عدد ركعات الصلاة وكيفية أدائها
عدد ركعات الصلاة
عدد ركعات فرائض الصلوات
فرض الله -تعالى- على المسلمين خمس صلوات في اليوم والليلة، وفيما يأتي بيان عدد ركعات الفرض من كل صلاة:
- صلاة الفجر
ركعتان، ويجهر في القراءة أثناء تأديتهما.
- صلاة الظهر
أربعُ ركعات بسلامٍ واحدٍ، وتكون القراءة بصوت خافت، ويجلس بعد الركعة الثانية للتشهُّد.
- صلاة العصر
أربعُ ركعاتٍ بسلامٍ واحد، وتكون القراءة بصوت خافتٍ أيضاً، ويفصل بين الركعات بجلوسٍ وتشهّدٍ بعد الركعة الثانية.
- صلاة المغرب
ثلاثُ ركعاتٍ، يجهر المصلي في قراءته في الركعتين الأوليين، ثم يجلس للتشهد، ويُكمل الركعة الثالثة بصوتٍ خافتٍ.
- صلاة العشاء
أربعُ ركعاتٍ بسلامٍ واحد، يجهر في الركعتين الأوليين، ثم يجلس للتشهُّد، ويسرّ في الركعتين الأخريين.
- صلاة الجمعة
أي صلاة الظهر في يوم الجمعة مع الإمام، وعدد ركعاتها اثنتان يسبقها خُطبة.
عدد ركعات سنن الصلوات
ثبت عن عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: (كانَ يُصَلِّي في بَيْتي قَبْلَ الظُّهْرِ أَرْبَعًا، ثُمَّ يَخْرُجُ فيُصَلِّي بالنَّاسِ، ثُمَّ يَدْخُلُ فيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، وَكانَ يُصَلِّي بالنَّاسِ المَغْرِبَ، ثُمَّ يَدْخُلُ فيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، وَيُصَلِّي بالنَّاسِ العِشَاءَ، وَيَدْخُلُ بَيْتي فيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ).
وبناءً على ذلك قال العلماء إنّ عدد ركعات سنن الصلوات عشرُ ركعاتٍ؛ ركعتان قبل الفجر، وركعتان قبل الظهر، وركعتان بعده، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، وهذا أقلّ الكمال في السّنن عند الشافعية، ثم قالوا بأن الكمال في السنن يصل إلى ثمانيةَ عشر ركعة باستثناء الوتر؛ ركعتان قبل الفجر، وأربعٌ قبل الظهر واثنتان بعده، وأربعٌ قبل العصر، واثنتان بعد المغرب، وأربعٌ قبل العشاء وركعتان بعده.
وتقسم السّنن إلى قسمين:
- السنن المؤكدة
وعددها عشر ركعات، وقد كان يزيدها رسول الله في بعض الأحيان إلى اثنتي عشر ركعة، وهي: ركعتان قبل الفجر، وركعتان قبل الظهرِ وركعتان بعده، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، وإن أدّاها اثنتي عشرة؛ يصلّي قبل الظهر أربع ركعاتٍ، فعن أمّ حبيبة -رضي الله عنها- قالت: (من صلَّى في يومٍ وليلةٍ ثنتيْ عشرةَ ركعةً، بُنيَ له بيت في الجنةِ: أربعًا قبلَ الظهرِ، وركعتيْنِ بعدَها وركعتيْنِ بعدَ المغربِ، وركعتيْنِ بعدَ العشاءِ، وركعتيْنِ قبلَ الفجرِ).
وروى ابن عمر -رضي الله عنه- فقال: (حَفِظْتُ مِنَ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- عَشْرَ رَكَعَاتٍ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ).
- السنن غير المؤكدة
وعددها ثماني ركعات؛ أربعٌ قبل العصر، واثنتان قبل المغرب، وركعتان قبل العشاء، وقد كان رسول الله يؤدّيها أحياناً ويدعها أحياناً أُخرى، روى علي بن أبي طالب عن رسول الله فقال: (كان النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يصلِّي قَبلَ العصرِ أربعَ ركعاتٍ، يَفصلُ بينهنَّ بالتسليمِ على الملائكةِ المُقرَّبينَ، ومَن تبِعَهم من المسلمينَ والمؤمِنين).
