علاج عين السمكة بالقدم
علاج عين السمكة بالقدم
تتعدد الخيارات العلاجية عند الإصابة بعين السمكة في القدم، أو ثالول القدم، أو الثآليل في القدم (بالإنجليزية: Plantar warts)، ولكن تجدر الإشارة إلى أنه قد تصل نسبة الثآليل الفيروسية التي قد تزول وتتحلل من تلقاء نفسها إلى 65% بما فيها الثآليل الأخمصية أو ثآليل باطن القدم ، وذلك خلال عامين من ظهورها دون الحاجة لاستخدام أيّ علاجاتٍ تُذكر، وبشكلٍ عام فإنّ أفضل ما يمكن فعله لعلاج الثآليل التي لا تُسبب أعراضًا؛ كالشعور بالألم أو غيره هو تركها حتى تزول من تلقاء نفسها، أمّا الثآليل المنتشرة أو التي تُسبب شعورًا بالألم؛ فيُمكن علاجها باستخدام الخيارات المنزلية، أو الأدوية التي لا يستلزم صرفها وصفةً طبيةً، وقد تدعو الحاجة لتكرار العلاج عدة مراتٍ قبل زوالها تمامًا، ويشار إلى أنها قد تعاود الظهور لاحقًا.
الخيارات المنزلية
يمكن اللجوء لاستخدام العديد من الخيارات المنزلية في حال الإصابة بعين السمكة في القدم، ومن أبرز هذه الخيارات والتدابير ما يأتي:
- حمض الساليسيليك: (بالإنجليزية: Salicylic Acid)؛ يستخدم لتقشير المنطقة المصابة من الجلد، ويتوفر هذا العلاج بأشكالٍ صيدلانيةٍ مختلفةٍ، ومن الأمثلة عليها: الرقع اللاصقة أو المحلول السائل، ولا يستلزم وصفةً طبيةً لصرفه، وفي العادة يتطلب استخدامه اتباع بعض الإجراءات قبل تطبيقه؛ فيُنصح بغسل موقع الثؤلول ونقعه في الماء الدافئ مُسبقًا، ومن ثمّ كشط الطبقة العلوية من الجلد الناعم برفقٍ باستخدام لوح الصنفرة أو حجر الخُفاف، وبعد جفاف الجلد يتمّ وضع المحلول أو الرقعة على المنطقة المصابة من الجلد، وبشكلٍ عام يُنصح بتطبيق المادّة السائلة بشكلٍ يوميّ، وتغيير الرقعة اللاصقة كل 24-48 ساعةً، ومن الجدير ذكرهُ أنّ الحصول على النتائج المرجوة قد يتطلب استخدام حمض الساليسيليك بشكلٍ متكررٍ وعلى فتراتٍ منتظمةٍ لمدةٍ لا تقل عن عدة أسابيع إلى عدة شهورٍ.
- العلاج بالتبريد: (بالإنجليزية: Cryotherapy) وذلك باستخدام الأدوية التي لا يستلزم صرفها وصفةً طبيةً، وتعتمد تجميد الثؤلول، ووفقًا لإدارة الغذاء والدواء فيجب توخي الحذر عند استخدام مزيلات الثآليل القابلة للاشتعال، وتجنب استخدامها بالقرب من مصادر الحرارة والنار واللهب، مثل: السجائر المشتعلة، ومكواة الشعر.
- الشّريط اللاصق: يعدّ استخدام الشّريط اللاصق من الوسائل غير المثبتة علميًّا لعلاج الثآليل بالرغم من كونه غير ضارٍ، ويعتمد هذا النوع من العلاج على تغطية الثؤلول بشريطٍ فضيٍّ لاصق، وتغييره بشكلٍ منتظمٍ كل ستة أيامٍ، وعند تغيير الشريط اللاصق يجب نقع الثآليل في الماء وكشط الأنسجة الميتة برفق، وتعريض الثآليل للهواء لبضع ساعاتٍ حتى تجف، ثم معاودة تغطيتها بشريطٍ لاصقٍ مرةً أخرى، وتكرر العملية عدة مراتٍ لحين زوال الثؤلول، وقد يستغرق ذلك مدة شهرين للحصول على النتائج المرجوة.
