علاج سريع للإمساك عند الحامل
هل يمكن علاج الإمساك بسرعة عند الحوامل
إنّ أسرع طريقة للتخلص من الإمساك خلال الحمل هي باستخدام المُليّنات (أدوية الإمساك)، ولكنّ اللجوء إلى هذا الخيار كعلاج أولي غير صحيح أبدًا؛ حيث يُوصي الأطباء في معظم الحالات باعتماد الخيارات المنزلية كشرب الماء وتناول الألياف والرياضة، وفي حال فشل هذه الخيارات يمكن استخدام الملينات بعد سؤال الطبيب عن النوع الآمن.
لذلك سنستعرض في هذا المقال الطرق الصحيحة لعلاج الإمساك بالتسلسل المُوصى به، علمًا أنّ هذه الطرق حتى وإن لم تكن سريعة جدًا؛ إلا أنّها تُعطي مفعولًا في وقت قصير أيضًا (ربما بضع ساعات).
نصائح منزلية لعلاج الإمساك عند الحامل
تعتبر الحوامل الأكثر عرضة للإصابة بالإمساك، إذ تعاني 50% من النساء من الإمساك خلال فترة حملهن، وقد تبدأ المشكلة بالظهور في وقت مبكّر من الحمل، في الشهر الثاني والثالث تقريبًا، وتزداد سوءًا مع تقدم الحمل ونموّ الرحم.
ويمكن اتباع مجموعة من النصائح المنزلية قبل اللجوء للأدوية للتعامل مع مشكلة الإمساك في الحمل، ويفضل استشارة الطبيب قبل البدء بأيّ منها، ومن أهمها:
شرب الكثير من السوائل
إنّ شرب كميات وفيرة من الماء يجعل البراز ليّنًا سهل الخروج، وينصح الأطباء بشرب 10 أكواب من الماء يوميًا أثناء فترة الحمل لتخفيف الإمساك، ويمكن زيادة كمية السوائل المتناولة بشكل عام من قبل الحامل من خلال تناول الشوربات، وعصائر الفواكه والخضار التي تحتوي على السكريات الطبيعية.
تناول الأطعمة الغنية بالألياف
تنصح الحامل بالابتعاد عن الأطعمة المُسببة للإمساك وتناول الأغذية الغنية بالألياف والتي تقلل الإمساك عن طريق زيادة حجم البراز وزيادة حركة الأمعاء، كما أنها تزود المرأة الحامل بالعديد من الفيتامينات ومضادات الأكسدة الأساسية، وتترواح الحصة اليومية من الألياف بين 25 - 30 غرامًا.
وتُعدّ الأغذية الآتية مصدرًا جيدًا للحصول على الألياف:
- الخضراوات الطازجة:
مثل الجزر، والذرة الحلوة، والفاصولياء.
- الفواكه الطازجة:
مثل الفراولة والتفاح.
- الحبوب والبقوليات:
مثل حبوب النخالة، والعدس، والخبز المحتوي على الحبوب الكاملة.
- المكسرات:
مثل اللوز وحبوب الشيا.
- الفواكه المجففة:
مثل المشمش، والبرقوق، والتمر، والزبيب، والتين.
ممارسة الرياضة الآمنة للحامل
تساعد حركة الجسم على تسريع حركة الأمعاء وبالتالي تقليل الإمساك، وتُنصح الحامل عادة بعد استشارتها لطبيبها بممارسة بعض أنواع الرياضة الخفيفة، كرياضة المشي بمعدل 10 - 15 دقيقة يوميًا؛ حيث يُفيد المشي الحامل وخاصة في حالات الإمساك.
شرب عصير البرتقال والبرقوق
تعتبر الحمضيات وخصوصًا البرتقال من الفواكه ذات المحتوى العالي من الألياف، كما ويُصنف البرقوق من الفواكه الغنية بالألياف، ويمكن خلطهما معًا للحصول على مذاق أفضل، ويمكن للحامل شرب عصير البرقوق عدة مرات في اليوم بما لا يزيد عن 5 أكواب يوميًا.
تناول اللبن
إذ يحتوي اللبن على نوع من الكائنات الحية الدقيقة تُعرف باسم البكتيريا الجيدة، أو البكتيريا النافعة، أو البروبيوتيك (Probiotics)، وهي أنواع من البكتيريا تحافظ على صحة الجهاز الهضمي بشكل عام وتليّن البراز، فتقلل بذلك من حدوث الإمساك.
وأظهرت نتائج دراسة أنّ تناول 300 غرام من اللبن المحتوي على البروبيوتيك قد يساعد في تحسين أعراض الإمساك لدى الحوامل المصابات بالإمساك والتي نُشرت في مجلة (Iranian Red Crescent Medical Journal) عام 2016 م.