كيفية أداء الصلاة
تُؤدّى الصلاة على النحو الآتي:
- استقبال القبلة بالوجه والبدن.
- النية بالقلب للصلاة المراد تأديتها دون التلفّظ بها.
- النطق بتكبيرة الإحرام بقول المُصلِّي: "الله أكبر"، مع رفع اليدين نحو المنكبين أثناء التكبير. أو ما يحاذي الأُذنين، والتوجُّه بالبصر نحو موضع السجود.
- وضع اليدين فوق الصدر، ووضع اليد اليُمنى فوق اليُسرى.
- استفتاح الصلاة ب دعاء الاستفتاح من خلال قول المصلّي: "اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهمّ نقّني من خطاياي كما يُنقّى الثوب الأبيض من الدنس، اللهمّ اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد"، أو يقول: "سبحانك اللهمّ وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدّك، ولا إله غيرك".
- التعوّذ: فيقول المصلّي: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"، ويُتبعها بالبسملة وقراءة الفاتحة، ويُنهي الفاتحة فيُؤمّن.
- قراءة ما تيسّر من الآيات في أوّل ركعتين، والإطالة في صلاة الصبح .
- رفع اليدين نحو المنكبين والتكبير، ثمّ يركع المُصلّي فيضع أصابعه على ركبيته ويباعد بين أصابعه، ويجعل ظهره مستقيماً والرأس بنفس مستوى الظهر، ويقول: "سبحان ربي العظيم"، ثلاث مرّات، ويمكن أن يزيد على ثلاث مرات.
- الرفع من الركوع قائلاً: "سمع الله لمن حمده"، ويرفع المصلّي يديه نحو منكبيه، ثم يقول: "ربنا ولك الحمد مِلْء السماوات، ومِلْء الأرض، ومِلْء ما شئت من شيءٍ بعد".
- السجود على أعضائه السبعة؛ الأنف مع الجبهة، والكفين، والركبتين، وأطراف القدمين، ويجعل عضديه موازيين لجنبيه ويرفعهما عن الأرض، ويحرص على توجّه أصابعه نحو القبلة، ويكبِّر أثناء النزول، ويقول في سجوده: "سبحان ربي الأعلى" ثلاثاً، ولا بأس بزيادة: "سبحانك اللهمّ ربنا وبحمدك، اللهمّ اغفر لي".
- الرّفع من السجود والتكبير أثناء ذلك.
- الجلوس بعد السجودِ على القدم اليسرى، ونصب الأخرى، ووضع اليد اليُمنى على ما يوازيها من الفخذ، وضمِّ الأصابع ما عدا السبّابة، وبسط اليد اليُسرى على الفخذ الأيسر، وتحريك السبابة اليُمنى قائلاً: "رب اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني واجبرني وعافني"، ثم يُكبِّر ويسجد ثانياً ويفعل مثلما فعل في السجود الأول.
- القيام من السجودِ الثاني والتكبير أثناء ذلك.
- أداء الركعة الثانية كما الأولى دون الاستفتاح.
- إنهاء الركعة الثانية بالتكبير عند الرفع من السجود الثاني، والجلوس بنفس وضعية الجلوس بين السجدتين، وقراءة التشهّد بقول: "التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهمّ صلّ على محمد وعلى آل محمد، كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميد مجيد، أعوذ بالله من عذاب جهنّم، و عذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيحِ الدجال"، ثم يدعو المُصلِّي بما شاء قبل التسليم.
- السلام عن اليمين بقول: "السلام عليكم ورحمة الله"، وكذلك عن اليسار.
- القيام بعد الانتهاء من قول: "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله"، في حال كانت الصلاة ثلاثية أو رباعية، ويكبّر أثناء القيام، ويرفع يديه نحو المنكبين.
- أداء ما تبقّى من الركعات مثل الركعتين الأوليين، مع الاقتصار على الفاتحة فقط.