العلاج الدوائي
تجدر استشارة الطبيب لوصف العلاج الدوائي في حال فشل الخيارات المنزلية في علاج مشكلة الثآليل، ومن أبرز العلاجات الدوائية التي تُستخدم في علاج الثآليل ، ويتم إجراؤها غالبًا في عيادة الطبيب ما يأتي:
- التقشير القوي باستخدام الأدوية: يتم فيه استخدام مستحضراتٍ طبيةٍ تصرف بوصفةٍ طبيةٍ وتحتوي على حمض الساليسيليك لإزالة طبقات الثآليل، وتتم إزالتها بمقدار بسيطٍ مع كل استخدام، كما تحفز هذه الأدوية قدرة الجهاز المناعي لمحاربة الثآليل والقضاء عليها، وقد ينصح الطبيب باستخدام الأدوية منزليًّا مع متابعة المريض في العيادة من حينٍ لآخر.
- العلاج بالتبريد: يتمّ إجراؤه داخل عيادة الطبيب بوضع النيتروجين السائل على الثؤلول والمنطقة القريبة المحيطة به، ولكن في البداية يتمّ تخدير المنطقة لتخفيف الشعور بالألم الذي يرافق هذا الإجراء؛ وذلك بسبب البرودة الشديدة الناجمة عن استخدام هذا العلاج والتي تتسبب أيضًا بحرق الجلد، وحدوث الاحمرار، وظهور التقرحات في بعض الأحيان، وبعد تخدير المنطقة يتم رشّ الثؤلول برذاذ النيتروجين السائل، أو مسحه بقطنةٍ مبللةٍ بالنيتروجين السائل، مما يتسبب بتكوين فقاعةٍ حول الثؤلول، ويستغرق انسلاخها وزوال الجلد الميت حوالي أسبوعٍ، وقد يحفز العلاج بالتبريد قدرة الجهاز المناعي لمحاربة الثآليل، وتستغرق عادةً إزالة الثؤلول باستخدام هذه الطريقة الخضوع إلى 3-4 جلساتٍ علاجيةٍ، ويفصل بين كل جلسةٍ والأخرى 2-3 أسابيع.
- العلاج بالتبريد مع العلاج بحمض الساليسيليك: تبين أنّ هذا العلاج المزدوج أكثر فعاليةً من العلاج بالتبريد وحده، حيث يمكن استخدام حمض الساليسيليك بعد التئام الجلد ليُحفّز الجلد للتقشّر بشكلٍ أكبر، ولكن ما زال هذا النوع من العلاج تحت الدراسة.
العمليات الجراحية أو الإجراءات الأخرى
في حال عدم نجاح العلاج بالتبريد وحمض الساليسيليك في القضاء على الثؤلول، فقد يوصي الطبيب باستخدام واحدٍ أو أكثر من العلاجات الآتية:
- الأحماض الأخرى: ومن الأمثلة عليها؛ حمض ثلاثي كلورو أسيتيك (بالإنجليزية: Trichloroacetic Acid)، حيث يكشط الطبيب سطح الثؤلول ويضع الحمض عليه باستخدام عود أسنانٍ خشبيّ، ومن المحتمل أن يشعر المريض بالحرقة والوخز، وكتدبيرٍ منزلي قد ينصح الطبيب المريض بتطبيق حمض الساليسيليك على الثؤلول بين المراجعات، ويحتاج العلاج بحمض ثلاثي كلورو أسيتيك إلى تكراره بشكلٍ أسبوعي أو نحو ذلك.