تدليك البطن
قد يساعد تدليك بطن الحامل في تخفيف أعراض الإمساك لديها، ويتمّ التدليك بلطف وبشكل دائري بنفس اتّجاه عقارب الساعة، لكن يُشار إلى ضرورة تجنّب التدليك في الحالات المعرّضة لخطر الولادة المبكرة أو في حالات نزول المشيمة.
تلاشي حبس الرغبة بالتبرز
يُنصح دائمًا بالذهاب إلى الحمام عند الشعور بالحاجة للتبرّز وعدم حبسه، وذلك لأنّ حبس البراز يُضعف العضلات المتحكمة بالإخراج وهو ما يسبّب الإمساك.
ممارسة تمارين كيجل
قد تَضعف العضلات المبطنة لجدار الحوض بسبب الحمل أو بسبب الضغط الناتج عن الإمساك، لذلك يوصي الأطباء عادة بممارسة تمارين كيجل (Kegel) للمساعدة في تقوية هذه العضلات،ويمكن للحامل ممارسة تمارين كيجل من خلال الخطوات الآتية:
- تأكدي أولًا قبل البدء بالتمارين أنّ المثانة فارغة ولا يوجد أي رغبة لاستخدام الحمام.
- حدّدي العضلات الصحيحة التي يجب إجراء الشد عليها، وهي نفسها العضلات التي تقوم بحبس نزول البول.
- شدي هذه العضلات لمدة 5 ثوانٍ، ثم ارخها لـ 5 ثوانٍ أخرى، وكرري ذلك 15 مرة تقريبًا.
- كرري إجراء التمرين 3 مرات يوميًا على الأقل.
استخدام مكملات البروبيوتك
كما ذكر سابقًا أنّ تناول 300 غرامًا من اللبن المدعّم بالبروبيوتك قد يقلل من أعراض الإمساك ويحسّن من حركة الأمعاء، يمكن للحامل الاستعانة بمكملات البروبيوتك وذلك بعد استشارة طبيبها.
التأكد من كمية استهلاك الكالسيوم والحديد اليومية
قد تسبّب مكملات الحديد التي تستخدمها الحامل لعلاج أو الوقاية من فقر الدم حدوث الإمساك، وذلك لأنّ مكملات الحديد قد تؤثر بشكل سلبي في البكتيريا النافعة الموجود بشكل طبيعي في الأمعاء، وهو ما يعزّز وجود البكتيريا الضارة التي قد تسبب الغازات والانتفاخ والإمساك، لذلك يُنوّه إلى أهمية إخبار الطبيب في حال المعاناة من الإمساك عند تناول مكملات الحديد.
وحبوب الكالسيوم خلال الحمل معروفة أيضًا بآثارها الجانبية على الجهاز الهضمي مثل الانتفاخ والغازات والإمساك، ويعود ذلك لاحتوائها على مركبات كربونات الكالسيوم، لذلك يُنصح بتناول مكملات الكالسيوم مع الوجبات لتجنب آثارها الجانبية، وفي حال استمرت المشكلة يجب مراجعة الطبيب لتبديله بنوع آخر، أو بأحد الأشكال الصيدلانية المختلفة.
طرق الطب البديل لعلاج الإمساك عند الحامل
بجانب النصائح والأفكار المنزلية التي ذكرناها لعلاج الإمساك عند الحامل، فقد تساعد العلاجات الطبيعية على التخفيف من حدة الإمساك، ولكن يُشار إلى ضرورة استشارة طبيبها أولًا، خاصةً عند استخدام العلاجات العشبية، لاحتمال وجود تأثيرات خطيرة لها على الحمل.
ومن أهم طرق الطب البديل في علاج الإمساك ما يأتي:
علاج الإمساك عند الحامل بالأعشاب
يمكن للحامل استخدام بعض الأعشاب التي تساعدها على تخفيف الإمساك، لكن يُشار إلى ضرورة استشارة الطبيب أولًا قبل البدء باستخدام أيّ عشبة، إذ إنّ بعضها قد لا يكون آمنًا، وقد يكون بعضها الآخر آمنًا بجرعات معينة، وتاليًا بعض هذه الأعشاب التي يمكن استخدامها في علاج الإمساك عند الحامل:
- شاي السنا مكي (senna tea):
يُعتبر من العلاجات العشبية التقليدية والمعروفة لعلاج الإمساك، ولكن يجب استخدامه تحت إشراف الطبيب وبكميات صغيرة لفترة قصيرة فقط، ويُشار إلى تجنّب استخدامه في الثلث الأخير من الحمل لأن السنا تحفز الرحم ويسبب انقباضات براكستون هيكس (Braxton Hicks) القوية.
- شاي الهندباء:
ويتم تحضيره بنقع الأوراق بالماء المغلي وشربها لتسهيل الإخراج.
