عدد الآيات المنسوخة في القرآن الكريم
عدد الآيات المنسوخة في القرآن الكريم
جاء في كتاب الزيادة والإحسان لمحمد عقيلة أن الآيات المنسوخة على الترتيب مئة وثلاثة مواضع في ثلاثين سورة، وجميع المواضع المنسوخة مئتان وتسعة وأربعون موضعاً، وورد عن الإمام السيوطي في منظومته أن عدد الآيات المنسوخة هي عشرون آية، وقد خولف في ذلك عند البعض.
النسخ في القرآن الكريم
معنى النسخ والمنسوخ والناسخ
معنى (النسخ) عند الصحابة والتابعين هو إزالة بعض الأوصاف في آية بآية أخرى، سواء كان ذلك بياناً لانتهاء مدة العمل بآية من الآيات الكريمة، أو لإزالة عادة من العادات الجاهلية، أو رفع شريعة من الشرائع السابقة، ولكن بمرور الزمن وصل العلماء إلى وضع مصطلحات مختلفة ومتميزة بمدلولها؛ فحدد تعريف النسخ وأطلق عليه النسخ الاصطلاحي وهو: "رفع حكم شرعي بحكم شرعي متأخر".
والرفع هو (النسخ)، و الحكم الشرعي المرفوع هو (المنسوخ)، والحكم الشرعي المتأخر هو (الناسخ)، فلم يُنسخ فرضٌ إلا وحلّ فرضٌ آخر مكانه؛ كنسخ قبلة بيت المقدس، إذ ثبت مكانها الكعبة، والأصل في النسخ أن يكون الحكم حلالاً فيصبح حراماً، أو يكون حراماً فيجعل حلالاً.
أو أن يكون محظوراً فيصبح مباحاً، أو مباحاً فيُجعل محظوراً، فالناسخ خيرٌ سواءً أكان أثقل، أو أخف، أو مساوياً للمنسوخ في الحكم، وبهذا يتضح أن المنسوخ كان فيه الحكمة والمصلحة وقت العمل به، وبعد نسخه أصبح الناسخ هو المشتمل على الحكمة والمصلحة.
وإن معرفة الناسخ والمنسوخ علم في غاية الأهمية لا يقوم به إلا كبار الفقهاء والمحدثين، وهو من ضرورات الفقه والاجتهاد، ولتعلم الناسخ المنسوخ يجب الاطلاع على كتب أصول الفقه القديمة والحديثة.
ترتيب المنسوخات
وأمَّا ترتيب المنسوخات فأَوّلها الصّلوات كانت خمسون فصارت خمس، ثمّ تحويل القبلة، ثم صوم يوم عاشوراء ، ثم صوم ثلاثة أيام من كلّ شهر؛ نُسِخا بفرض صيام رمضان، ثم حكم الزكاة إِلى ربع العشر، ثمّ الإِعراض عن المشركين والصّفح عنهم.
أقسام المنسوخ
المنسوخ من القرآن له ثلاثة أقسام سنوضحها فيما يأتي:
- القسم الأول ما نسخ لفظه وحكمه
مثل نسخ العشر رضعات في حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: (كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن، ثم نسخن بخمس معلومات).
- القسم الثاني ما نسخ حكمه وبقي لفظه
وحكمة نسخ الحكم دون اللفظ؛ حتى يبقى ثواب التلاوة وتذكير الأمة بحكمة النسخ، وهذا هو الكثير في القرآن الكريم ومثاله آيتا المصابرة.
- القسم الثالث ما نسخ لفظه وبقي حكمه
وحكمة نسخ اللفظ دون الحكم؛ اختباراً للأمة في العمل بما لا يجدون لفظه في القرآن، وتحقيق إيمانهم بما أنزل الله -سبحانه وتعالى-، ومثال عليه آية الرجم.
وقد ثبت عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: (كان فيما أنزل الله آية الرجم، فقرأناها وعقلناها ووعيناها ورجم رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ورجمنا بعده، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائلاً: والله ما نجد الرجم في كتاب الله، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله، وإن الرجم في كتاب الله حق على من زنى، إذا أحصن من الرجال والنساء، وقامت البينة، أو كان الحبل، أو الاعتراف).