- العلاج المناعي: تعتمد فكرة علاج الثآليل باستخدام العلاج المناعي على تحفيز الجهاز المناعي لمحاربة الفيروس المسبب للثآليل، ويمكن أن يتمّ ذلك بحقن الثآليل بمستضداتٍ، أو وضع محاليلٍ، أو كريماتٍ محفزةٍ للمناعة على الثؤلول، مثل: إنترفيرون (بالإنجليزية: Interferon)، ودواء ايميكويمود (بالإنجليزية: Imiquimod).
- تركيبة الريتينويد: (بالإنجليزية: Retinoid)، وتكون محضّرةً على شكل كريمٍ يعطّل نمو خلايا الجلد في منطقة الثؤلول.
- تركيبة الكانثاريدين: (بالإنجليزية: Cantharidin)، ويتمّ استخدام هذه التركيبة داخل عيادة الطبيب؛ حيث يضعها الطبيب على الثؤلول وعندها تتسبب بإظهار تقرحات في الجلد تحت الثؤلول؛ مما يرفع الثؤلول بعيدًا عن الجلد.
- تركيبة البليوميسين: (بالإنجليزية: Bleomycin)، وتكون على شكل حقنةٍ تُدمّر الجلد المحتوي على الثؤلول، ونظرًا لما تُسببه من ألمٍ أثناء الحقن أو بعده فإنّها لا تُستخدم غالبًا.
- الجراحة البسيطة: وتتضمن قطع الثؤلول أو تدميره باستخدام التجفيف الكهربائي والكحت، مع ضرورة تخدير المنطقة مسبقًا لما قد يسببه الإجراء من ألمٍ، وعادةً لا يتمّ استخدام هذا الإجراء لعلاج ثآليل باطن القدم إلا إذا فشلت العلاجات الأخرى في ذلك؛ نظرًا لما قد تُسببه من ظهورٍ للندب.
- العلاج بالليزر: تعتمد فكرة العلاج بالليزر على كيّ وحرق الأوعية الدموية الدقيقة؛ مما يؤدي لموت النسيج المصاب وزوال الثؤلول، وتحتاج هذه الطريقة إلى تكرار العلاج كل 3-4 أسابيع، كما أنها تُسبب شعورًا بالألم ويُحتمل ظهور الندب عند استخدامها، ومن الجدير ذكرهُ أنّ الأدلة التي تدعم فعالية هذه الطريقة محدودةٌ.
- المطاعيم: على الرغم من أنّ لقاح فيروس الورم الحليمي البشري (المُسبب للثآليل) لا يستهدف بشكلٍ خاصٍ نوع الفيروس المُسبب لثآليل باطن القدم؛ إلّا أنّه فعّالٌ وأثبت نجاحه في العلاج.
التخفيف من ألم ثآليل باطن القدم
يمكن تخفيف الشعور بالألم الناتج عن ثآليل باطن القدم باتباع النصائح الآتية:
- ارتداء الجوارب والأحذية المريحة، وتجنب الأحذية ذات الكعب العالي أو تلك التي تزيد الضغط على القدم.
- وضع ضمادةٍ حول الثؤلول أو رقعةٍ جلديةٍ؛ لتخفيف الضغط على الثؤلول، كما يمكن اعتماد ضبان مريح لجعل المشي أكثر راحةً.
- استخدام مسكنات الألم التي لا يحتاج صرفها لوصفةٍ طبيةٍ ومن الأمثلة عليها: أسبرين (بالإنجليزية: Aspirin)، أو أيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، أو باراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol)، مع ضرورة تجنب استخدام الأسبرين لمن تقل أعمارهم عن 20 سنة لتلافي خطر الإصابة بمتلازمة راي (بالإنجليزية: Reye Syndrome) النادرة والخطيرة، وتجدر الإشارة إلى ضرورة استشارة الطبيب عند أخذ أيّ من العلاجات، ويجب التعامل مع الأدوية بحذرٍ، وقراءة تعليمات استخدام الدواء.