عقوبة الشرك بالله
عقوبة الشرك بالله
الشرك بالله: "هو اتّخاذ النّد مع الله تعالى في ربوبيته وألوهيته، فمن صرف أي نوع من أنواع العبادة لغير الله تعالى فقد وقع في الشرك"، وقد رتّب الله عز وجل على الشرك بالله من عقوبات الدنيا والآخرة ما لم يرتبه على ذنب سواه، وهذه العقوبات تختلف باختلاف نوع الشرك إن كان شركاً أكبر أم أصغر:
- مَن أشرك بالله شركاً مغلظاً ومات عليه فلن يُغفر له، قال عز وجل: (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً).
- المشرك بالله شركاً مغلّظاً مخلّد في نار جهنم ، قال عز وجل: (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ).
- الشرك بالله محبط للعمل، وموجب للخسران، قال الله تعالى: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ).
- كتب الله على كل من أشرك به أن يعيش مذموما مخذولاً لا ناصر له، كما قال في كتابه: (لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا).
- المشركون عند الله نجس محرم عليهم دخول حرم الله عز وجل، قال عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).
أنواع الشرك
الشرك الأكبر
الشرك الجلي (الأكبر): هو أن يجعل المرء لله شريكاً يدعوه ويتوسل إليه ويحبه كما يحب الله، ويتمثّل في تقديم القرابين والذبائح للشياطين والجن، والتوسّل للموتى في القبور، ودعائهم ورجائهم لقضاء حاجاتهم التي لا يقدر على قضائها إلّا ربّ العالمين، وحكمه مبطل للإيمان موجب للردة ، أما أنواع الشرك الأكبر فهي:
- شرك في الربوبية
هو نسب خصائص الربوبية لغير الله عز وجل وإنكارها عليه، ومن هذه الخصائص: الرزق، والإحياء والإماتة، والإعطاء والمنع، والضر والنفع، والرزق، وغيرها من الخصائص.
- شرك في الألوهية
أن يجعل لله ندّاً في العبادة أو التشريع، أي أن يشرك بالله في العبادة لغيره والطاعة، أو الاستعانة بتشريعات غير تشريعات الله.
- شرك في الأسماء والصفات
أن يجعل المشرك لله ندا في صفاته وأسمائه ، أو أن يساوي الله بخلقه؛ كأن يقول أنّ يد الله كأيدي المخلوقين، أو أن استواءه على عرشه كاستوائهم، وما إلى ذلك.
الشرك الأصغر
الشرك الخفي (الأصغر): هو "كل ما نهى عنه الشرع مما هو ذريعة إلى الشرك الأكبر ووسيلة للوقوع فيه، وجاء في النصوص تسميته شركاً؛ كالحلف بغير الله، فإنّه مظنة للانحدار إلى الشرك الأكبر"، وحكمه أنه ناقض للإيمان وليس موجب للردة، أما أشكال الشرك الأصغر كما وردت في النصوص الشرعية:
- الرياء
"وهو أن يعمل عملاً مما يتقرّب به إلى الله، يريد به ثناء الناس عليه"، فقد قال عليه الصلاة والسلام: (أخوفُ ما أخافُ عليكم الشركُ الأصغرُ، فسُئِلَ عنه فقال: الرياءُ).
- ترك الصلاة
قال عليه الصلاة والسلام: (إنَّ بيْنَ الرَّجُلِ وبيْنَ الشِّرْكِ والْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلاةِ).
- الحلف بغير الله
قال عليه الصلاة والسلام: (من حَلَف بغَيرِ اللهِ فقد أشرَكَ).
- التطيّر
قال عليه الصلاة والسلام: (الطِّيَرةُ شِرْكٌ الطِّيَرَةُ شِرْكٌ ولكن اللهَ عزَّ وجلَّ يُذهبُهُ بالتَّوَكُّلِ).
وفيما يأتي حكم الشرك الأصغر، فهو يختلف عن الشرك الأكبر في عدة أمور:
- الشرك الأصغر من أكبر الكبائر بعد الشرك الأكبر، ومعصية من أكبر المعاصي.
- الشرك الأصغر لا ينقض التوحيد، بل يتنافى مع كماله.
- الشرك الأصغر لا يحبط جميع العمل، بل يحبط العمل المصاحب.
- الشرك الأصغر إن مات صاحبه عليه؛ فإنه يموت مسلماً، ولكن شركه لا يغفر له بل يُعاقب عليه، ومن الممكن أن يدخل الجنة إذ هو ليس مخلّد في النار.