الوخز بالإبر لعلاج الإمساك عند الحامل
ويقوم مبدأ عمل الوخز بالإبر على تحفيز وظائف معينة في الجسم عبر وخز مناطق أخرى، إذ تقع المنطقة المرتبطة بالجهاز الهضمي في منتصف البطن، وتحديدًا على بعد 3 أصابع أسفل السرة، إذ توجد بعض الأدلة التي تشير إلى أنّ وخز هذه المنطقة بالإبر على يدي خبير مختص قد يخفّف من أعراض متلازمة القولون العصبي، والتي يعدّ الإمساك أحد أعراضها.
طب الروائح لعلاج الإمساك عند الحامل
قد يساعد الاسترخاء في مغطس من الماء الدافئ مع إضافة بضع قطرات من زيت البرتقال أو الليمون أو الجريب فروت إلى زيت بذور العنب مع عمل مساج خفيف لمنطقة البطن باتجاه عقارب الساعة في التخفيف من الإمساك، ويؤكد الأخصائيون على عدم الضغط بشكل كبير على البطن خصوصًا في الثلث الأول من الحمل، أو في حالة نزول المشيمة وذلك لمنع حدوث الإجهاض.
أدوية الإمساك الآمنة للحامل
قد لا تُجدي الطرق التي ذكرت سابقًا نفعًا في تخفيف مشكلة الإمساك لدى الحامل، لذلك يلجأ الطبيب في مثل هذه الحالات إلى صرف الأدوية الملينة والمصنّفة ضمن قائمة الأدوية الآمنة للحامل، ولا بدّ من استشارة الطبيب أو الصيدلاني قبل استخدام أيّ منها للتأكد من أمان استخدامها للمرأة الحامل.
يفضل تجنّب استخدام الملينات المنبّهة (Stimulant laxatives) أثناء الحمل؛ فقد تحفّز انقباضات الرحم، لذا يمكن استخدام الأدوية الملينة الأخرى، والتي منها:
أدوية المليانات الصلبة
تعمل الملينات الصلبة (Bulk-forming agents) عملًا مشابهًا للألياف، إذ إنّها تضيف حجمًا إلى البراز وتمكنه من امتصاص كمية أكبر من الماء تجاهه، وهو ما يجعل البراز ليًنًا سهل الخروج، لكن قد يسبّب استخدام الملينات الصلبة تقلصات وشعورًا بعدم الراحة في منطقة البطن، لذلك ينصح بالبدء بجرعات قليلة والإكثار من شرب الماء تزامنًا مع استخدامها.
ومن أمثلة الأدوية الملينة الصلبة:
- السيليوم (Psyllium).
- البولي كاربوفيل (Polycarbophil).
- ميثيل سيليلوز (Methylcellulose).
أدوية المُلينات الأسموزية
إذ تسحب الملينات الأسموزية (Osmotic laxatives) كميات أكبر من الماء إلى الأمعاء، وهو ما يليّن البراز ويسهّل خروجه، ولكنها تسبّب تقلّصات وانتفاخ البطن، ومن أشهر الأمثلة عليها:
- هيدروكسيد المغنيسيوم.
- بولي إيثيلين جلايكول (Polyethylene glycol).
أدوية مُلينات البراز
ويقوم مبدأ عمل ملينات البراز (Stool softeners) على زيادة محتوى البراز من الماء، ممّا يسهّل مروره وخروجه من الجسم، ومن أمثلة هذه الملينات دواء دوكوسات (Docusate).
أدوية المليّنات المزلِّقة
ويقوم مبدأ عمل الملينات المزلقة (Lubricant laxatives) على تغليف الجدار الداخلي للأمعاء وكذلك البراز بطبقة زَلِقة، تعمل كمزلق لتسهيل مرور وخروج البراز، ومن أمثلتها تحاميل الجليسيرين، وينوّه إلى ضرورة استشارة الطبيب أو الصيدلاني قبل استخدام الحامل لتحاميل الجليسيرين.
متى يستدعي إمساك الحامل مراجعة الطبيب؟
تنصح الحامل بمراجعة الطبيب قبل البدء بتناول أي دواء أو ممارسة أي نشاط لتخفيف الإمساك، كما يفضل مراجعة الطبيب عند ظهور الأعراض الآتية:
- عدم فعالية النصائح المنزلية المستخدمة.
- خروج دم أثناء التبرز.
- الغثيان أو القيء.
- ألم في المعدة.
- استمرار الإمساك لفترة تزيد عن أسبوع إلى أسبوعين.
ملخص المقال
يمكن للحامل الاستفادة من الكثير من الطرق المنزلية لعلاج الإمساك أو التخفيف منه، كشرب الماء وممارسة الرياضة وتناول الألياف، كما يُمكنها الاستفادة من العلاج بالأعشاب أو الوخز بالإبر في حال لم تنفع الطرق المنزلية، أو يمكنها تجربة استعمال الأدوية المُلينة بعد استشارة الطبيب مع الابتعاد عن الملينات المُنبهة، ولكن في حال ظهور أعراض مثل ظهور دم أثناء التبرز أو القيء أو غيرها من الأعراض فتُنصح الحامل باستشارة الطبيب على الفور.