عجائب قدرة الله
عجائب قدرة الله تعالى
أظهر الله قدرته لعباده من عجيب خلقه في كونه، فهو -سبحانه- الخالق لهذا الكون، اللّطيف بمخلوقاته، العالم بما ينفعهم فيهيّئه لهم، وكل ما في الكون ملك له وحده، والخلق عبيد له، وهو الغني وكلهم فقراء إليه، المستحقّ للحمد والثناء.
وقد سخّر الله -عز وجل- الأرض لهم، والبحر لينتفعون منه، والسّفن تجري فيه، وهو من يسيّر الفضاء بما فيه من الكواكب وفق نظام دون اختلال، وبناءً على ذلك فهو وحده المستحق للعبادة والإخلاص والشكر.
عجائب قدرة الله في خلق الأرض
قال سبحانه في القرآن الكريم: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)، فقد أخبر أنّ الناس يأتون من أرجاء الأرض من كل فجّ عميق، ممّا دلّ على أنّ الأرض كرويّة الشكل، ولو كانت مسطحة لقال بعيد بدلاً من عميق.
وكلّما ابتعد المكان عن مركز الأرض أصبح الاتجاه منحنياً، ثمّ وضع فيها الجبال وجعل ثلثاه منغرسة في باطن الأرض لا تتزحزح ولا يتغيّر مكانها، وذلك لتكون وتداً للأرض تمنعها من الاهتزاز وتربط باطنها بظاهرها، قال -تعالى-: (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا* وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا).
عجائب قدرة الله في خلق السماء
يُطلق لفظ السّماء في اللّغة على كل ما علا وارتفع، وفي الاصطلاح هي منطقة فضائيّة مرئيّة من الأرض، تبدو كالقبة عليها، وتحتوي على الغلاف الجوي، وقد أورد الله ذكرها في القرآن الكريم والسنّة النبويّة الشّريفة.
ولم يقسم الله بشيء في القرآن الكريم كما أقسم بالسّماء، وقد دلّت السّماء بخلقها ووجودها بعد العدم على وجود الله، ثمّ إنّ النّظر فيها والتأمل بخلقها يدلّ على أنّ الله واحد أحد، وعلى عظمته -سبحانه-، فلا رب ولا معبود سواه.
عجائب قدرة الله في خلق الإنسان
وهب الله للإنسان نعمة عظيمة؛ ألا وهي نعمة العقل، فبها يتميّز، ويُدرك، ويُفكّر، ويتدبّر عجيب صنع الله وإبداعه، وقد مدح الله -تعالى- في كتابه الكريم مَن يتفكّر في آلائه، وبالتالي يزداد تعظيماً لله وخشية منه، كما وهب الله الإنسان الحياة، ثمّ بعد أن ينتهي عمره يميته، ثمّ يحييه يوم القيامة من أجل أن يحاسبه على أعماله ويجازيه عليها.
عجائب قدرة الله في خلق النباتات
قال -تعالى-: (وَهُوَ الَّذي أَنزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخرَجنا بِهِ نَباتَ كُلِّ شَيءٍ فَأَخرَجنا مِنهُ خَضِرًا نُخرِجُ مِنهُ حَبًّا مُتَراكِبًا وَمِنَ النَّخلِ مِن طَلعِها قِنوانٌ دانِيَةٌ وَجَنّاتٍ مِن أَعنابٍ وَالزَّيتونَ وَالرُّمّانَ مُشتَبِهًا وَغَيرَ مُتَشابِهٍ انظُروا إِلى ثَمَرِهِ إِذا أَثمَرَ وَيَنعِهِ إِنَّ في ذلِكُم لَآياتٍ لِقَومٍ يُؤمِنونَ).
فالنباتات تُزرع في أرض واحدة وتُسقى من ماء واحد، وتحتاج إلى العناصر نفسها، ومع ذلك فإنّها تنمو بأشكالٍ، وألوانٍ، وأطعمة، وروائح، وأحجام مختلفة، تصل إلى الآلاف في أصنافها.
عجائب قدرة الله في خلق الحيوانات
خلق الله أصنافاً متعدّدة من الحيوانات، فمنها ما يمشي على الأرض، ومنها ما يطير في الجو، ومنها ما يسبح في البحر، قال -تعالى-: (وَما مِن دابَّةٍ فِي الأَرضِ وَلا طائِرٍ يَطيرُ بِجَناحَيهِ إِلّا أُمَمٌ أَمثالُكُم ما فَرَّطنا فِي الكِتابِ مِن شَيءٍ ثُمَّ إِلى رَبِّهِم يُحشَرونَ).
وهذه الحيوانات صُنفت إلى أمم وقبائل، وأنواع وأجناس، وأشكال وألوان، وذكور وإناث، والله هو الذي يرزقها، ويطعمها ويسقيها، وقد نشرها في أرجاء الأرض، تسبّحه وتعبده، حتى تأخذ كامل رزقها وينتهي أجلها.