عدد آيات سور القرآن
القرآن الكريم
يُعرّف القرآن الكريم على أنه كلام الله -تعالى- الموحى به إلى محمد صلى الله عليه وسلم، بواسطة جبريل عليه السلام، المحفوظ في الصدور، والمكتوب في المصاحف، ويُقسم إلى ثلاثين جزءاً، ويبلغ عدد سوره 114 سورة، ويعدّ أول مصادر التشريع الإسلامي ، وقد اختلف أهل اللغة في تسمية القرآن الكريم، حيث قال بعضهم أنها مشتقة من قرأ يقرأ، بمعنى تلا، كما في قول الله تعالى: (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ* فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَ)، والقرآن بمعنى مقروء أي متلو، وقال بعضهم الآخر أنها مشتقة من قرأ بمعنى جمع، فيكون من إطلاق المصدر بمعنى اسم الفاعل قارئ بمعنى جامع، حيث إن القرآن جامع للأحكام العادلة، والأخبار النافعة، وقيل إن أصل التسمية مشتقٌ من القرء بمعنى الجمع، لأن القرآن الكريم يضم السور والآيات، والأحكام، والأخبار.
عدد آيات سور القرآن الكريم
أجمع أهل العلم على أن عدد آيات القرآن الكريم ستة آلاف ومئتي آية، ولكن اختلف القراء البصريين، والكوفيين، والشاميين، والمدنيين، والمكيين فيما زاد عن ذلك، فمنهم من قال مئتي وأربع آيات، ومنهم من قال مئتي وأربع عشرة آية، ومنهم من قال مئتي وست وثلاثين آية، وقيل مئتي وخمس وعشرين آية، ومنهم من لم يزد، ويرجع السبب في اختلاف القراء بعدد الآيات إلى أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقف على رأس كل آيةٍ للتوقيف، فإذا عُلم محلّها وصل للتمام، فكان يظنّ البعض عند سماعها أنها ليست فاصلة، فمن اعتبر الوقف قال بأنها رأس آية، ومن اعتبر الوصل قال بأنها ليست آية، ومن هنا حدث الخلاف.
وتجدر الإشارة إلى أن آخر كلمةٍ في الآية تسمى فاصلة، ولمعرفة الفواصل طريقان؛ الأول توقيفي، والثاني قياسي، وأما التوقيفي فما ثبت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقف عليه فهو فاصلة، وما ثبت أنه وصله دائماً فليس بفاصلة، وما وقف عليه أحياناً ووصله أحياناً قد يكون لتعريف الفاصلة، أو للاستراحة، أو لتعريف الوقف التام، وأما القياسي فهو ما أُلحق من غير المنصوص عليه بالمنصوص عليه، ولا حرج في ذلك لأنه لا يترتب عليه زيادةً أو نقصان، وإنما معرفة الوصل والفصل، والوقف جائز على كل كلمة.
ويبلغ عدد آيات سورة الفاتحة سبع آيات، وسور البقرة 286، وسورة آل عمرن 200، وسورة النساء 176، وسورة المائدة 120، وسورة الأنعام 165، وسورة الأعراف 206، وسورة الأنفال 75، وسورة التوبة 129، وسورة يونس 109، وسورة هود 123، وسورة يوسف 111، وسورة الرعد 43، وسورة إبراهيم 52، وسورة الحجر 99، وسورة النحل 128، وسورة الإسراء 111، وسورة الكهف 110، وسورة مريم 98، وسورة طه 135، وسورة الأنبياء 112، سورة الحج 78، وسورة المؤمنون 118، سورة النور 64، وسورة الفرقان 77، وسورة الشعراء 227، وسورة النمل 93، وسورة القصص 88، وسورة العنكبوت 69، وسورة الروم 60، وسورة لقمان 34، وسورة السجدة 30، وسورة الأحزاب 73، وسورة سبأ 54، وسورة فاطر 45، سورة يس 83، وسورة الصافات 182، وسورة ص 88، وسورة الزمر 75، وسورة غافر 85، وسورة فصلت 54، وسورة الشورى 53، وسورة الزخرف 89، وسورة الدخان 59، وسورة الجاثية 37.
وعدد آيات سورة الأحقاف 35 آية، وسورة محمد 38، وسورة الفتح 29، وسورة الحجرات 18، وسورة ق 45، وسورة الذاريات 60، وسورة الطور 49، وسورة النجم 62، وسورة القمر 55، وسورة الرحمن 78، وسورة الوقعة 96، والحديد 29، والمجادلة 22، والحشر 24، والممتحنة 13، والصف 14، والجمعة 11، والمنافقون 11، والتغابن 18، والطلاق 12، والتحريم 12، والملك 30، والقلم 52، والحاقة 52، والمعارج 44، نوح 28، والجن 28، والمزمل 20، والمدثر 56، والقيامة 40، والإنسان 31، والمرسلات 50، والنبأ 40، والنازعات 46، وعبس 42، والتكوير 29، والانفطار 19، والمطففين 36، والانشقاق 25، والبروج 22، والطارق 17، والأعلى 19، والغاشية 26، والفجر 30، والبلد 20، والشمس 15، والليل 21، والضحى 11، والشرح 8، والتين 8، والعلق 19، والقدر 5، والبينة 8، والزلزلة 8، والعاديات 11، والقارعة 11، والتكاثر 8، والعصر 3، والهمزة 9، والفيل 5، وقريش 4، والماعون 7، والكوثر 3، والكافرون 6، والنصر 3، والمسد 5، والإخلاص 4، والفلق 5، والناس 6.
ترتيب الآيات والسور في المصحف
يُعدّ ترتيب الآيات في سورها أمرٌ توقيفي، حيث إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو من أمر بترتيبها، وقد أجمع أهل العلم على ذلك، ونقل الإجماع العديد من العلماء كالزركشي في البرهان، وثمة الكثير من النصوص التي تثبت ذلك، ومنها ما رُوي عن عثمان بن أبي العاص -رضي الله عنه- أنه قال: (كنتُ عندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جالسًا إذْ شخُصَ ببصرِهِ ثم صوَّبَهُ حتى كادَ أنْ يَلْزَقَ بالأرضِ قال وشخُصَ ببصرِه قال أتاني جبريلُ فأمرَني أن أضعَ هذه الآيةَ بهذا الموضعِ من هذه السورةِ إنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)، وأما ترتيب السور فهي مسألة خلافية بين أهل العلم، فمنهم من قال إن ترتيبها توقيفي، حيث رتّبها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بوحيٍ من الله تعالى، وقال بعضهم الآخر أن ترتيب بعض السور كان توقيفياً، والبعض الآخر تمّ باجتهادٍ من الصحابة رضي الله عنهم.
مراحل نزول القرآن
نزل القرآن الكريم على مرحلتين، حيث نزل في المرحلة الأولى جملةً واحدةً من الله -تعالى- إلى بيت العزّة في السماء الدنيا، وكان نزوله في ليلة القدر المباركة من شهر رمضان، مصداقاً لقوله تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ)، ثم نزل في المرحلة الثانية على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منجّماً، أي مُفرّقاً بحسب الأحداث والوقائع خلال فترةٍ زمنيةٍ مقدارها ثلاثة وعشرين سنة، كما قال الله تعالى: (وَقُرآنًا فَرَقناهُ لِتَقرَأَهُ عَلَى النّاسِ عَلى مُكثٍ وَنَزَّلناهُ تَنزيلً).