الإنسولين بكفاءة، الأمر الذي يسبب ارتفاعًا في مستويات سكّر الدم، ويشار إلى أنّ هذا النوع غير شائع لدى الأطفال، إلا أنّه وارد، ويعتمد علاجه على الخطوات الآتية:
تغييرات نمط الحياة لعلاج السكر من النوع الثاني عند الأطفال
تعدّ تغييرات نمط الحياةِ بمثابة الخطوة الأولى لعلاج سكري النوع الثاني لدى الأطفالِ، ومن أبرز التغييرات الواجب اتباعها:
- ممارسة النشاط البدنيّ المنتظم.
- خسارة الوزن الزائد.
- اتباع نظام غذائي متوازن.
الأدوية المستخدمة لعلاج السكر من النوع الثاني عند الأطفال
وافقت إدارة الغذاء والدواء العالمية على 3 أدوية لعلاج سكري النوع الثاني لدى الأطفال، ولكنّ اختيار أحدِ هذه الأدوية أو الجمع بينها يعتمد على قرار الطبيب،وفيما يأتي توضيح لهذه الأدوية:
دواء ميتفورمين
يحسّن دواء ميتفورمين (Metformin) من استجابة الخلايا للإنسولين، كما أنّه يقلل نسب السكّر التي ينتجها الكبد في مجرى الدم، وغالبًا ما يوصف هذا الدواء للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 10 سنواتِ،ويعطى على شكل حبوب بمعدل مرّتين يوميًا، وأحيانًا قد يتعرّض الطفل للإسهال أو القيء كأعراض جانبيّة للاستخدام.
دواء ليراجلوتايد
يحفّز دواء ليراجلوتايد (liraglutide) البنكرياس؛ لإنتاج المزيد من هرمون الإنسولين بعد تناول الطفل لوجباتهِ،ويعطى هذا الدواء على شكلِ حقنةٍ، وغالبًا ما يصرف للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 10 سنوات، ومن المحتمل أن يسبب الإسهال، والقيء، والإمساك كأعراض جانبيّة.
دواء الإنسولين
قد يلجأ الطبيب لوصف الإنسولين للأطفال المصابين بسكريّ النوع الثاني مؤقتًا، وذلك إن تجاوزت مستويات السكر التراكميّ لديهم 9، وظهرت عليهم أعراض ارتفاع السكّر مثل الشعور بالعطش، وكثرة التبوّل وفقدان الوزنِ، وقد أشرنا مسبقًا إلى طرق إعطاءِ الإنسولين وأنواعهِ.
ملخص المقال
قد يتعرض الأطفال للإصابةِ بسكري النوع الأول أو سكريّ النوع الثاني، ولكل منهما خطة علاجيّة محددة؛ إذ يعتمد علاج النوع الأول على استخدام الإنسولين بشكل أساسي، أمّا علاج النوع الثاني فيبدأ بإجراء تغييرات صحيّة على نمط حياةِ الطفل، ومن ثمّ يمكن استخدام الأدوية.