- الجلوس من خلال نصب القدم اليمنى وإخراج القدم الأخرى من تحت ساقها، مع تمكين المِقعدة من الأرض، ووضع اليدين بنفس الكيفية كما في التشهُّد الأول.
- قراءة التشهّد كاملاً مع الصلاة الإبراهيمية، ثم السّلام عن اليمين والشمال.
شروط الصّلاة
إنّ للصلاة شروطاً عديدة، فيما يأتي بيانها:
- النيّة
فينوي المصلّي في قلبه الصلاة التي يريد أن يصلّيها.
- الإسلام
فغير المسلم لا تُقبل صلاته، قال -تعالى-: (ما كانَ لِلمُشرِكينَ أَن يَعمُروا مَساجِدَ اللَّـهِ شاهِدينَ عَلى أَنفُسِهِم بِالكُفرِ أُولـئِكَ حَبِطَت أَعمالُهُم وَفِي النّارِ هُم خالِدونَ).
- العقل
فالمجنون غير مُكلّف، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (رُفِعَ القلمُ عن ثلاثةٍ: عنِ المجنونِ المغلوبِ على عقلِهِ حتَّى يُفيقَ، وعنِ النَّائمِ حتَّى يستيقظَ، وعنِ الصَّبيِّ حتَّى يحتلمَ).
- التمييز
ويصل إليه الإنسان عند بلوغه السابعةِ من عمره، وحينها يؤمر بالصلاة، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مُروا أولادَكم بالصلاةِ وهم أبناءُ سبعِ سنينَ واضربوهُم عليها وهمْ أبناءُ عشرٍ وفرِّقوا بينهُم في المضاجعِ).
- رفع الحدث
ويتمّ بالوضوء أو الغُسل، قال رسول الله: (مفتاحُ الصلاةِ الطهورُ)، فالوضوء يكون من أجل الطهارة من الحدث الأصغر، والغُسل للحدث الأكبر، فمن صلّى من غير طهارة فإنّ صلاته غير صحيحة بالإجماع.
- إزالة النجاسة من البدن والثوب والمكان.
فإن نسيها المُصلّي فالصلاة صحيحة، وإن علِم بها أثناء الصلاة يزيلها إن استطاع، وإن علم بها بعد الانتهاء من الصلاة فالصلاة صحيحة ولا يُعيد، فالوضوء يكون من أجل الطهارة من الحدث الأصغر، والغُسل للحدث الأكبر، فمن صلّى من غير طهارة فإنّ صلاته غير صحيحة بالإجماع.
ويستثنى من النجاسة، النجاسة المعفو عنها، كالدم القليل.
- ستر العورة بما لا يصف ما تحته
وعورة الرجل من السرّة إلى الركبة، أمّا المرأة فتستر جميع بدنها ما عدا كفّيها ووجهها، قال -تعالى-: (يا بَني آدَمَ خُذوا زينَتَكُم عِندَ كُلِّ مَسجِدٍ وَكُلوا وَاشرَبوا وَلا تُسرِفوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ المُسرِفينَ).
- دخول وقت الصلاةِ المُراد أداؤها
قال -تعالى-: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا)، ووقت صلاة الظهر من الزّوالِ إلى أن يصبح ظلّ كل شيءٍ مثله، والعصر يبدأ وقتها بانتهاء وقت الظهرِ إلى أن تُصبح الشمس مصفرّة، والمغرب من غروب الشمس إلى غياب الشفقِ الأحمر، ومنه يبدأ وقت العشاء ويستمر إلى منتصف الليل.
ويمكن أداء صلاة العشاء إلى ما قبل الفجر حال الضرورة، والفجر من طلوع الفجر الصادق إلى شروقِ الشّمس.
- التوجّه إلى القِبلة
والقِبلة هي بيت الله الحرام، فإن كانت الكعبة أمام المُصلِّي يتجّه إليها، وإلّا فيتجه نحو جهتها، قال -تعالى-: (قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ).
ويُستثنى من ذلك الرّاكب على الدابة إذا أراد أن يصلِّي النافلة أثناء السفر، فإنه يتوجّه حيث كان وجهه.